يشكل الاحتفال باليوم العالمي لسلامة الأغذية، الذي يوافق السابع من يونيو من كل عام فرصة لتسليط الضوء إلى أهمية سلامة الغذاء لضمان وتحسين صحة وسلامة الإنسان مما ينعكس على تكوين مجتمع حيوي ينعم أفراده بالصحة والرفاهية وتحقيق اقتصاد مزدهر وتنمية مستدامة. كما أنه دعوة للأفراد والمنظمات الحكومية والخاصة حول العالم لاتخاذ الخطوات المناسبة لضمان سلامة الغذاء.
يعكس شعار هذا العام “المواصفات الغذائية تنقذ الأرواح” دور وأهمية الأنظمة والتشريعات في ضمان سلامة الأغذية وجودتها خلال مراحل السلسلة الغذائية حتى يتم استهلاكها بمأمونية وجودة عالية. وتقوم معظم الدول من خلال منظماتها الرقابية بتطوير نظام لسلامة الغذاء وتبني وتطبيق اللوائح الفنية والمواصفات الإرشادية المستندة على منهجية تحليل المخاطر بهدف زيادة متانة نظام سلامة الغذاء وحماية صحة المستهلك وتعزيز الممارسات العادلة في التجارة العالمية للغذاء.
تُعد هيئة الدستور الغذائي (الكودكس) إحدى الهيئات الدولية المعنية بسلامة الأغذية ووضع المواصفات والتشريعات الغذائية، ويصل عدد أعضائها إلى 189عضواً يمثلون 188 دولة ومنظمة الاتحاد الأوروبي. انضمت المملكة للكودكس في عام 1968م كعضو فعّال ومساهم رئيسي في عدد من اللجان المنبثقة، ويعمل الدستور الغذائي لحماية صحة المستهلك وضمان للممارسات العادلة في تجارة الأغذية بين الدول حسب أنظمة منظمة التجارة العالمية (WTO). كما يحق للدول تطوير مواصفاتها ولوائحها الفنية وفقاً لمنهجية تحليل المخاطر تحقيقاً لحماية صحة المستهلك وضمان بيئة تجارية متطابقة مع الاتفاقيات التجارية الدولية.
تواجه الجهات الرقابية تحديات جديدة للوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية وإدارة حوادث سلامة الأغذية وممارسة الرقابة التنظيمية على الأغذية وتسعى جاهدة لضمان سلامة ومأمونية الأغذية وصحة المستهلك من خلال الالتزام بالأنظمة والتشريعات. إلا أن هناك حاجة بأن تقوم الجهات الرقابية المحلية ومراكز الأبحاث وشركات قطاع الخاص الكبرى بالاستثمار في تطوير قدراتها العلمية ودعم البحث والابتكار لدعم الجهات الرقابية في اتخاذ القرارات وبناء التشريعات المبنية على الرأي العلمي الموثوق. إن الاستثمار في هذا المجال يُعد أمراً هاماً للتطور وتحقيق السلامة الغذائية ودعم الصناعة الغذائية في المملكة، ولكن نتائجه تحتاج لوقت طويل حتى يتم قطفها والاستفادة منها.
ويُعد إنشاء مركز إقليمي لتقييم المخاطر الغذائية مشابه لهيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA) يقدم الدعم العلمي للجهات الرقابية خياراً جيداً واستثماراً مربحاً لبناء القدرات العلمية. ومن أهداف المركز تحقيق السلامة الغذائية ودعم القدرة التنافسية للقطاع الغذائي في الأسواق العالمية وتمكين الصناعة والتجارة وترويج للاستثمار من خلال تطوير بيئة مستدامة للتعاون الغذائي والتعامل مع المخاطر الناشئة المتعلقة بسلامة الغذاء والتغذية.