ونبه استشاريون ومختصون في طب النساء والتوليد، من زيادة حالات سرطان عنق الرحم، لافتين إلى أن وزارة الصحة واجهت هذا الازدياد في الحالات، بالتأمين على التطعيم الثلاثي لفايروس الورم الحليمي، ولزيادة نسبة الوعي قامت وزارة الصحة، بتنفيذ جولات ميدانية في مدارس البنات للتطعيم ضد فايروس الورم الحليمي.
من جهتها، كشفت دراسة علمية بحثية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أجريت بمختبر الأبحاث البيولوجية الإشعاعية التابع لقسم الفيزياء الطبية بمركز الأبحاث بالمستشفى، شملت 285 مريضاً؛ 28 مصاباً بأورام البلعوم، و257 مصاباً بأورام التجويف الفموي، تم علاجهم بالمستشفى، إلى جانب وجود ارتباط بين الإصابة بفايروس الورم الحُليمي البشري (HPV)، وبعض سرطانات الرأس والعنق لدى المرضى عينة الدراسة. وبينت الدراسة، أن ممارسة التدخين لها ارتباط وثيق بانخفاض معدل الشفاء العام من الورم بعد خضوع المرضى للعلاج، إضافةً إلى عوامل أخرى من بينها تقدم مرحلة الورم والتقدم بالعمر. ونوهت الدراسة إلى أن التدخل الطبي المبكر في مراحل الورم الأولى يزيد بشكل وثيق من معدل الشفاء مقارنة بالمراحل المتقدمة، التي غالباً ما تحتاج إلى العلاج الكيماوي والإشعاعي.
14 نوعاً أكثر خطورة
أوضح أخصائي أول النساء والتوليد الدكتور مازن بشاوري، أن فايروس الورم الحليمي يزيد على 100 نوع، منها 14 نوعاً الأكثر خطورة وبعض المرضى تظهر عليهم الأعراض، والآخر يكتسب المناعة ويتم اكتشافه عن طريق مسحة عنق الرحم، إضافة إلى تحليل DNA للفايروس.
وأشار أخصائي النساء والتوليد بشاوري، إلى أن سرطان عنق الرحم قد يستغرق 20 عاماً أو أكثر للتطور بعد الإصابة بالفايروس، فيما يتطور لدى مرض نقص المناعة بين 5 و10 سنوات لضعف الجهاز المناعي.
وأضاف: قرار وزارة الصحة، بالحث على التطعيم الثلاثي للفايروس يعود إلى زيادة عدد الحالات المرضية، وجاء ذلك نتيجة دراسة استقصائية ميدانية لمدارس البنات المتوسطة وهي السن المستهدفة لهذا المرض، ومع ذلك لا بد للنساء اللاتي تجاوزن الـ20 من العمر، أن يفحصن كل ثلاث سنوات حتى يبلغن الـ35، وبعدها يكون الفحص كل خمس سنوات مع متابعة الخلايا في حال وجود أي تغير، كما أن معظم المصابين بفايروس الورم الحليمي البشري ليست لديهم أعراض أو علامات أو مشكلات صحية تماماً، كما أن معظم إصابات فايروس الورم الحليمي البشري تختفي خلال عامين، لكن في بعض الأحيان قد تستمر عدوى فايروس الورم الحليمي البشري لفترة أطول، كما أن فايروس الورم الحليمي البشري، ينتقل بواسطة التلامس الجلدي، وأنصح بزيارة الطبيب عند ملاحظة ثآليل مؤلمة أو بعد الزواج بثلاث سنوات.
التسبب في تأخير الحمل
كشفت استشاري نساء وولادة الدكتورة حنين عبدالجبار، أن تأخر الحمل لدى بعض السيدات يعود الى وجود فايروس الورم الحليمي، ويُعالج بعضها ببعض الأدوية والكريمات وبعض الحالات من خلال الكي البارد، وفي حال كان الحجم كبيراً يُلجأ للجراحه لاستئصال الثآليل، أما في حالة سرطان عنق الرحم فيعتمد علاجه على المرحلة التي وصل إليها السرطان، وقد يكون علاجاً كيماوياً أو إشعاعياً أو جراحياً، كما أن 90% من حالات الإصابة بفايروس الورم الحليمي يكون الاستشفاء كاملاً، مع أهمية الوقاية قبل الإقدام على الزواج.
