«عكاظ» بدورها رصدت أبرز الاختلافات في أسعار المنتجات، لرؤية الفروقات السعرية، وهل الأرخص الشراء من الأسواق الحرة أو بالأسعار السائدة من السوق.
المبيعات بلا ضريبة
تروِّج العديد من الأسواق الحرة داخل المطارات أن أسعار منتجاتها أرخص من المدن، ففي مطار الملك عبدالعزيز بجدة، تضع إحدى الشركات المشغلة للسوق الحرة إعلاناً مفاده (تسوق دون ضريبة، ببساطة أرخص، وفر 30% من الأسواق المحلية).
السجائر الأعلى إقبالاً
تعدُّ السجائر أكثر المنتجات مبيعاً في الأسواق الحرة بالمطارات، كونها أرخص بكثير من أسعارها السائدة في الأسواق المحلية داخل المدن، ويعود سبب رخص أسعارها داخل السعودية لسببين: الأول خلو أسعارها من (الضريبة الانتقائية) المفروضة في السعودية بنسبة 100% على الأسعار الأساسية للتبغ، إضافة إلى احتساب ضريبة القيمة المضافة على السعر النهائي للسجائر بنسبة 15%، فلو كان السعر الأساسي لعلبة الدخان 10 ريالات، فستفرض الضريبة الانتقائية عليه بنسبة 100% ليصبح 20 ريالاً، ثم ضريبة القيمة المضافة بنسبة 15% لتصبح قيمة العلبة 23 ريالاً في الأسواق المحلية، بزيادة نسبتها 130%، أما في الأسواق الحرة في المطارات ستباع بالسعر الأساسي، إضافة إلى زيادة طفيفة مقارنة بأسعار الإيجارات المرتفعة.
التقت «عكاظ» بالمسافر معاذ فرحان، الذي أوضح أن أسعار السجائر في الأسواق الحرة هي الأرخص مقارنة بالأسعار السائدة داخل المدن، لخلوها من الضريبتين «الانتقائية، القيمة المضافة»، وهي الخيار الوحيد له في السفر للشراء، خصوصاً أن الكميات محددة لكل مسافر وتم ربطها بجواز السفر.
الثقة بجودة المنتجات
وبيَّن المسافر عزام الكديدي، أن ما يميز الأسواق الحرة، هو ثقة المستهلك بجودة المنتجات، في ظل وجود عدد من المنتجات غير الأصلية في بعض المتاجر داخل المدن، وهو ما يجعل التسوق في المطارات أكثر موثوقية، رغم أن أسعار بعض المنتجات في الأسواق الحرة أغلى من الأسعار السائدة في المدن.
وبيّن أنه يشتري عادة من الأسواق الحرة بالمبالغ الفائضة من الرحلة بعملة البلد عند العودة، فالمبالغ المصروفة «الفائضة» هي السبب الرئيسي له في شراء منتجات الأسواق الحرة، خصوصاً أن أسعار صرف العملات في المطارات أغلى مقارنة بالأسعار داخل المدن، وهو ما يدفعه إلى شراء المنتجات بالمبالغ الفائضة من السوق الحرة عند سفره.
الفروع أعلى سعراً
تقوم العديد من الماركات المعروفة، بافتتاح فروع لها داخل المطارات في المنطقة الحرة، إذ تلجأ تلك الفروع إلى بيع منتجاتها بـ«الدولار، أو اليورو» في العديد من مطارات الدول التي لا تتعامل بتلك العملتين، إلا أن الهدف الرئيسي من عرض أسعار منتجاتها باليورو أو الدولار، هو تصغير أسعار المنتجات، لإيهام المستهلكين بقلة الأسعار.
فيما تبيع المراكز الشاملة للعديد من المنتجات بمختلف الماركات، الأسعار مقارنة بالأسعار السائدة في المدن.
من جهته، أكد الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة، أن أسعار المنتجات في الأسواق الحرة لا يمكن تصنيفها بأنها غالية دوماً، أو رخيصة دوماً، فهي تعتمد على المنتج المقرر شراؤه، فالمنتجات التي تخضع لعدة ضرائب والرسوم الجمركية كالسجائر تعد أرخص بشكل ملحوظ في الأسواق الحرة، أما المنتجات الأخرى كالعطور على سبيل المثال فتختلف بحسب العروض، فعند وجود عروض في الأسواق المنتشرة بالمدن فإنها تعد أرخص بفارق كبير، إلا أنّ أسعار منتجات أخرى تباع بأغلى مقارنة بالسعر السائد.
تقنين المبيعات
تقنن العديد من الأسواق الحرة مبيعات المنتجات التي تجد رواجاً وإقبالاً عليها من المسافرين، فالمنتجات كالتبغ والمعسل التي تخضع عادة إلى ضريبة انتقائية بنسبة 100% تباع في الأسواق الحرة بشكل مقنن، فعند رغبة المشتري ببعض المنتجات فإن البائع يشترط إرفاق جواز السفر لربط الفاتورة بجواز السفر، وذلك للحد من التلاعب الضريبي من الموظفين.
200 % زيادة أسعار سوائل «الحرة»
تباع العديد من المنتجات في الأسواق المحلية داخل المدن بأسعار سائدة أرخص بكثير من التي تباع في الأسواق الحرة، وتظهر الفروقات السعرية للمنتجات بين الأسواق الحرة ونظيرتها في الأسواق العادية للمنتجات منخفضة القيمة كـ«المياه»، إذ تباع علبة المياه زنة 550 مل في المحلات العادية بجدة بسعر ريال واحد فقط، فيما تباع في السوق الحرة بمطار جدة بسعر 3 ريالات، وهو ما يعني زيادة أسعارها 200% في السوق الحرة.
وساهم في ارتفاع أسعار السوائل في الأسواق الحرة، هو أن جمارك المطارات تمنع إدخال السوائل بحجم 100 مل أو أكثر من خارج المطار إلى داخل الطائرة، فيما يسمح بشراء السوائل من السوق الحرة بعد الانتهاء من الجمارك وإدخالها إلى الطائرة، وهو ما ساهم في ارتفاع أسعار السوائل في السوق الحرة مقارنة بأسعار المتاجر داخل المدن.