وبينت أن برنامج الأمان الأسري الوطني، يستقبل من خلال خطوط المساندة العديد من حالات العنف باختلاف تصنيفاتها، إذ تعتبر حالات الإساءة والعنف من أبرز الموضوعات التي يندرج تحتها العديد من أنواع العنف (الجسدي، الجنسي، اللفظي)، إضافة إلى حالات الإهمال.
وأشارت إلى أن جميع الفئات العمرية في مختلف المجتمعات تتعرض للعنف بدرجات متفاوتة، ولكن قد يتعرض الأطفال والنساء وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة أكثر من غيرهم للعنف الأسري، لذلك فإن البرنامج يسلط الضوء في مجال الوقاية والتوعية بشكل أكبر على هذه الفئة، كما يقدم خدماته للمستفيدين بشكل مباشر من خلال خط المساندة للطفل 116111، وخط مساندة المرأة 199022، الذي تم تدشينه أخيراً من قبل وزير الحرس الوطني الأمير عبدالله بن بندر.
برامج وقاية ومساندة
بشأن ما إذا كان انطلاق البرنامج امتداداً لجهود برنامج الأمان الأسري، قالت المجحد: «انطلق برنامج الدبلوم العالي في الأمان الأسري كامتداد لرؤية برنامج الأمان الأسري من خلال تحقيق الريادة في تعزيز أمن وسلامة الأسرة من العنف، والسعي إلى أن يكون مركز التميز في شؤون العنف الأسري، وذلك من خلال تقديم برامج الوقاية والمساندة ونشر الوعي، وبناء شراكات مهنية مع المتخصصين ومع المؤسسات الحكومية والأهلية؛ ما يمهد الطريق لمجتمع آمن يلبي رؤية الدولة 2030 في ما يتعلق بسلامة الأسرة وجودة الحياة».
وما إذا كانت نتائج الدراسة الوطنية في 2011م، والدراسة الإقليمية في 2016م، التي أُجريت عن نقص القوى العاملة المدربة على الأسرة والطفل، بلورت فكرة الدبلوم، ذكرت المجحد: «مجلس الوزراء في 2008م، أشار إلى أن حماية الأسرة والعنف الأسري مشكلة محلية متنامية، وحث جميع الوكالات على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنعها، وقد أخذ برنامج الأمان الأسري الوطني على عاتقه تقديم دورات تدريبية متنوعة في مختلف التخصصات لنحو 10 آلاف من المهنيين المتعاملين مع حالات العنف والإيذاء في جميع أنحاء السعودية، ولضمان إعداد ممارسين مهنيين أكفاء في مجال حماية الأسرة والوقاية من العنف الأسري تم تصميم برنامج الدبلوم العالي في الأمان الأسري بالتعاون مع جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، ليكون دبلوماً فريداً من نوعه على المستوى المحلي والإقليمي لتعزيز قدرات الممارسين الصحيين؛ وفقاً لإطار الكفاءات العالمي والقضايا الحديثة والاتجاهات المعاصرة في الممارسة في مجال حماية الأسرة، كما يهدف إلى تخريج قادة ذوي كفاءة عالية قادرين على تصميم وتنفيذ البرامج التي تساهم في تطوير حماية الأسرة والوقاية من العنف الأسري من خلال اتباع المنهج المعرفي القائم على الأدلة لتعزيز الوقاية من العنف الأسري ودعم جهود حماية الأسرة في المستقبل».
وأفادت المجحد أن برنامج الدبلوم العالي في الأمان الأسري يسعى لبناء القدرات المعرفية ومهارات الممارسة الميدانية لدى العاملين في مجال الحماية الأسرية؛ وفق أحدث المستجدات العلمية، إضافة إلى مهارات القيادة والتخطيط الاستراتيجي لتعزيز الوعي المجتمعي ورفع كفاءة التعاون والتنسيق، والارتقاء بجودة الأداء والتميز المؤسسي.
ممارسون يحمون الأسرة
حول أهم أهداف برنامج الدبلوم العالي في الأمان الأسري، نوهت المجحد إلى أنَّ البرنامج يهدف إلى تخريج ممارسين في مجال حماية الأسرة؛ وفقاً لإطار الكفاءات العالمي والقضايا الحديثة والاتجاهات المعاصرة في الممارسة في مجال حماية الأسرة والوقاية من حدوثه، تخريج ممارسين قادرين على تصميم وتنفيذ البرامج والأنشطة التي تساهم في تطوير برامج حماية الأسرة والوقاية من العنف المنزلي، تخريج ممارسي حماية الأسرة قادرين على تعزيز التعاون والتنسيق الفعالين لتعزيز الحماية الاجتماعية بجميع أشكالها، والحد من عواقب العنف على الصحة البدنية والعقلية للضحايا، تخريج ممارسي حماية الأسرة ذوي شغف للتعلم والمعرفة الدائمة من خلال اتباع المنهج المعرفي القائم على الأدلة لتضافر التخصصات والعلوم ذات العلاقة في مجال حماية الأسرة.
يذكر أنه ينبغي على الراغبين في دراسة الدبلوم حصولهم على درجة البكالوريوس من جامعة سعودية (أو مؤهل معادل من تعليم عالٍ دولي معترف به) في التخصصات الصحية، العلوم الإنسانية مثل علم النفس، الاجتماع، أو التخصصات التربوية، أو القانونية بدرجة لا تقل عن جيد جداً كأحد متطلبات القبول الرئيسية لبرنامج الدبلوم العالمي في الأمان الأسري، إضافة إلى خبرة عمل لا تقل عن سنة في تخصص ذي صلة، واجتياز المقابلة الشخصية. وتبلغ مدة البرنامج سنة دراسية واحدة تشمل 6 مقررات دراسية مقسمة على 3 فصول دراسية، بحيث يبلغ عدد الساعات للبرنامج 24 ساعة معتمدة.