حذّر طبيبا أطفال من مخاطر إفراط صغار السن في استخدام الأجهزة اللوحية والشاشات، وأكدا وجود تأثيرات سلبية لهذا السلوك في نموهم ومستوى إدراكهم، فضلاً عن وجود أعراض له تشبه أعراض التوحّد.
وقالا إن هناك ثمانية أضرار قد تنجم عن هذا السلوك، هي: الاضطرابات السلوكية، وزيادة الوزن، والتأثير في الدماغ، واضطراب النمو، وضعف المهارات اللغوية، وفقدان النوم الصحي، واضطراب العلاقات الأسرية، وضعف التفاعل الوجداني مع المحيط الاجتماعي.
وكشفا عن حالات تسبب فيها إفراط أطفال في استخدام الأجهزة اللوحية، في فقدانهم حاسة التذوق.
فيما قدّرت دراسات علمية حديثة الوقت الذي يجب أن يستغرقه الأطفال في الفئة العمرية بين ست وثماني سنوات، أمام الشاشات الإلكترونية، بما لا يتعدى ساعتين يومياً.
وتفصيلاً، قال استشاري طب الأطفال العام وأمراض الأطفال المعدية، الدكتور حسام التتري، إن السنوات الأخيرة أظهرت مخاطر كبيرة لتعرض الأطفال لفترات طويلة للشاشات والأجهزة اللوحية، مثل فقدانهم المهارات الحياتية الأساسية.
ولفت إلى تأثير الموجات الكهرومغناطيسية التي تصدر عن الشاشات، في معدلات النوم العميق التي يجب أن يحصل عليها الطفل خلال الليل، إضافة إلى تأثيرها في التركيز والتحصيل المدرسي.
وكشف عن دراسات طبية حديثة أكدت تأثر حاسة التذوق لدى أطفال اعتادوا مشاهدة الشاشات أثناء تناول الطعام.
وشرح أن «عدم حصول الطفل على كفايته من النوم بسبب إدمان الأجهزة، سيمنعه من بلوغ الطول المناسب لجسمه، حيث يفرز هرمون النمو خلال النوم العميق، وإذا اختلّت هذه المنظومة يختل نموه بشكل عام، كما تضعف مناعته، مما يعرضه للإصابة بأمراض كثيرة».
وأكد أنه يمكّن لصغار السن الانزلاق إلى أنماط سلوكية غير صحية، مثل الإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات، أو الانخراط في ألعاب الفيديو لقضاء أوقات الفراغ، الأمر الذي يؤثر في قدرتهم على التركيز، وإكمال المهام المدرسية، فضلاً عن تأثيره السلبي في علاقاتهم بأفراد الأسرة وزملائهم.
وذكر استشاري طب الأطفال، الدكتور صبحي قطب، أن مخاطر تعرض الأطفال للشاشات والأجهزة اللوحية تنقسم إلى قسمين، يتمثل الأول في أنها تعوق النمو الطبيعي للطفل، ونمو إدراكه، وتؤدي إلى فقدانه القدرة على التفاعل مع البيئة والوسط المحيط به. ويتمثل الثاني في إمكان زيادة احتمالات الإصابة بأعراض مرض التوحّد، بسبب الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات.
وأضاف أن السنوات الأخيرة، شهدت تزايداً في حالات إصابة أطفال ببعض أنواع التشنج وأمراض العيون، وأعراض عصبية أخرى.
وحذّر الآباء والأمهات من ترك أبنائهم أمام الشاشات دون ضوابط أو رقابة، مؤكداً أن «هناك كثيراً من المشكلات النفسية والبدنية التي يمكن أن يتعرضوا لها».
وحثهم على توفير بدائل مناسبة لهم، يمارسون خلالها الألعاب ضمن بيئة صحية تمكنهم من التفاعل مع محيطهم، ومن تنمية مهاراتهم في كل مراحل النمو.
ولفت إلى أن «نمط الحياة الحديثة، فرض على كثير من الأسر ظروفاً خاصة جعلتهم بمعزل عن أطفالهم، بسبب الانشغال في العمل. لكن العالم بدأ ينتبه لهذه المشكلة»، مشيراً إلى أن «الجيل الحالي من الأطفال، لديه خصائص غريبة، مثل عدم القدرة على التواصل، وعيشه حالة من العزلة، فضلاً عن فقدانه كثيراً من المهارات الحياتية مثل الكتابة وتكوين جمل وعبارات مترابطة».
وأصدرت الجمعية الأميركية لطب الأطفال أخيراً، مجموعة إرشادات حدّدت فيها الفترات الزمنية التي يمكن للأسرة السماح خلالها للأطفال بالتعرض للشاشات الإلكترونية، مع التأكيد على ضرورة عدم تجاوزها، نظراً للمخاطر المحتملة لذلك على النمو الذهني لدى الطفل.
وقالت إن المدة الملائمة لقضاء أطفال تراوح أعمارهم ما بين عامين وأربعة أعوام، أمام الشاشات يجب ألا تتجاوز ساعة واحدة خلال اليوم.
ساعتان يومياً
أصدرت الجمعية الأميركية لطب الأطفال أخيراً توصيات حدّدت فيها المدة المناسبة التي يجب أن يتعرض خلالها الطفل للشاشات اللوحية حسب الفئة العمرية، حيث لا يسمح باستخدامها للأطفال من عمر عامين إلى ثلاثة أعوام نهائياً، في حين يسمح لمن هم في الفئة العمرية بين ثلاث وخمس سنوات بمعدل ساعة واحدة يومياً، ومن هم في الفئة العمرية من ست إلى ثماني سنوات بما لا يزيد على ساعتين يومياً.