لم تنجح محاولات النظام الإيراني في التذاكي، وفرد العضلات الكرتونية، في كثير من المفاوضات والمعالجات داخلياً في مواجهة الأزمات الاقتصادية غير المسبوقة، ما أدى إلى الانتفاضة الشعبية، أو خارجياً وتحديداً ما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي، الذي يبدو أنه مات أو على الأقل في غرفة الإنعاش، بانتظار تقديم إيران تنازلات غير مسبوقة، تؤكد رضوخ نظامها وخنوعه بل واستسلامه للشروط الأمريكية.
دأب النظام الإيراني على أسلوب المراوغة، الذي يصل إلى درجة البلطجة، اعتقاداً منه أنه الطريق لكسب المفاوضات، أو تحقيق النجاحات، أو إقناع الآخرين بسياساته وتوجهاته ورؤاه وأفكاره، ليجد نفسه اليوم -أي النظام الإيراني- في عُزلة رسمية وشعبية تامة، تشير على الأقل للوعي العربي، الذي وصل إلى قناعة أن النظام الإيراني لا يمكن له أن يكون شريكاً صادقاً وموثوقاً في بناء الشراكات، وعقد الاتفاقيات، وبناء العلاقات في مختلف المجالات، وصولاً إلى مصادرة الفوضى التي يفتعلها عن طريق أدواته الرخيصة في العراق واليمن ولبنان وسورية.
وتنظر الشعوب العربية للنظام الإيراني باعتباره مصدراً للشر، ومنطلقاً للمؤامرات والمخططات الخبيثة، وبالتالي لا يمكن له أن يعيش أو يتعايش في أجواء آمنة ومستقرة، ما يستوجب مواجهته من قبل كل الدول في المنطقة، إلى أن يعلن تخليه عن دعم وتغذية أذرعه الإرهابية، والالتفات لشؤونه الداخلية، والعمل على كل ما من شأنه أمن واستقرار المنطقة.