أنت (عالي) وإن طوتكَ الليالي
وأديبٌ رقى صعابَ المنالِ
أيها الصادقُ الحبيبُ المُعلَّى
كنت فينا الأريبَ فخرَ الرجالِ
لم تَملَّ الحياةُ منكَ ولكن
انت من ملَّ مِن حياةِ السِّفالِ
كم أحلتَ الدجى بفكرٍكَ نوراً
يوقظُ الصبحَ في عيونِ المُحالِ
تزرعُ العِلمَ في العقولِ زُهوراً
عطرُها لم يزل زكيَّاً حِيالي
جِئتَ كالغيمةِ الهتون ومنها
قطراتٌ سكبتها كاللآلي
ثمَّ غادرتَ باسمَ الثغرِ خُلواً
من همومِ الزمانِ كالعمرِ سالِ
وعلى وجهِكَ الصفاءُ نَدِيَّاً
قد كساهُ الوقارُ سمتَ الجلالِ
يا لِـ(عالي) ويا لجُرحٍ تنزَّى
ودُمُوعِي تَسِحُّ والفقدُ غالِ
قاربت بيننا الدُّنا وافترقنا
ويحَها عندَ موتِنا لا تُبَالي
صارَ ما بيننا تراجيعَ ذكرى
ملءُ أحداثِهَا السنونُ الخوالي
بين مصرٍ وبين مكة أوفي
أرضِ لبنان وهو مهدُ الجمالِ
ما بِهِ (الطائفُ) الأنيسُ يواري
نازف الدمعِ في رحيلِكَ (عالي)
والرياضُ الوريفُ ما عادَ يُشجي
مثلما الأمسِ تحتَ خُضرِ الدوالي
كل شيءٍ نعاكَ والكل باكٍ
حينَ غادرتَ في سباقِ المعالي
فارحمِ اللهُ (عاليَ) القدرِ هبهُ
جَنَّة الخلد يا عظيمَ النَّوالِ
واعطِهِ سؤلَهُ ومايتمنى
يا كريماً ولم يضق بالسؤال.