على رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها العالم، من حروب، ونزاعات، وكوارث طبيعية؛ فإن إيران تبحث عما يقوي برنامج الهيمنة والنفوذ الذي تنتهجه منذ أكثر من 40 عاماً. وآخر الأدلة على ذلك استعداداتها للحصول على أحدث مقاتلة متطورة أنتجتها المصانع الروسية، التي فيما يبدو أنها صفقة تهدف لمكافأة إيران على مساندتها روسيا بالمسيرات والصواريخ في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا. وتحاول إيران أن تتحامل على الجراح الثخينة التي تعرضت لها بفعل الاحتجاجات الشعبية المتواصلة؛ لتعزز طيرانها الحربي بوجه التهديدات التي تواجهها. ولم تكف طهران يوماً عن تعزيز المليشيات التي أوجدتها في لبنان، واليمن، والعراق. وبالنسبة إلى الملالي فإن التوسع في تلك الجهود «الدونكيشوتية» الهدف الرئيسي منه تخويف الشارع الإيراني المنتفض على النظام المتحجر. يستطيع الملالي أن يلعبوا على كل الحبال، لكن نهايتهم تبدو واضحة للعيان، بسبب كثرة الجهات الخارجية التي تعمل ليل نهار لتلقين إيران درساً يقضي على الملالي، ويفتح الباب أمام الإيرانيين لاستعادة إرادتهم. وهي مكابرة لن يدفع ثمنها الملالي وحدهم؛ إذ إنهم سيتسببون في وقوع مزيد من الضحايا من المدنيين، وتدمير عدد كبير من المنشآت الإستراتيجية التي لن تستطيع إيران إعادة تشييدها.