كشف رصد ميداني أجرته «الإمارات اليوم»، على عدد من منافذ البيع الرئيسة في دبي والشارقة، وجود نحو 49 علامة تجارية لمنتجات الخضراوات المعلبة بمختلف أنواعها.
وأظهر الرصد تباين دول المنشأ المنتجة لتلك العلامات، والتي شملت المملكة المتحدة والصين والإمارات ومصر والولايات المتحدة، فيما تستحوذ المنتجات الإماراتية المنشأ، على الحصص الكبرى من السلع المتداولة لتلك العلامات.
وقال مسؤولان بقطاع تجارة التجزئة، لـ«الإمارات اليوم»، إن منتجات الخضراوات المعلبة تتسم بتنوع كبير وتنافسية في منتجاتها وتشهد طلباً مستمراً على مدار العام، من مختلف جنسيات المستهلكين.
منتجات متنوعة
وتفصيلاً، أظهر رصد ميداني لعدد من منافذ البيع الرئيسة في أسواق دبي والشارقة، وجود نحو 49 علامة تجارية لمنتجات الخضراوات المعلبة بمختلف أنواعها.
وأوضح الرصد، استحواذ المنتجات الإماراتية المنشأ على الحصص الكبرى من السلع المتوافرة في المنافذ لتلك العلامات، فيما ترجع بقية العلامات لدول منشأ مختلفة، أبرزها إيطاليا والمملكة المتحدة ومصر وفرنسا، والسعودية والولايات المتحدة الأميركية، والصين وأوكرانيا والأردن.
كما أظهر الرصد أن منتجات الخضراوات المعلبة العضوية التي لا تعتمد على كيماويات في إنتاجها، تستأثر بالأسعار الأعلى في أسواق تلك المنتجات. فعلى سبيل المثال، يباع منتج عدس أخضر عضوي بوزن 400 غرام بـ10 دراهم، فيما تباع منتجات حبوب الفاصوليا الخضراء العضوية بوزن 400 غرام بتسعة دراهم.
الأكثر شيوعاً
وكشف الرصد الميداني أن الأنواع الأكثر شيوعاً وتداولاً لمنتجات الخضراوات المعلبة، هي منتجات الفول المدمّس بأنواعه ونكهاته، ويشمل أنواعاً بالتوابل أو «سادة» وأخرى بالفلفل الحار، وأنواعاً من الفول المقشور أو المهروس، وأخرى بحبوب كاملة، مع توافر منتجات تم طهيها بنكهات لدول مختلفة، مثل الفول بالطريقة اللبنانية أو المصرية، ومنتجات الحمّص بنوعيه الحبوب والمهروس، إضافة إلى الفاصوليا البيضاء المطبوخة التي تتوافر بنكهات مختلفة، كما توجد منتجات من الفاصوليا السوداء المعلبة في ماء بالملح. وتشتمل أسواق الخضراوات المعلبة على أنواع من منتجات الذرة (حبوب)، والعدس الأخضر واللوبيا، والبطاطس بحبات صغيرة، والشمندر، والخرشوف، والبامية والبازلاء الخضراء أو المطهية بالطماطم، والفطر (مشروم) بأنواع مختلفة، بحبات كاملة أو مقطعة، وفول الصويا، والعدس والجزر الصغير، والخضراوات المشكّلة المسلوقة، أو المطهية مع الطماطم، أو بالفلفل الحار، إضافة إلى منتجات طماطم معلبة بحبات كاملة، أو مكعبات مقطعة.
منتجات مطلوبة
وقال مسؤول المبيعات في أحد منافذ تجارة التجزئة، محمد سعيد: «إن منتجات الخضراوات المعلّبة تعد من ضمن المنتجات الأكثر طلباً في قطاع السلع الغذائية، لكونها تتسم بشعبية كبيرة في الاستهلاك لدى عدد من الجاليات المقيمة في الدولة، إضافة إلى سهولة استخدامها للمستهلكين من (العزاب)، وانخفاض أسعارها، مقارنة بالمنتجات الغذائية الأخرى التي يمكن الاعتماد عليها في تكوين وجبات غذائية». وأضاف أن «تلك المنتجات تشهد طلباً مستمراً على مدار العام، ولا ترتبط عمليات استخدامها بفترات معينة، وإن كانت تشهد مؤشرات مرتفعة نسبياً في الطلب خلال شهر رمضان».
من جهته، قال مسؤول المبيعات في أحد منافذ البيع، بايجو جوي: «إن منتجات الخضراوات المعلبة تتسم بالتنوع الكبير في المطروح منها في أسواق الدولة، إضافة إلى الطلب المرتفع على مدار العام، وهو ما يرفع حدة التنافسية في تلك المنتجات، ويسهم في الحفاظ على استقرار أسعارها، وخضوعها بشكل شبه مستمر للعروض التخفيضية».
