ووفق الأرقام التي سجلها المرصد خلال شهر يونيو الماضي، فإن نحو 3750 مستوطناً اقتحموا باحات الأقصى المبارك، تحت قيادة عدد كبير من الحاخامات الصهاينة والمسؤولين الصهاينة المتطرفين، أصحاب التاريخ الأسود في تدنيس الأقصى، وتحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإرهابي، ومتزامنة مع عدد من المخططات الصهيونية التي أُعلن عنها خلال يونيو، والتي كان أبرزها وأخطرها ما عرف في وسائل الإعلام بـ«مخطط هليفي» نسبة إلى مقدمه عضو الكنيست الصهيوني المتطرف «عميت هليفي» والذي يقضي بتخصيص المصلى القبلي ومحيطه ومسجد قبة الصخرة ومحيطه لليهود وهو المكان المزعوم للهيكل.
وشمل المخطط على شق سياسي يدعو إلى إنهاء الوصاية الأردنية، المتمثلة في دائرة الأوقاف الإسلامية على الأقصى المبارك، ورفع كافة القيود المتعلقة باقتحام المسجد، بما في ذلك السماح للمستوطنين باقتحامه في كل وقت من كل أبوابه، وإقامة الصلوات اليهودية جهراً.
ويبين مرصد الأزهر فى تقريره، أن هذا المخطط هو الأخطر من بين مخططات التقسيم التي تعرض لها الأقصى منذ عام 1967، كونه يأتي في ظل حكومة صهيونية سبق وأن وصفها المرصد بأنها واحدة من أكثر حكومات الكيان الصهيوني تطرفاً تجاه الأقصى، لافتاً إلى أن الاحتلال ومنظماته لم يكتفوا بالمخططات على الورق فقط، وإنما كان هناك تحركات على الأرض للسيطرة على مصلى «باب الرحمة» والذي تصر منظمات الهيكل المتطرفة على تخصيصه كمصلى لليهود، تمهيداً للسيطرة على الأقصى المبارك كاملا.
وفي مسار متواز، استمرت حكومة الاحتلال في مساعيها الخبيثة الرامية إلى تهويد شرقي القدس وتطويق الأقصى المبارك، عبر هدم الأحياء المقدسية المحيطة به والاستعاضة عنها بالمستوطنات التي يقطنها عادة أكثر المستوطنين الصهاينة تطرفا، خصصت حكومة الاحتلال جزءا من ميزانياتها الضخمة لما يسمى بـ«الحوض المقدس» الذي يبدأ من حي الشيخ جراح وصولا إلى بلدة سلوان والبلدة القديمة.
وفي ختام التقرير، يشدد مرصد الأزهر على أن المسجد الأقصى المبارك بمساحته الكاملة، هو حق حصري للمسلمين وحدهم، مؤكدا رفضه القاطع لأي مخططات صهيونية تستهدف تقسيم الأقصى المبارك.
وجدد الأزهر دعوته المستمرة لاتخاذ موقف إسلامي موحد للدفاع عن المسجد المبارك والذود عنه أمام الإرهاب الصهيوني الذي لا يراعي حرمة ولا قداسة دور العبادة والأماكن المُقدسة.