وغيرها من نظريات المؤامرة التي لجأ إليها بعض الناس لفهم العالم من حولهم، بدءًا من الأساطير حول فرسان الهيكل والقبائل العشر المفقودة في إسرائيل، وحتى النازيين والسحر والتنجيم.
ولعل أغربها أن الأرض ستنتقل لبعد فيزيائي جديد سينتقل إليه فقط من يؤمنون بنظريات المؤامرة لارتفاع وعيهم، بينما نحن غير الواعين لم يخبرونا أين سنذهب؟!.
على الرغم من أن الإيمان بنظريات المؤامرة ليس ظاهرة جديدة، إلا أن الجديد نسبياً هو التعامل مع نظريات المؤامرة كمسألة تستحق البحث النفسي.
فمنذ عام ٢٠١٩ حتى هذا العام شكلت الدراسات حول نظريات المؤامرة أكثر من نصف المنشورات الأكاديمية في علم النفس. ويعود النمو في الاهتمام البحثي جزئياً إلى الموقف القائل بأن نظريات المؤامرة يمكن أن تكون لها آثار سلبية خطيرة تحتاج إلى إدارتها. على سبيل المثال، تتورط معتقدات المؤامرة في عدد من المواقف المناهضة للعلم، مما يؤدي إلى إبطاء قدرة المجتمع على الاستجابة للتحديات المرتبطة بتغير المناخ، وأزمات الصحة العامة.
كما تؤدي نظريات المؤامرة أيضاً إلى إثارة العدوان السياسي: فهي تُستخدم كأدوات لانتقاص المعارضين السياسيين، وتشجيع العنف السياسي، وتعزيز التحيز، وتجنيد الإرهابيين. وبشكل أكثر عمومية، تساعد معتقدات المؤامرة على تسريع وترسيخ عدم الثقة في المؤسسات الحكومية، والقلق بشأنها.
والشك المزمن يصبح مشكلة عندما يتجاهل الناس الحقائق الراسخة ويقاومون الحلول للمشاكل المجتمعية. وعلى هذا النحو، أصبح الشخص «منظّر المؤامرة» رمزاً لما أسماه البعض حركة مناهضة التنوير، وأطلق آخرون عليها اسم مجتمع ما بعد الحقيقة.
وهذا المجتمع ينمو ويتمدد بمساعدة الإنترنت وشبكات التواصل.
ولعل الكثير منا يعرف شخصاً أو أكثر في عائلته وأصدقائه يؤمن بتسطيح الأرض، وأن القمر مركبة فضائية إلى غيرها من النظريات الأسطورية.