تواصل الأطراف المتصارعة في السودان نشر معلومات متباينة وبيانات متضاربة حول السيطرة العسكرية على مناطق وقواعد واستسلام بعض القادة والجنود من كل جانب وانضمامهم للطرف الآخر، ما يثير المخاوف من استخدام الجانبين الحرب النفسية في إطالة أمد الصراع وتدمير البلاد.
في الساعات الأولى من اندلاع المواجهات تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن بدء إطلاق النار، وادعى كل طرف سيطرته على المطار ومنشآت حيوية أخرى في الخرطوم ومدن أخرى، فيما أعلنت قوات الدعم السريع تحقيق عدة مكاسب خلال المعارك التي خاضتها يومي السبت والأحد، ومنها بسط السيطرة الكاملة على مطار مروي واقتحام منزل القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، كما نشرت بيانات ومقاطع فيديو بأنها بسطت السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري ومحيطه، وهو ما نفاه الجيش السوداني.وقال الجيش السوداني إن الموقف العملياتي حتى الآن بالعاصمة يتضمن اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة ووسط الخرطوم، مبينا أن القوات المسلحة تسيطر تماما على جميع مقراتها، نافيا صحة ما يتم تداوله بشأن استيلاء قوات الدعم السريع على القيادة أو بيت الضيافة أو القصر الجمهوري.وزعمت قوات الدعم السريع كذلك فرض سيطرتها على مقر القوات البرية، والاستيلاء على برج وزارة الدفاع، وتحرير رئاسات الفرق العسكرية بولايات دارفور والاستيلاء على عتادها وآلياتها العسكرية، والاستيلاء على أكثر من 200 دبابة، وإسقاط ثلاث طائرات مقاتلة تابعة للجيش السوداني، كما تحدثت عن أسر وانضمام العشرات من ضباط وجنود الجيش السوداني لصفوفها.لكن الجيش السوداني أعلن استعادة السيطرة على مطار مروي، واغتنام عدد كبير من الأسلحة والمعدات والمؤن التابعة لقوات الدعم السريع وكذلك سيطرته على قيادة قطاع كردفان، ومعسكر الري المصري بالشجرة، واستقبال عدد كبير من جنود الدعم السريع الذين استسلموا.ورغم انقطاع بث التلفزيون السوداني الرسمي إلا أن موظفين أكدوا أن الهدف منع بث أي مواد دعائية لقوات الدعم السريع بعد أن دخلت المبنى الرئيسي لإذاعة وتلفزيون السودان في أم درمان واستخدمت شبكات الإذاعة لبث مواد مؤيدة لها.وتتضمن الحرب النفسية الاستخدام المخطط والمنظم للدعاية والتدابير الإعلامية المقاربة للتأثير على آراء وعواطف ومواقف وسلوك الطرف المعارض من أجل تحقيق أهداف السياسة القومية أو الأهداف العسكرية.وقال خبراء سودانيون إن الطرفين يميلان لاستخدام الحرب النفسية في ظل غياب المعلومات وعدم وجود إمكانية لنقل الأحداث من مواقعها، مؤكدين أن المعلومات المتباينة والبيانات المتضاربة نوع من التضليل.وأكد الخبراء أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت سلاحا ذا حدين يمكن استخدامها لنشر الشائعات والمعلومات المضللة أو توضيح الحقائق والبيانات الموثوقة بهدف إجبار القادة والعسكريين على الانضمام لصفوف الطرف الآخر والتأثير على مسار المعركة.