وحين أخبرت صاحبة التغريدة بذلك حذفتها مشكورة، لكني منذ ذلك اليوم وأنا أفكر في عدد المقولات المنحولة أو التي تنسب لغير قائلها.
فمثلاً لم يقل ألبرت أينشتاين في حياته: «الجنون هو أن تفعل نفس الشيء مراراً وتكراراً وتتوقع نتائج مختلفة». لكنها نسبت له في إحدى المقالات عام 1981 أي بعد ربع قرن من وفاته!
أينشتاين تحديداً في وسائل التواصل الاجتماعي لا يبدو عالماً فيزيائياً، بل يبدو مطبعةً بشريةً تطلق الأمثال والحكم.
إن أينشتاين هو شخص يطلق عليه جارسون أوتول (وهو الاسم المستعار لغريغوري سوليفان) وهذا الرجل هو محقق للمقولات المنسوبة لغير أصحابها ويطلق عليهم لقب «مغناطيس الاقتباسات» أو «شخصية ورق الذباب». وهؤلاء هم الأشخاص الذين يجتذبون اقتباسات خاطئة بنفس قوة جاذبية الشمس التي تجمع الأقمار الصناعية. ومن بين هؤلاء النجوم الذين يجتذبهم الاقتباس شخصيات شهيرة مثل مارك توين، وأوسكار وايلد، ومايا أنجيلو، وونستون تشرشل، ودوروثي باركر، وبنجامين فرانكلين.
ولجارسون كتاب اسمه «هيمنجواي لم يقل ذلك: الحقيقة وراء اقتباسات مألوفة». جمع فيه الكثير من الاقتباسات عبر الإنترنت وفندها وتحقق منها ثم أعادها لأصحابها.
بينما تكون بعض الاقتباسات الخاطئة ملفقة، فإن أغلبها ببساطة نتيجة للعبة ثقافية واسعة النطاق، أحياناً يكون التواصل غير دقيق وذاكرتنا معيبة. ومن حسن الحظ أن الكلمة المكتوبة تقدم نوعاً من السجل التطوري الذي يمكن للباحثين استخدامه لتتبع سلسلة هذه الاقتباسات المهمة ثقافياً وإعطاء مؤلفيها حقهم.
وحتى لو لم تكن الاقتباسات من التغريدات التي تنشرها أو تقرأها، فإنها لا تزال تشكّل تذكيراً مهماً، وممتعاً في كثير من الأحيان، بأننا بحاجة إلى أن نكون حذرين بشأن المعلومات التي نشاركها وأن ندرك دائماً أنه يمكننا تتبع أصلها إلى مصدر موثوق. فلا ننخدع أو نضلل.