تتواصل الجهود العربية والدولية لوقف الكارثة في قطاع غزة، وآخرها الاجتماعات المكثفة التي عقدها عدد من وزراء الخارجية العرب في عمّان، ولقاؤهم نظيرهم الأمريكي أنتوني بلينكن. ولا بد من القول إن ما أعلنه الوزراء الأردني والمصري والأمريكي، عقب اجتماعهم، يبعث بصيصَ أملٍ في إمكان تحرك دولي فاعل لوقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين، وتدمير البنى الأساسية في القطاع؛ خصوصاً توافق الجانبين العربي والأمريكي على حل الدولتين، غير أن الاجتماع لم يسفر عن خطة عمل واضحة لتحقيق تلك التطلعات. وستصطدم أية محاولة من ذلك القبيل بالتعنت الإسرائيلي، وبعنصرية إسرائيل تجاه جميع شعوب الأمة العربية. كما أن تمسك الولايات المتحدة بـ«هدنة مؤقتة»، بدلاً من «وقف دائم للنار» يعني أن واشنطن موافقة على أن تستكمل إسرائيل عدوانها على المدنيين العزّل في وقت لاحق؛ ليعود المجتمع الدولي إلى ما هو فيه الآن، من إعراب عن الأسف، والقلق.
لا بد من حل عادل ودائم يمنح الإسرائيليين دولتهم، والفلسطينيين دولتهم؛ التي تتكون من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما تطالب به مبادرة السلام العربية، التي اقترحتها السعودية، وتبنتها القمة العربية في مستهل الألفية الجديدة. ولن يكون تطبيق هذا الحل ممكناً إلا إذا تحمّست له الولايات المتحدة، وألزمت حليفتها إسرائيل بتحقيقه واعتباره تسوية دائمة لأنهار الدم التي تسيل في فلسطين وأقطار العالم العربي منذ أكثر من 70 عاماً.