ننتظر إصلاحات تُنقذ من الانهيار
قال كاتب الرأي علي العكاسي: كنا نقول ونكرر في زمن جفاف صندوق الأندية من الدعم والأموال، إن العمل في إداراتها ضيم ووجع ومغامرة! أما اليوم فقد تغيرت البوصلة تماماً ولا عذر للذين اختاروا العمل في عروشها، ونادٍ ضخم وعملاق كـ(أبها)، مكتمل الأركان والواجهة والطموحات، والجميع يحلم بالقفز على تولي قيادته والانضمام لعضويته. وأضاف: أزعم أنه لم يعد العمل في ردهاته وحتى غيره من الأندية للتسلية والشهرة.
نادي (أبها)، ظل ومنذ صعوده، يتحرك في منافساته الميدانية بلا هوية ومثقلاً بأخطائه الموسمية والإصرار على تفكيك انسجامه وتغيير عناصره، ولأن النادي الكبير أتعبته حكايات المعالجات والتخدير في عز تصدعاته وانهياره، فإن من المهم العمل على فضّ جهازه الإداري والوقوف كثيراً على ملف تعاقداته ومنح الخبراء والمتخصصين من إداريين وفنيين فرصة العمل التي تنطلق من مسؤوليات اختيار المدرب الكفء والجدير بقيادة المهمة، وإطلاعه على مسيرة الفريق الفنية والأدائية حتى يتحمل مسؤولياته في اختيار اللاعبين وتوظيفهم كما كان يفعل التونسي الشابي، ومعها يجب أن يقف رئيس النادي الخبير الدكتور أحمد الحديثي بالإشراف المباشر على الفريق، فيما علينا مراقبة أداء بعض الأندية القريبة من (أبها)، كيف تخلت وتجاوزت العمل التقليدي وذهبت إلى العمل المؤسساتي المسؤول، وتمكنت من بناء أعمالها في المراكز الإعلامية والتنفيذية والمجالس الجماهيرية التي تتناغم مع رؤية الدولة والقيادة.
وقال: «(أبها) لديه فرصة كبرى لن تعوض بالتصحيح والمصالحة مع جماهيره وعشاقه وإبقائه فارساً جموحاً ضمن أندية الأضواء حتى يعزز لمنطقة عسير روافدها السياحية والمادية والتسوقية. (أبها) شريك ورفيق لبناء التنمية في المنطقة، ومتفائلون وواثقون ومنتظرون ماذا ستقدم لنا فترة الشتوية من إصلاحات وترميمات تنقذ (أبها) من الانهيار».
الابتعاد عن النقد الجارح
قال المهتم بالشأن التنموي والاجتماعي في عسير بندر آل مفرح: الوضع الحالي في نادي (أبها) يُحتم الوقوف مع الإدارة الحالية بقيادة الدكتور أحمد الحديثي، ودعمها معنوياً والابتعاد عن النقد الجارح الذي يُشوه سُمعة الكيان الأبهاوي، ويُشوه مدينة أبها عموماً، فالهدف تحقيق نتائج وليست الشخصنة؛ حيث رئيس النادي قدم إنجازات كبيرة في الماضي ما زالت محل تقدير واحترام، ونطالبه بنهوض فريق كرة القدم من كبوته، فيما مدينة أبها تحتاج في المستقبل لتدخل صندوق الاستثمارات العامة لإيجاد نادٍ رياضي يتماشى مع إستراتيجية عسير، ويصمد بين الأندية الكبيرة، وإلى ملعب عالمي للجذب السياحي، وأعتقد أن ذلك سيحصل بإذن الله.
نتائجه مزعجة.. ومركزه مخجل
قال مصطفى بن عزيز: «لا شك أن نادي (أبها) يمر بمرحلة حرجة ونتائجه لا تسر، ومركزه في دوري روشن (مخجل)، ومع ذلك ما زالت هناك فرص للتغيير، ونتمنى من مجلس الإدارة دراسة الوضع وتلافي جميع السلبيات وأهمها وجود لاعبين وجهاز فني دون الطموح، ولايرتقون لدوري روشن، وأعتقد أنهم السبب الرئيسي في تدهور نتائج الفريق». وأضاف: إذا كانت هناك خلافات إدارية فإنني وعبر «عكاظ» أقول إن عليهم نسيان أي اختلاف أو خلاف بينهم، والذي يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة (أبها) عليه أن يترك المجال لغيره، والتاريخ يكتب ولن ينسى.
