فكيف لي أن أرثيها وأنا المحتاج لمن يرثيني فيها، وكيف يُعزّى من فقد من الحياة كلّ الحياة؟! فقد كانت لي الحنان بعد أمي، والراحة منذ فقدت أمي، والهناء الذي ذهب مع أمي، وكل جميل في حياتي منذ أن ماتت أمي، بل كانت الحياة وها قد رحلت. رحلت وأخذت كلّ شيء، رحمك الله وأكرم نزلك، فقد اصطفاك الله حيث يصطفي خيرة خلقه وهذا عزائي، علّي ألقاك في جنات النعيم قريباً فيكون شفاء دائي، فمن يوم رحيلك أصبح الحزن بسمتي وذكراكِ أصبحت كل دنيتي معك ليل نهار وفي خلوتي. إيماني بالله وباليوم الآخر سبب لصبري، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يدخلك فسيح جناته ويقر عيني بكِ بالجنة فلا يزال رحيلك فاجعة أسكنت الألم داخلي وما زالت دموعي تنهمر في كل يوم يأتي دونك، وفي كلّ ساعة أحتاجك وأصرخ بالنداء ولا أجدك. دعائي لك هو رسائلي اليومية التي أتمنى أن تصلك كل ليلة فترسم البسمة على محيّاك الوضيء وترفع نزلك. عهداً على نفسي قطعته إن أمدّ الله بعمري سأبقى على ذكراكِ بدعوة وصدقة لروحك الطاهرة فلترقدي بسلام. لن أنساكِ أنتِ بين عيني وفي قلبي وبجانبي وفي كلّ زوايا حياتي، أحبكِ وأدعو الله أن أراكِ في الجنة فأنتِ معلمتي، أنتِ قدوتي، عهداً قطعته على نفسي أنني لن أنساكِ لحظة واحدة، وسأكتب كلّ شعري وقصيدي فيكِ وسأظل وفياً لكِ ولحنانكِ، سأتذكركِ ولن أنساكِ أبداً فغيركِ لن يغنيني عن حبك وعطفك وحنانك يا من رحلت عن حياتي.
فيا رب ارحمها كما رحمتني، وأكرمها كما أكرمتني، واجبر كسري على فراقها، اللهم إنها في ودائعك فقد قدمت إليك وأنت أرحم بها من كل من في الكون فأكرم نزلها، ووسع مدخلها، واغسلها بالماء والثلج والبرد، ونقّها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة من غير حساب ولا سابق عذاب.