وفي حديثه قبل سباق هذا العام، أكد رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وشركة رياضة المحركات السعودية الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل أن الجمهور سيحظى بعطلة نهاية أسبوع حافلة بالإثارة على صعيد السباقات، إلى جانب 3 أيام من الفعاليات الترفيهية التي لا تنسى، والتي تتضمن حفلات موسيقية يحييها نخبة من ألمع نجوم الموسيقى والغناء في العالم، حيث يستضيف برنامج الحفلات الموسيقية لسباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا1 لهذا العام نجوماً عالميين مثل كالفين هاريس وترافيس سكوت ودي جي أفروجاك والنجم المصري أحمد سعد.
وقال: «نتطلع إلى سباق ممتع آخر في عطلة نهاية الأسبوع لسباق هذا العام بعد شهر واحد من الآن، واصلنا العمل بعد السباقين الماضيين، لتعزيز تجربة الجمهور وجعل زيارتهم أكثر متعة ليحظى الآلاف ممن يحضرون السباق بتجربة غير مسبوقة للجميع في حلبة كورنيش جدة، سواء في إثارة السباق على أسرع حلبة شوارع في العالم، أو مناطق الجمهور الملائمة لجميع أفراد الأسرة، وأيضاً برنامج الحفلات الموسيقية عالمية المستوى، مضيفاً: «كان يمتلكني الفخر عند رؤية اسم شركة سعودية في رياضة عالمية مرموقة مثل الفورمولا1. توثقت العلاقة بين طيران السعودية وفريق ويليامز حتى استضافتنا سباق الفورمولا1، والآن نرى المزيد من الشركات السعودية تشارك مع الفورمولا1، مثل أرامكو مع أستون مارتن ونيوم مع ماكلارين. وفي المستقبل، أتوقع أن تزدهر هذه العلاقة لتلعب دوراً أكبر حتى نتمكن من تأسيس فريق سعودي خاص في الفورمولا1، أو سائق سعودي للفورمولا1 في المستقبل، كاشفاً الكثير خلال حواره مع «عكاظ».
قبل شهر من انطلاق
• كيف يتم التخطيط للنسخة الثالثة من هذا السباق؟
•• أعددنا كل العدة لتقديم عطلة نهاية أسبوع أخرى لا تنسى، فإلى جانب الحدث الرئيسي، سنستضيف أيضاً سباقات للدعم من الفورمولا2، وتحدي بورشه سبرنت الشرق الأوسط، وعرض نادي السيارات الخارقة السعودي. وفيما نسعى دائماً إلى تعزيز تجربة الجمهور في حلبة كورنيش جدة، ستكون مناطق الجمهور هذا العام أكبر وأفضل، وستضم مجموعة كبيرة من الأنشطة الترفيهية التي تلائم جميع أفراد العائلة، إلى جانب برنامج مميز للحفلات الموسيقية التي تستقطب هذا العام نخبة من ألمع نجوم الموسيقى والغناء في العالم مثل كالفين هاريس وترافيس سكوت ودي جي أفروجاك والنجم المصري أحمد سعد، ودائماً ما تكون توقعات جمهور حلبة كورنيش جدة عالية، وقد تعلمنا الكثير في أول سباقين حول كيفية تحسين تجربتهم وجعلها أكثر متعة، لذلك عندما يحضرون سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا1 لهذا العام، لن يعيشوا فقط تجربة إثارة السباق، بل أيضاً سيعيشون حدثاً رياضياً ترفيهياً متكاملاً على مدار 3 أيام من البهجة والترفيه والإثارة.
موقع دائم
• ما مدى أهمية الحلبة باعتبارها جزءاً رئيسياً من البنية التحتية للمدينة؟
•• بالتأكيد تحمل أهمية كبيرة، ندرك جميعاً أن هذا السباق سينتقل إلى مكان مختلف في المستقبل، لكننا استثمرنا كثيراً في هذه المنطقة من الكورنيش، ولدينا شعور وكأنها منشأة دائمة، يمكن أن تستمر على المدى الطويل، هذا المسار مذهل وسيكون من الصعب مغادرة جدة ما لم نتمكن من تقديم تجربة سباق أفضل للسائقين والجمهور، وينطبق الأمر ذاته عند استضافتنا لأي حدث آخر في رياضة المحركات، سواءً كانت فورمولا إي أو رالي داكار السعودية أو إكستريم إي، حيث نستثمر بشكل كبير ويجب أن يقدم الحدث تجربة مذهلة للجميع.
إرث لأبناء المملكة
• ما مدى أهمية سباق الفورمولا1 من ناحية إرثه لمدينة جدة والمملكة العربية السعودية بشكل عام؟
•• تعتبر الفورمولا1 حدثاً عالمياً يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لنا، وقد حققت المدينة استفادة واسعة جراء ذلك، فعلى سبيل المثال، الموقع الرائع للأرض التي بنيت عليها الحلبة على شاطئ البحر الأحمر، حيث عملنا على تطوير المنطقة المحيطة بها، لتحفل هذه المنطقة الآن بمنطقة للمارينا، ومنطقة الكورنيش التي تحتضن العديد من المطاعم والمقاهي وأصبحت متنفساً للمجتمع، وهذا بعض من الإرث الذي نقدمه لمدينة جدة، كما تواصلت مساعينا أيضاً لإلهام الشباب والمجتمع المحلي والشركات السعودية وتمكينهم ليكونوا جزءاً من هذا التحول الرائع، الأمر الذي أسهم في توفير الكثير من الوظائف، حيث يعمل الكثيرون اليوم في مشروع الفورمولا1.