وقال: «مكان نادي (أبها) الطبيعي مع الكبار، وسيعود بعد الفترة الشتوية بثوب جديد إن شاء الله، وبجهود المخلصين سيعدل المسار، فأغلب فرق المؤخرة في ترتيب الدوري تعاني نفس معاناة النادي، وعلى الجمعية العمومية مناقشة المجلس ومعرفة مدى تطبيق مبدأ كفاءة الإنفاق».
تدهور «أبها»
أكد العميد متقاعد عبدالله العدواني أن ما تعرض له «أبها» من تدهور، كان من لحظة ترشيح الدكتور أحمد الحديثي لرئاسة النادي للمرة الأخيرة، لأنه أدى ما عليه ومن الخطأ استمراره، وهذا ما انعكس على إعداد الفريق والتأخير في التعاقدات، وبالتالي اكتفوا باللاعبين الموجودين فقط، وللأسف.
وأضاف: يُفترض في الفترة الشتوية، تغيير سبعة لاعبين على الأقل من حارس المرمى إلى الهجوم حتى لو تراكمت الديون، وكعمود فقري للفريق، وفي نهاية المطاف إذا بقي الفريق ضمن أندية دوري روشن فعليهم التنحي مع الشكر والتقدير، لأن ترتيب الفريق في كل موسم غير مرضٍ للجماهير والعشاق ومحبي الكيان، بينما الجار «ضمك» مع كوكبة من الأندية في المقدمة.
وأضاف: ما يحصل لـ«زعيم الجنوب» أمر غير مقبول أو معقول، وكأنه قطعة من أملاك البعض للأسف الشديد، لذلك أطالب برئيس للنادي من خارج محيط الكيان الأبهاوي، ليسجل نجاحات كـ«فارس الجنوب».
ضعف الروح المعنوية
أكد المحاضر الآسيوي المشرف العام السابق على كرة القدم بنادي «أبها» يحيى جابر أن الفريق يستطيع العودة للانتصارات ويمتلك عدداً من اللاعبين المميزين، ويحتاج بشدة للعودة للروح والثقة والتعاون، ولا يمكن للفريق أن ينتصر إلا إذا اعتمد على ثلاثة أمور فنية مهمة تكمن في اللعب بشكل جماعي، والتعامل مع التحولات بفاعلية، والروح والقتالية إلى آخر لحظة.
وقال: ما يعاني منه الفريق حالياً هو ضعف الروح المعنوية للاعبين، وتباعد الخطوط في الدفاع والهجوم، وكثرة تغييرات الأجهزة الفنية، وليست هناك مشكلة في خسارة ثلاث نقاط بسبعة أهداف أو أكثر أو أقل، إنما المشكلة أعمق بخلق بيئة فيها روح وتعاون تجمع اللاعبين والإدارة والأجهزة الفنية على قلب رجل واحد، والشعور والإحساس بأهمية الفريق، والمنافسة من أجل الانتصار، وليس عندي أي شك أبداً في عودة الفريق للانتصارات لأنه قادر ولديه الإمكانية حيث فقط يحتاج للانطلاق.
الوضع لا يسرّ
وقال سلطان مسلط: وضع نادي «أبها» لا يسرّ، وكما هو الحال في السنوات الماضية، تخدمه فقط نتائج الفرق الأخرى، فالمستوى الفني غير مطمئن، والنتائج خسائر ثقيلة من فرق قريبة منه في المستوى إلا أنها تختلف عنه في التعاقدات والفكر.
وأضاف: أتمنى من نادي «أبها» تغيير وإصلاح ما يمكن إصلاحه في الفترة الشتوية، وانتشال الفريق من المركز الـ17 إلى مركز أفضل للبقاء مع الكبار في دوري روشن.