معالجة توظيف الدين للسياسة
وأكد آل الشيخ، في كلمة المملكة العربية السعودية، أن التوظيف السياسي لدى بعض الجماعات الحزبية للعمل الإسلامي جعل الدين سلماً لتحقيق أهدافهم الحزبية ولو على حساب الدين الذي جعلوه ستاراً لباطلهم، فالغلو في فهم الخطاب الديني والبعد عن منهج الوسطية والاعتدال أصبح هاجساً لدى المخلصين الناصحين من أهل العلم في هذه الأمة، داعياً إلى تكثيف الجهود لمعالجة توظيف الدين للسياسة وتخليص الأمة من هذا الداء العضال، لافتاً إلى أن المؤتمر يجسد المعنى العظيم للتشاور، وينطلق من هذه البلاد المباركة التي تبنت هذا المبدأ العظيم منذ نشأتها على يد المؤسس طيب الله ثراه، وهي تحمل رسالة الإسلام الصافية، وتنشر مبادئ العدل والرحمة والوسطية والاعتدال في منهج أصيل أصبح مثالاً يحتذى وأثراً يقتفى في الدعوة إلى الله تعالى وفق منهج الكتاب الكريم والسنة النبوية وفهم سلف هذه الأمة. وأضاف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد: هذا منهج يجمع بين الأصالة والمعاصرة والحفاظ على الثوابت والأخذ بالمتغيرات في ما يحقق المصلحة الدينية والدنيوية، وها هي اليوم في عهدها الزاهر، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، تشهد مملكتنا الغالية نهضة عالمية وتقدماً في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة حتى غدت محط أنظار العالم أجمع، وهي مع هذا الرقي والتقدم متمسكة بدينها معتزة بقيمها تدعو العالم أجمع لهذا المنهج الذي يحمل الخير والرحمة والدعوة والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف والانحلال والإلحاد.
بيان مشترك
من جانبه، شدد مفتي جمهورية كازاخستان الشيخ نوريز باي حاج تاغانولي اوتبينوف، على أهمية إصدار بيان مشترك لإدانة الأحداث الدنيئة المتمثلة في تكرر حوادث حرق نسخ القرآن الكريم الذي يعتبر كتاباً مقدساً بالنسبة للمجتمع الإسلامي في عدد من الدول الأوروبية في الأيام الأخيرة.
تحديات مصيرية كبرى
وأشار رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور محمد مطر الكعبي، إلى أن المؤتمر يأتي في خضم تحديات كبيرة ونوعية تعصف بمنظومة القيم الإنسانية التي دعت إليها الرسالات السماوية الخالدة، وأجمعت عليها العقول السليمة وأقرتها المناهج التربوية القويمة ومن أهمها القيم الإيمانية، منبهاً بما تتعرض له القيم الأسرية من تحديات مصيرية في بنيتها التكوينية تستهدف الخروج عن المفهوم الفطري للزواج بين الذكر والأنثى وشرعنة التغيير في الخصائص الخلقية للإنسان وإطلاق العنان للشهوات حتى لو أدت إلى الاعتداء على براءة الأطفال وأطاحت بقيم النساء والرجال وهددت النسل البشري بفناء الأجيال، لافتاً إلى تعرض قيم الاعتدال والتسامح لتحديات فكرية وسلوكية تقوم بها تيارات الإسلام السياسي التي تخطف المفاهيم الإسلامية الراقية وتفسّر النصوص الدينية بتفسيرات متطرفة تغسل بها عقول أتباعها وتحرضهم على العنف والإرهاب، وتدعوهم إلى التنمر على الآخرين والخروج على ولاة أمر المسلمين والتنكر لأوطانهم ومجتمعاتهم تحت شعارات براقة مضللة.
واعتبر المفتي العام إمام الجامع الكبير بالجمهورية الإسلامية الموريتانية الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي، أن المؤتمر يلامس حاجة ماسة للأمة الإسلامية جمعاء، حيث إنه يدعو من خلال هذا الحضور لمواجهة ما تظهر به المستجدات والمتغيرات من قضايا عصريه متشعبة يحتاج حلها إلى بصيرة لأصول شريعة الإسلام وقواعدها ومقاصدها ومعرفة أوجه دلالتها، إلى جانب التفقه في الواقع وما يتنزل عليه من الأحكام عزيمة أو رخصة حتى لا يقع الأخذ بالعزيمة في موضع الرخصة ولا يقع الأخذ بالرخصة في موضع العزيمة.
تعزيز الوحدة الإسلامية
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه: «من دواعي سروري أن أكون حاضراً معكم في هذا اليوم، مشاركاً في هذا الحدث الفكري والعلمي المتميز الذي يتناول موضوعاً يقع في صلب مهمة منظمة التعاون الإسلامي، ألا وهو تعزيز الوحدة الإسلامية والعمل على رصِّ صفوف الأمة والدفاع عن القيم الإسلامية وتحقيق التكامل فيما بينها في كل المجالات التي تعود بالنفع على شعوبها، مشيراً إلى أن مؤتمر «تواصل وتكامل» يأتي في ظل تحديات جمّة تواجهها الأمة الإسلامية من تطورات سياسية وتحديات فكرية ونزعات عدوانية لتشويه صورة الإسلام، فتتطلب منا الوقوف في وجه هذه النزعات والتيارات المعادية واستحضار مفهوم الوحدة الإسلامية التي اتسمت بأنها وحدة حضارية ثقافية إنسانية تقوم على التعاون والتماسك والتفاعل وإثراء الحضارة الإنسانية في جميع المجالات من التعليم والثقافة والفكر والاقتصاد. وأضاف: استضافة المملكة العربية السعودية لهذا المؤتمر الهام تؤكد مكانتها كفاعل حقيقي في دعم التوجهات الإيجابية لأمّتنا والعمل على نهضتنا. عقب ذلك انطلقت الجلسة الأولى في المؤتمر، بحضور رئيس المؤتمر الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، وبرئاسة عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية ومفوض الإفتاء بالمدينة المنورة الدكتور صالح بن سعد السحيمي. ويعقد المؤتمر ــ المقام بجوار بيت الله الحرام ــ جلساته على مدى يومين بواقع ٨ جلسات، يتخللها ٧ محاور رئيسية ويشارك في تقديمها نخبة من علماء الأمة الإسلامية وتحت ضيافة المملكة العربية السعودية، ضمن جهودها في التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم وما في حكمها.
مشاركة 150 عالماً ومفتياً
المؤتمر يتضمن 8 جلسات
يناقش 7 محاور مختلفة
يستمر على مدى يومين