وبحسب مراقبين، تتوج هذه الزيارة عودة العلاقات السعودية – السورية، إذ تجيء بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدّة، في وقت تبحث دول عربية إمكانية عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها عام 2011، ما يفتح الباب أمام مشاركتها في القمة العربية المرتقبة في الرياض الشهر القادم.
وبرزت في السنوات الأخيرة مؤشرات على انفتاح عربي لإعادة سورية إلى الحضن العربي، انطلق من إعادة فتح الإمارات سفارتها في دمشق عام 2018.
ويبدو أن كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب سورية وتركيا في فبراير الماضي، سرّع من عملية استئناف العلاقات بين دمشق والدول العربية، وهبطت طائرات مساعدات سعودية في سورية هي الأولى منذ قطع العلاقاتها. وأعلنت الرياض الشهر الماضي أنها تجري مباحثات مع دمشق تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.
وفي 12 أبريل الجاري، وفي أول زيارة رسمية إلى السعودية، زار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد جدّة وناقش مع نظيره السعودي «الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتساهم في عودة سورية إلى محيطها العربي». وبعد السعودية، زار المقداد الجزائر، وتونس التي أعلنت الشهر الجاري استئناف علاقاتها مع سورية.
واستضافت السعودية (الجمعة) اجتماعاً لدول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة مصر والأردن والعراق لبحث عودة دمشق إلى الحاضنة العربية. وأكد المجتمعون على أهمّية وجود دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، وتكثيف التشاور بين الدول العربيّة بما يكفل نجاح هذه الجهود.