كما أسسنا شركة رياضة المحركات السعودية لإدارة وتنظيم هذه الأحداث العالمية الكبرى مثل الفورمولا1، وبما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030، والرامية إلى إلهام الناس وفتح المجال أمامهم للتعرف على آفاق وظيفية جديدة، فنحن نسعى إلى إلهام المزيد من الشباب للانخراط في مسارات وظيفية ليكونوا مهندسين، ومديرين للفرق، كما نستهدف جذب الشركات إلى رياضة المحركات، لتكون لدينا مركبات يتم تصنيعها هنا، واستقطاب المزيد من الناس إلى هذا القطاع. يعود كل ذلك إلى حلبة كورنيش جدة واستضافة سباق الفورمولا1، وهذا هو الإرث الدائم الذي أنشأناه.
علاقة طويلة
• متى بدأت علاقة السعودية بـ«الفورمولا1»؟
•• المملكة العربية السعودية أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تشارك في الفورمولا1. ويعود تاريخها إلى اتفاقية الرعاية مع ويليامز في عام 1978، وبالفعل، أتذكر عندما كنت صغيراً جداً، وأنا أشاهد الفورمولا1 وأرى شعار طيران السعودية على سيارات فريق ويليامز، لقد كان ذلك مصدر إلهام لي، وكان ذلك أحد العوامل التي جذبتني إلى رياضة المحركات.
في ذلك الوقت، انتابني شعور بالفخر الكبير عند رؤية وطني واسم شركة سعودية في حدث عالمي مرموق مثل الفورمولا1. وهذا ما ألهمني للعمل عن كثب مع الفورمولا1، ويسعدني أن أرى التقدم الكبير في هذه الرحلة على مدى السنوات الأربعين الماضية، وهذا الإرث الذي أوصلنا لاستضافة السباق قد يتوسع يوماً ما ليصبح لدينا فريق سعودي خاص للفورمولا1. واليوم نرى المزيد من الشركات السعودية التي تتعاون مع الفورمولا1 وفرق مثل أرامكو مع فريق أستون مارتن ونيوم مع فريق ماكلارين، لذا أتوقع أن تنمو علاقتنا لتلعب دوراً أكبر في المستقبل.
• هل تعتقد أن السباق يساعد الشباب للعمل في قطاع رياضة المحركات؟
•• نعم بالفعل، فهذا الأمر بدأ معي مع سيارة فريق ويليامز عام 1978، أما بالنسبة لأي شخص قادم إلى حلبة كورنيش جدة لمشاهدة السباق، فأعتقد أن رؤيتهم للسيارات والسائقين عن قرب يمكن أن تمنحهم الدافع ليكونوا ضمن فريق المارشال، أو ميكانيكيين أو مهندسين، أو أعضاء في الفريق الطبي، أو اللجنة المنظمة، وربما سائقين يوماً ما، وبالتأكيد أن استضافة السباق والسماح للناس بالاقتراب خلف الكواليس والتعرّف عن قرب على الحدث، سيكون له تأثير كبير عليهم، ويتطلع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وشركة رياضة المحركات السعودية للاستفادة من ذلك وبما يتماشى مع خططنا للمستقبل.
طموحنا أكبر
• ما خططكم طويلة المدى لتطوير قطاع رياضة المحركات في المملكة، وما رؤيتكم؟
•• نستثمر حالياً في حلبات السباق الجديدة والبنية التحتية الكبيرة والمدن الجديدة، كما نفتتح مصانع جديدة لشركتي «سير» و«لوسيد»، إلى جانب شراكات مع نيوم وماكلارين، حيث نسعى إلى ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز لرياضة المحركات والمساعدة في جذب الفرق لفتح منشآت هنا وهذا سيفيد شركاتنا الكبرى، مثل أرامكو. بدأنا في عام 1978 برعاية فريق، والآن نحتاج إلى النظر في الخطوات التالية وهي مشروع مشترك أو شراكة، وتنطوي رؤيتنا على تطوير التكنولوجيا في المدارس وتزويد الشركات المصنعة بالمواد وأجزاء البناء، بحيث يمكن تجميع السيارات هنا. كما يمكن أن يكون استثماراً في الوقود الاصطناعي أو الوقود الحيوي أو حتى الهيدروجين أو التقنيات الأخرى التي يمكننا المساعدة بها في المستقبل، كما نسعى أيضاً أن يكون لدينا بطل سعودي، سائق قادر على الفوز في سباقات دولية. لدينا اهتمام كبير برياضة المحركات ونعمل وفق خطط كبيرة ونريد المساهمة من خلال لعب دور فاعل في مستقبل هذه الرياضة، وفي غضون 10 إلى 20 عاماً من الآن، نأمل أن نرى مشاركة المملكة والشركات السعودية والمزيد من الأشخاص في الفورمولا1.