كان لمقولة كارل ماركس الشهيرة «الدين أفيون الشعوب»، نشأة هادئة. وقد كتبها عام 1843 كملاحظة عابرة في مقدمة كتاب نقد فلسفي لم يكمله قط. وعندما نشرها في العام التالي، كانت في مجلة راديكالية غير مشهورة، بلغ عدد طبعتها 1000 نسخة. لم تكن المقولة رائجة حتى ثلاثينات القرن العشرين، عندما أصبحت كل المقولات الماركسية رائجة، وسرعان ما دخلت هذه الحكمة إلى المعجم الشعبي العالمي.
ولكن في أوروبا وكثير من دول العالم العلماني، انهارت العقيدة الدينية والتعبير الديني خلال الأعوام المائة والسبعين الماضية. ومن الصعب أن نفكر في أي شيء قد حل محل الأديان، ربما باستثناء الماركسية نفسها لردح من الزمن.
عدد لا يحصى من الديانات البديلة تزدهر حول العالم.
يتدفق مشجعو كرة القدم على الملاعب في أقسى ظروف الطقس، وينفقون الآلاف على التذاكر الموسمية. تزدهر المجلات التي تنشر أخبار المشاهير، بينما تكافح الأشكال الأخرى من المطبوعات من أجل البقاء.
هناك أيضاً عالم دائم التوسع من الإلهاء الجماعي. في عام 1957، وصف إدوارد مورو، الصحفي الأمريكي، التلفزيون بأنه أفيون الشعب، بسبب اليأس من جمهوره السلبي وبرامجه الضعيفة.
حسب الإحصاءات لا يزال الأمريكيون يشاهدون التلفزيون لأكثر من أربع ساعات يومياً، على الرغم من إدمانهم على الشاشات الأخرى. ويستخدم أكثر من مليار شخص موقع فيسبوك، ويعني الاتصال الجماهيري عبر الهاتف والرسائل النصية والبريد الإلكتروني أننا لن نكون وحدنا أبدًا، بل سنكون دائمًا «على اتصال» بالتفاهة.
هذه الأيام تجري محاكمة امرأة مصرية اعتادت على نشر فيديوات حية لها وهي توزع وجبات مجانية للأطفال بأموال (الداعمين) بينما تصرخ عليهم وتشتكي من كثرتهم، وأخرى لم تجرِ محاكمتها بعد تضع على وجهها سلة من البلاستيك بينما تقدم أنواعاً من الطهي الملوث، وأخرى وآخرون لا عدد نهائي لهم، يجنون مبالغ طائلة من صناعة التفاهة.