حدّد محللون ماليون تسعة عوامل جديدة تحفز المستثمرين على فتح حسابات للتداول وضخ أموال جديدة بسوق دبي المالي خلال الشهرين المتبقيين من العام الجاري (نوفمبر وديسمبر).
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم»، أن أبرز تلك العوامل: العوائد الاستثمارية الجذابة التي يوفرها سوق دبي المالي مقارنة بأسواق المنطقة، إضافة للاكتتابات الأولية والإدراجات الجديدة الناجحة، والتوزيعات النقدية السنوية المجزية التي تفصح عنها الشركات المدرجة مع نهاية كل عام.
وبينوا أن من تلك العوامل أيضاً التوقعات بإفصاح الشركات القيادية المدرجة عن نتائج أعمال قوية عن فترة الربع الثالث من العام الجاري، والنشاط الكبير الذي تشهده القطاعات غير النفطية وفي مقدمتها القطاع العقاري والسياحي، إلى جانب إعلان دبي أخيراً عن أكبر ميزانية في تاريخها، والاتجاه لمزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل «الفيدرالي الأميركي»، إضافة لارتفاع تعداد السكان، وأخيراً الإجراءات السريعة والسهلة في فتح الحسابات الجديدة.
وأضافت شركات الوساطة في سوق دبي المالي نحو 84.82 ألف حساب جديد للمستثمرين خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام الجاري، بنمو 85%، مقارنة بـ41.95 ألف حساب جديد خلال الفترة نفسها من عام 2023.
فرص واعدة
وقال عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد «تشارترد للأوراق المالية والاستثمار»، وضاح الطه، إن «توفير فرص استثمار واعدة للمستثمرين خصوصاً الأجانب يدفعهم لفتح حسابات جديدة بسوق دبي المالي ولاسيما بعد تعزيز مكانته كأبرز سوق مالي مرتفع من حيث المكاسب ونسبة الارتفاع خليجياً منذ بداية العام وحتى نهاية شهر أكتوبر الماضي».
وأشار إلى أن تحقيق سوق دبي المالي مكاسب سنوية هي الأعلى على مستوى المنطقة، إضافة للإجراءات السريعة والسهلة في فتح الحسابات الجديدة، زاد من أعداد المستثمرين.
يذكر أن سوق دبي المالي سجل أفضل أداء على مستوى أسواق المال الخليجية خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام الجاري، حيث قفز بنسبة تتجاوز 13% محققاً مكاسب سوقية بنحو 71.82 مليار درهم، يليه سوق مسقط للأوراق المالية بنسبة 3.69%، والبحرين بنسبة 2.93%، والكويت 2.6%، والسعودية 0.12%، مقابل تراجع بورصة قطر 2.83%.
إقبال لافت
من جانبه، قال مستشار الاقتصاد والاستثمار، عميد كنعان، إن «المتتبع لأداء سوق دبي المالي يتأكد له الإقبال اللافت من المستثمرين على فتح الحسابات الجديدة»، موضحاً أن من أبرز عوامل زيادة أعداد المستثمرين بسوق دبي المالي، الاكتتابات الأولية والإدراجات الجديدة الناجحة والتي أشرفت عليها حكومة دبي، إضافة للتوزيعات النقدية التي أفصحت عنها الشركات المدرجة مقارنة بأسواق المنطقة ومقارنة أيضاً بأسعار الفائدة التي لاتزال عالية رغم الاتجاه لخفضها أخيراً.
وأوضح أن من تلك العوامل ارتفاع التعداد السكاني ومن ثم تزايد فئات المستثمرين بالإمارة، مبيناً أن من تلك العوامل أيضاً العائدات الجذابة التي توفرها الأسهم المدرجة بسوق دبي المالي والمقدرة بين 6% و7%، إضافة إلى المؤشرات الاقتصادية القوية لإمارة دبي وميزانيتها التي أعلنت عنها أخيراً وهي الأعلى في تاريخها، إضافة لتزايد وتيرة النمو بالقطاعات غير النفطية وفي مقدمتها العقار والسياحة.
وأكد أن استمرار أداء سوق دبي المالي بخطى ثابتة وجذابة لمستثمرين محللين وأجانب ومؤسساتية، ومحافظته على أداء متوازن وجيد، يزيد من رغبة الصناديق الاستثمارية العالمية في زيادة ضخ أموالها بالأسهم المدرجة.
تدفق المستثمرين
من جهته، قال كبير محللي السوق في شركة «سنشري فاينانشال»، أرون ليزلي جون، إن «الطفرة التي يشهدها سوق دبي المالي في تدفق المستثمرين، تؤكد على جاذبية إمارة دبي للاستثمارات الدولية في ظل محافظتها على صدارتها العالمية في مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر لثلاث سنوات متتالية».
وأشار إلى أن هذا النمو يأتي مدعوماً بالأسس الاقتصادية للدولة ولدبي والتي شهد سوقها المالي زخماً ملحوظاً في الاكتتابات العامة الأولية خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى زيادة السيولة في السوق وجذب اهتمام كبير من المستثمرين.
يذكر أنه تم إدراج شركة «باركن» في سوق دبي المالي، كأول إدراج في السوق خلال العام الجاري، وحظي الطرح باهتمام استثنائي من المؤسسات الاستثمارية الدولية والإقليمية، ومن المستثمرين الأفراد بالدولة، حيث تخطى إجمالي طلبات الاكتتاب على أسهم «باركن» نحو 259 مليار درهم مع تجاوز قيمة طلبات الاكتتاب ما يقارب 165 مرة.
نتائج قوية
بدوره، قال المستشار المالي، محمود عطا، إن «إفصاح الشركات المدرجة عن نتائج أعمال قوية متوقعة لفترة الربع الثالث من العام الجاري سيسهم في زيادة ثقة المستثمرين وتدفقهم لفتح حسابات جديدة بسوق دبي المالي وبأسواق المال المحلية بشكل عام».
وأكد أنه في حال خفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة، فإنه سيؤدي إلى خفض تكاليف الاقتراض وتعزيز معنويات أسواق المال المحلية وزيادة المستثمرين بها.
وأشار إلى أن تنفيذ الصفقات الكبيرة بشكل متوالٍ في سوقي أبوظبي ودبي يؤكد رغبة المستثمرين في الشروع في الاستثمار بالشركات الكبرى المدرجة. ورجح أن يشهد شهر نوفمبر الجاري نشاطاً استثنائياً، وذلك بالتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية واجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
• توفير فرص استثمار واعدة للمستثمرين خصوصاً الأجانب يدفعهم لفتح حسابات جديدة بسوق دبي المالي.
• %85 نمواً في الحسابات الجديدة بالسوق خلال 10 أشهر.