ودعا أبوسن إلى تطبيق نظريته «التميمية» على الآداب والفنون بعد أن أصبحت الآداب فنوناً؛ لأن الشعر والرواية والمسرح فنون وليست آداباً، والسبب أن الآداب هي ممارسة الأخلاق وبيان مدى الالتزام بها.
وأكد أبوسن أن الشعر الماجن ليس فيه أي نوع من الآداب، بل هو عبارة عن الذروة في قلة الأدب، وتساءل: كيف نسميه أدباً؟!
أبوسن أضاف أن السرد أصبح مقابلاً للشعر، وليس النثر مقابلاً للشعر؛ لأن الشعر قابل للتحول إلى فن واحد غيره وهو الغناء بنوعيه: الغناء والمسرح الغنائي، كما أن السرد قابل للتحول إلى فن واحد غيره وهو الدراما بأنواعها (إذاعية، وتلفزيونية وسينما).
واستغرب أبوسن أننا اليوم نسمع ما يقال من أن الرواية أضحت ديوان العرب، وأكد أن «الشعر هو ديوان العرب» والسرد يقابل الشعر، ولولا ذلك لقيل مثلاً «أضحى النثر ديوان العرب». وكرّر أبوسن أن هذه الاكتشافات العلمية العالمية الجديدة في الفنون مسجلة باسمه في حفظ حقوق الملكية الفكرية في سورية.
وعن نظريته «التميمية» قال أبوسن إنها تعتمد على إتمام المعاني، وأنها تتضح أكثر بالتطبيق على سائر الفنون، فعندما طبقها على الشعر نتجت المعايير التميمية للشعر، وعندما طبقها على السرد نتجت المعايير التميمية للسرد، وعندما طبقها على سائر الفنون نتجت المعايير التميمية لكل فن من الفنون، وعندما طبقها على الرقابة نتجت المحاذير التميمية للرقابة، وأكد أن هذه النظرية أثبتت أن الرقابة ركن أساسي من أركان الإبداع، وأن انعدام الرقابة يقلل الإبداع لأي فن!
وعدّ الكلام السائد عن أن الحرية ركن أساسي للإبداع في الفنون هو وهمٌ في وهم، وأن هناك ثلاثة أوهام سادت زمناً طويلاً قبل ظهور نظريته «التميمية» لكنها مع ابتكاره هذا تباد، وتندثر، وهذه الأوهام هي: الآداب هي فنون، لأن الشعر والرواية والمسرح ليست آداباً ولا علاقة له بها بتاتاً، كما أن السرد يقابل الشعر وليس النثر يقابل الشعر، وأن الرقابة ركن أساسي للإبداع في الفنون، وإنما الحرية هي مثبط أساسي للإبداع، واستشهد أبوسن على ذلك بما يُنشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وأن هذه المنشورات لا إبداع فيها، مع أنّه يظن ألاّ وجود لحرية في العالم حالياً أكثر من حرية وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك فالمنشورات فيها تنتج في ظل مناخ هذه الحرية إلّا أنها أقلّ إبداعاً عبر التاريخ.