أفادت مدير إدارة سلامة الطفل بالشارقة، هنادي اليافعي، بأن هناك سبعة مخاطر سلبية تهدد الأطفال نتيجة التعرّض للابتزاز الإلكتروني، موضحة أن الابتزاز يتركّز في ثلاثة أنواع هي: الابتزاز العاطفي والمادي والأخلاقي.
وقالت اليافعي لـ«الإمارات اليوم»، إن الابتزاز الإلكتروني جريمة، والتعرُّض له يسبب ضرراً كبيراً يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية للطفل وكذلك حالته العاطفية والاجتماعية، لافتة إلى أن من أكثر الأضرار التي تصيب الطفل الواقع ضحية لمثل هذه الجرائم الإلكترونية: الشعور بالخوف والقلق والذنب والعار، وتدني الثقة بالنفس واحتمال الإصابة بالاكتئاب والهلع والصدمة النفسية، إضافة إلى التغير في السلوك والمزاج، وظهور علامات الانطواء والانعزال والعدوانية والتمرد، كما يتأثر الأداء الدراسي للطفل وينخفض مستوى تحصيله العلمي.
وأضافت أن بعض أنواع الابتزاز تؤثر على الصحة الجسدية للطفل، مثل الصداع والأرق والقيء وفقدان الشهية، إلى جانب التأثير على العلاقات مع الأهل والأصدقاء والمجتمع، وانخفاض مستوى التواصل والتفاعل معهم، لذلك يجب على الأهل والمجتمع توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال المتعرضين للابتزاز، وإشراكهم في أنشطة إيجابية تساعدهم على تخطي المشكلة، وإيجاد حلول فعَّالة لحمايتهم من هذه الجرائم.
وأوضحت اليافعي أن الابتزاز الإلكتروني له أشكال مختلفة، ويهدف مَن يرتكبه إلى تهديد الطفل بنشر محتوى خاص أو مسيء مقابل مطالب مادية أو أخلاقية أو عاطفية، ومن أشكال الابتزاز الإلكتروني للأطفال: الابتزاز العاطفي وهو طلب صور وفيديوهات أو معلومات شخصية من الطفل يستعملها المبتز للتأثير على مشاعر الطفل والتحكم به، والابتزاز المادي وهو طلب تحويل أموال أو هدايا للمبتز، والابتزاز الأخلاقي وهو طلب القيام بعمل غير أخلاقي أو أي عمل آخر لا يرغب الطفل فيه كطلب اللقاء به أو إرسال صور فاضحة.
وتابعت: «نحن في دولة الإمارات نفخر بقيمنا الاجتماعية الأصيلة التي تشكل حاجزاً منيعاً يسهم في وقاية الأطفال من التنمر والابتزاز والجرائم الإلكترونية، وهناك مسؤولية مشتركة مهمة تقع على الأهل والمجتمع، هي تعزيز الوعي حول مخاطر الاستخدام غير الآمن للإنترنت وتحفيز الأطفال على التحدث عن أي ابتزاز يتعرضون له، إضافة إلى التمسك بالقيم الاجتماعية الإيجابية».
ولفتت إلى أن إدارة سلامة الطفل تنصح بضرورة إشراف الأهل ومتابعتهم المستمرة لنشاطات أطفالهم على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم على استخدامها بشكل مسؤول وآمن، ومراقبة الصغار عند استخدام الإنترنت والأجهزة الذكية، ووضع قيود على وقت وزمن الاستخدام وما يمكنهم تصفحه أو تحميله أو مشاركته.
وكشفت أن هناك خطوات أخرى مهمة تساعد على تجنب وقوع الأطفال ضحايا للابتزاز الإلكتروني، منها تثبيت برامج حماية على الأجهزة الإلكترونية وتحديثها بشكل دوري، وضبط إعدادات الخصوصية والأمان على حسابات الأطفال، وتوعيتهم بضرورة عدم نشر أو إرسال معلومات خاصة عنهم أو عن عائلتهم، مثل كلمات المرور أو رقم الهاتف أو العنوان أو صور أو مستندات شخصية.
وأكدت اليافعي ضرورة تحذير الأطفال من قبول طلبات الصداقة أو المحادثة مع أشخاص غير معروفين أو مشبوهين، وعدم التجاوب مع رسائل التهديد أو التشهير أو التحرش، وإبلاغ أولياء أمورهم عنها فوراً، والأهم من كل ما سبق، لابد من بناء علاقة قائمة على الثقة بين الأهل والأطفال، واحتوائهم والاستماع إلى مشكلاتهم، وعدم إشعارهم بالذنب أو التهديد أو التعنيف في حال تعرضهم للابتزاز.