بدأت الولايات المتحدة، أمس (السبت)، تطبيق نظام رسوم التعرفات الجمركية الذي أعلنه الرئيس دونالد ترمب الأسبوع الماضي. وبدأ التطبيق على البضائع الواردة للولايات المتحدة بحراً وجواً. واعتبر خبراء ومراقبون سياسيون، أن هذا التطبيق يؤكد رفض ترمب للنظام الذي ظل سارياً على التجارة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية، التي وضعت أوزارها في عام 1945.
ووصفت مستشارة البيت الأبيض في الشؤون التجارية خلال ولاية ترمب السابقة كيلي آن شو، في ندوة في معهد بروكينغز، الإجراء بأنه «الأكبر خلال حياتنا». وأضافت أنه زلزال، وتحول ضخم في الطريقة التي تتبادل بها الدول التجارة. وأدى إعلان التعرفات الجمركية الأربعاء الماضي إلى انخفاض حاد في أداء أسواق المال حول العالم. وفقدت الشركات والبنوك المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز أكثر من 5 تريليونات دولار عند الإغلاق الجمعة. وهو رقم قياسي خلال يومين فحسب.
وتضاعفت مخاوف اندلاع حرب تجارية عالمية أمس، بعدما أعلنت الصين أنها فرضت رسوماً على الواردات الأمريكية بنسبة 34% اعتباراً من الخميس القادم. وهي النسبة نفسها التي فرضها ترمب على الصادرات الصينية لأمريكا. وشملت الإجراءات الانتقامية الصينية فرض قيود مشددة على تصدير المعادن الثمينة النادرة، التي تعتبر مكوِّناً حيوياً لمنتجات شركات التكنولوجيا الأمريكية.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية، أمس، أن المستهلكين الأمريكيين هرعوا إلى الأسواق لشراء ما يلزمهم من المنتجات التكنولوجية، التي تصنع في الصين وتايوان، قبل سريان مفعول رسوم ترمب.
وقال مستهلكون، إنهم يتوقعون أن ترتفع أسعار تلك المواد بشكل كبير جراء قرارات ترمب. وحذر مراقبون، من أن أسعار كل السلع التي يستخدمها الأمريكيون يومياً سترتفع.
وحذروا من مغبة ذلك على التضخم، والنمو الاقتصادي. وقال مسؤولو البيت الأبيض، إنهم يأملون أن تدفع رسوم الجمارك الجديدة الدول الأخرى إلى مزيد من فتح أسواقها أمام السلع الأمريكية، والتفاوض مع واشنطن على تخفيض الرسوم.
وأضافوا، أنهم يأملون بأن تزيد الشركات الأمريكية إنتاجها داخل الولايات المتحدة، لتتفادى زيادة الرسوم على الواردات. وألمح ترمب إلى احتمال استمرار التفاوض بين إدارته والصين، في شأن بيع شركة تيك توك الصينية لشركة أمريكية. وأعلنت الصين، الجمعة، أنها قررت عدم التفاوض بهذا الشأن.
أخبار ذات صلة