ووثّق الأمين الأديب الصلة بين العمل البلدي والأدب بحكم أن المعماري فنّان وشاعر يستثير بتصميمه ما يستثيره النص الإبداعي، من إعجاب المتلقي. ولم يغفل السواط، علاقة شعراء المعلقات بالأمكنة، خصوصاً الأطلال التي خلّدوها فخلدتهم، داعياً إلى المزيد من الشراكات بين المبدعين والتقنيين للخروج برؤى وأفكار مبدعة للفضاء المكاني وللنص الإبداعي.
ولفت السواط، إلى أن رؤية المملكة نصّت على ضرورة توفير بهجة المكان عبر صياغة وصناعة الأماكن، وعدها ثروة حقيقية بحكم أن النفط ناضب، والمكان مستدام. وأكد أن طريقة البناء الحديث تسببت في أزمات نفسية لربات البيوت والأطفال، كون البيوت الخرسانية أشبه بصناديق مغلقة، وزادت صلافة بالأحواش والأسوار المحيطة بها، بخلاف البناء التقليدي المنفتح والذي يجمع بين فضاء الخاص والعام وثالث هو لا خاص ولا عام بل مشترك يغدو عامه خاصاً وخاصه عاماً، ومنها الطرقات داخل الأحياء والقُرى، التي كانت مجلساً للسيدات وملاعب للأطفال.
واستعاد السواط في محاضرته النوعية التي حضرها نخبة من مهندسي وإداريي الأمانة، وجمع من المثقفين والأدباء، جماليات المكان للفيلسوف الفرنسي «غاستون باشلار» وخماسية «مدن الملح» للروائي السعودي عبدالرحمن منيف، وثلاثية تركي الحمد «العدامة، الشميسي، الكراديب».