وأفادت أن الأعراض الوقتية المصاحبة للقاح تتمثل في ألم وانتفاخ مكان اللقاح وارتفاع درجة الحرارة وغثيان وتعب جسدي.
اللقاحات وقائية وليست علاجية
أوضح استشاري أمراض النساء والولادة والأورام النسائية وجراحة المناظير والروبوت الدكتور حمزة عجاج، أن فايروس الورم الحليمي البشري، هو فايروس شائع يمكن أن يصيب الجلد والأغشية المخاطية، ويوجد أكثر من 100 نوع معروف من هذا الفايروس، بعضها تسبب الثآليل المسطحة، التي تكون أكثر شيوعاً في الأطفال والمراهقين مقارنة بالبالغين، والسبب يعود إلى أن جهاز المناعة في الأطفال والمراهقين لم يتطور بشكل كامل بعد، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالثآليل التي تنمو عادة في مناطق مثل الوجه واليدين والركبتين.
وقال عجاج: فايروس الورم الحليمي، هو السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم؛ الذي قد يستغرق تطوره سنوات بعد الإصابة بالفايروس، وأنصح النساء للوقاية منه بالزواج في سن مناسب وتلقي التطعيمات والاهتمام بالفحوصات الدورية، وأهمية إجراء الكشف المبكر، كما أن اللقاحات ضد فايروس الورم الحليمي البشري، تُعطى كإجراء وقائي، وليست علاجية، فالهدف من التطعيم هو تحفيز جهاز المناعة للتعرف على الفايروس ومكافحته قبل أن يتمكن من التسبب في العدوى أو التسبب في أي مضاعفات مثل السرطان، وأن اللقاح يعطى للأطفال قبل سن البلوغ، تحديداً بين 9 و12 عاماً، وهو السن المثالي لضمان فعالية المناعة ومنع التعرض للفايروس.
زيادة أعلى من الضعف
نوّه الباحث الرئيسي للدراسة العلمية البحثية؛ التي أجريت بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الدكتور غازي الصبيح، إلى أنه رغم انخفاض معدّل سرطانات البلعوم في السعودية مقارنة بالمعدلات العالمية، إلّا أنها زادت بمعدل أعلى من الضعف خلال الفترة من 2009 حتى 2016م، مقارنة بالفترة من 2002 حتى 2008م، وترافقت بازدياد مطّرد مع نسبة الإصابة بفايروس الورم الحُليمي البشري، وهذا ما جعلها توصي بإدراج تحليل مستوى بروتين p16 وفحص فايروس الورم الحليمي البشري، ضمن الخطة العلاجية لمرضى سرطانات الرأس والعنق بعد ثبوت تأثيرهما على معدل الشفاء من المرض.
وأكدت استشارية أمراض النساء والولادة ورئيس قسم جراحة الأورام النسائية بمدينة الملك فهد الطبية الدكتورة كريمة سلامة، خلال مشاركتها في فعالية اليوم التوعوي لسرطان عنق الرحم إمكانية ارتفاع نسبة الشفاء من سرطان عنق الرحم بنسبة 92% في حال قامت المصابة بالتشخيص المبكر واتباع العلاج السليم بانتظام وفق توجيهات الطبيب المختص، مبينة أنه في حال تأخر التشخيص تقل هذه النسبة تدريجياً بحسب نوع الحالة.
وأفادت الدكتور كريمة أن «سرطان عنق الرحم يُعد أحد الأنواع الشائعة لمرض السرطان، وعادة يتطور ببطء شديد، إذ يشهد مختلف أنحاء العالم تشخيص نحو نصف مليون إصابة بهذا المرض في كل عام».
تغيرات في خلايا عنق الرحم
استشاري الامراض الجلدية الدكتور مازن الجابري، أوضح أن المرض ينتقل عن طريق الملامسة، وقد تسبب تغيرات في خلايا عنق الرحم وأن معظم الثآليل سهل تشخيصها بالفحص السريري.
مضيفاً أن هناك فترة حضانة لمثل هذه الفيروسات تمتد لعدة اشهر؛ بمعنى انه ممكن ان يحدث الاحتكاك بهذه الثآليل، لكن تظهر عند الشخص المصاب بعد أشهر من الاحتكاك.