العنوانُ أعلاه يذكرني بما كتبه عني أستاذي الكبير وملهمي ونور عيني وقلبي «مشعل السديري» في يوم عرسي وفي الصفحة الأولى من هذه الصحيفة «عكاظ» قبل 25 عاما ونيّف من الآن.
المهم أن صديقي عبدالرحمن، ابنُ ابن عمي أستاذي القدير «علي إدريس»، الذي يشتركُ معي بالاسمين، الأول والأخير، زواجه في هذه الليلة، – أقصد زواج عبدالرحمن طبعاً وليس زواج أبيه – حتى لا تغضب مني أم عبدالرحمن!
وكم أنا سعيدٌ بهذه اللحظة التاريخية والعاطفية أيضاً لأخي وقريبي وقبل كل ذلك لصديقي وصاحبي عبدالرحمن الذي لم ولن أجد مثله صديقاً وأخاً وصاحباً وقريباً له مثل هذا الحضور في حياتي بكل ما ذكرت، وليس له أيضاً كل ذلك الحضور البهيّ بغير ما ذكرت ولكنه يملأ الدنيا نبلاً جميلاً وحياةً معطاءةً لا تنتهي ولا تزول.
أنتم لا تعرفون عبدالرحمن إدريس مثلي، ولكنني أعرفه أكثر منكم بكثير: هو الرجل الشاب الطفل الأنيق، له مشاعرُ عاشق لطيف، وله من الحياة آخرُ وأصفى ما فيها من الجَمال الأنيق، له قلبُ الحياة ورونقها الأليف، وله منها محبّتها الجميلة.. أرسلتُ له قبل فترة قليلة في لحظة وجع مستعاد هذه الرسالة التي تحكي محبتي وتحاول أن تكسر لعنة الذاكرة الذي لا يطاق وتقصّ الحكاية والمحبّة الصادقة كلها:
يا صديق العمر ورفيق السنوات الجميلات الماضيات والمقبلات:
أنتَ قلب القلب يعلم الله، وأنت أيضاً سيّد كل شيء من قبل ومن بعد
وأنتَ في مقام الذي أخجلُ منه من كثرة ما بذل وقدّم لي من النور والبهجة والسلام والفرح الذي لا ينتهي، فوالله لا أعرفُ ماذا أقولُ لك يا أجمل عبدالرحمن في الدنيا، لكنني حزينٌ في داخلي بمرارة لسببٍ أنتَ تعرفه وأنا أعرفه ولكنني غير قادرٍ حتى الآن على التكفير عنه!!
لهذا أقولُ له الآن ودائماً وإلى الأبد: اهنأ بيومك و(فرفر) كالعصافير في لحظة (عرسك) وقل للدنيا ولنا كلنا: سلاماً عليها، وسلاماً عليكم جميعاً يا أجمل هذه الدنيا وأحلى و(أشهى) ما في هذه الحياة (!)
كان والدي (رحمه الله) يحبه، فكيف لا أحبه وأصطفيه ووالدي كان كذلك، أيْ يحبّه ويصطفيه؟!!