فيما يشبه الأزمة بين الخرطوم والاتحاد الأفريقي، رفض رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أي تدخل للاتحاد الأفريقي في الشؤون الداخلية لبلاده، مشدداً على أن هذا الأمر ليس مسموحاً به. وخاطب الاتحاد الأفريقي بقوله: «إذا كان هذا نهجكم فنحن في غنى عن مساعدتكم»، مطالباً إياه بتصحيح موقفه وموقف منسوبيه. وأضاف: «لو انحرفت منظمة الإيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية) عن مسارها فنحن كسودانيين قادرون على حل مشاكلنا دون الحاجة لأحد».
وأكد البرهان خلال حديث في الدمازين بولاية النيل الأزرق، اليوم (السبت)، أن مجلس السيادة لا يرفض السلام، إلا أنه «ليس من المقبول سلام يعيدنا إلى ما قبل 15 أبريل»، في إشارة إلى اندلاع القتال مع قوات الدعم السريع. واتهم قوات الدعم السريع بأنها تستعين بمرتزقة من جنسيات متعددة، معتبراً أنه وجب الآن تصنيفها جماعة إرهابية.
وأضاف: «لا نرفض السلام ونظرتنا أنه سيأتي بعد التخلص من كل من يحاول تكوين جيش آخر ويعتدي على الآخرين ويعمل للسيطرة على الدولة وبوسائل غير مشروعة».
وكان الاتحاد الأفريقي أعلن أمس (الجمعة) أنه يلتقي بكل الأطراف المدنية والعسكرية والاجتماعية بالسودان في إطار مساعيه لحل الأزمة، بعدما انتقدت وزارة الخارجية السودانية لقاء رئيس مفوضية الاتحاد محمد فكي مع ممثل لقوات الدعم السريع.
وقال الاتحاد في بيان: الاتحاد الأفريقي في مقاربته للأزمة المستمرة في السودان يلتقي بكل الأطراف المدنية والعسكرية والاجتماعية على اختلاف أنواعها بمن فيهم دعائم النظام المخلوع سنة 2019 رغم الاعتراضات الشديدة لبعض القوى التي أطاحت بذلك النظام.
وأوضح أن تلك الاتصالات تهدف إلى التشاور مع الأطراف وتشجيعها على السير بشجاعة وتبصر وحكمة صوب إيقاف الاقتتال المدمر للسودان والانخراط في مسلسل سياسي عبر حوار وطني جامع لا إقصاء فيه.
وكان مستشار قائد الدعم السريع يوسف عزت قال الأحد الماضي إنه التقى فكي في أديس أبابا، بحضور مدير ديوان رئيس مفوضية الاتحاد محمد الحسن ولد لبات.