علامات تجارية
«العلالي» و«كاليفورنيا غاردن» و«كارفور»، و«لولو» و«ديل مونتي» و«ماستر أورغانيك»، و«أروغانيك لاردر» و«بيوتاليا» و«بيونا أورغانيك»، و«موتي» و«هاينز» و«سيمبل» و«زهرة صفا»، و«نورين» و«مارينا» و«بيلا إكسبريس»، و«سكالا إيطاليا» و«فارم فريش» و«فيريس» و«جودي»، و«هانتس» و«ليبيز» و«كوزينا» و«المزرعة»، و«لونا»، و«الكسيح» و«تشويس غاردن» و«مالينج» و«إيبكور»، و«موريسنز» و«سغنتشر سيليكت» و«كوكس آند كو» و«مارا»، و«نابولينا» و«باكسترز» و«بوشس» و«أورغانيكلي»، و«إيسنشالز» و«هانوفر» و«بأول باسكت» و«أميركان غاردن»، «غرين جاينت» و«زارا» و«بريميرو» و«التعاون»، و«إيرو فارمز» و«يونيون» و«إيدجيل» و«ناتشورال تشويس».
تأثيرات ضارة
هناك تحذيرات مختلفة حول الإفراط في استخدام الخضراوات المعلبة. فوفقاً للدراسات، فإن من أبرز الأضرار الصحية للخضراوات المعلبة كثرة استخدام الملح والسكر والمواد الحافظة فيها.
وهذه المواد المضافة يمكن أن تُفقد الخضراوات والفاكهة فوائدها، ويعد مركب «الكبريتيت» من بين أكثر المواد الحافظة المستعملة في المعلبات. ويتألف هذا المركّب من مجموعة مواد مثل «ثاني أكسيد الكبريت» و«كبريتيت الصوديوم» وغيرهما، وهنا تكمن المشكلة. فتناول هذه المادة قد تكون له آثار سلبية في الصحة، إذ يعاني البعض مشكلة عدم تحمل «الكبريتيت»، وهذه المشكلة تظهر على شكل أعراض تشبه أعراض الحساسية، تتمثل في سيلان الأنف أو طفح جلدي، وتصل أحياناً إلى ضيق حاد في التنفس.
كما يؤثر استخدام المواد الحافظة في عمليات التعليب في تغيير مذاق الخضراوات، مقارنة بمذاقها الأصلي. وتحذّر الدراسات من شراء المعلبات المزوّدة بقفل خارجي، وذلك لأن هذا القفل قد لا يكون مغلقاً بإحكام، ما يؤدي إلى نمو «بكتيريا كلوستريديوم البوتولينوم»، التي تسبب تسمماً غذائياً.
الكلفة والفوائد
تتميز الخضراوات المعلبة بفوائد رئيسة، أبرزها أنه يمكن تخزينها لفترات طويلة، وتكون جاهزة للأكل، ما يجعلها مثالية للوجبات السريعة أو استخدامها كإضافة مناسبة للوصفات. وعلى عكس الخضراوات الطازجة التي تتطلب الغسل والتحضير، فإن الخضراوات المعلبة سريعة وسهلة الاستخدام، ما قد يساعد أيضاً في زيادة تناولها بشكل عام.
وتمتاز الخضراوات المعلّبة بعدد من الفوائد تجعل لها جمهوراً كبيراً من المستهلكين، ومن أبرز تلك الفوائد، انخفاض كلفتها مقارنة بأسعار الخضراوات والفاكهة الطازجة، وبذلك يمكن شراء أنواع مختلفة من الخضراوات والفاكهة، وقد يكون الحصول عليها صعباً بالنسبة لأصحاب الدخل المنخفض، إضافة إلى سهولة تحضير تلك المنتجات، وهو ما يتلاءم مع أنماط الاستهلاك للعديد من فئات المجتمع في تحضير وجبات بشكل أسهل، مقارنة بعملية شراء خضراوات طازجة وتنظيفها وتحضيرها.
وتعد الخضراوات المعلّبة أيضاً مصدراً للفيتامينات والمعادن المهمة، إذ تتضمن عملية التعليب عادة إغلاق الخضراوات في العلبة بعد طهيها، ما يساعد على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية المهمة.
وقد يكون تناول منتجات الخضراوات المعلبة مفيداً بالنسبة لأولئك الذين لا يحصلون على الكمّ اللازم من الخضراوات في نظامهم الغذائي. وربما تفقد الخضراوات والفاكهة بعض المواد الغذائية المفيدة أثناء عملية حفظها، لكن يبقى بداخلها كثير من المعادن والفيتامينات.
وعلى الرغم من بعض التحذيرات حول تزايد استهلاك الخضراوات المعلّبة، فإن بعض الدراسات العلمية تشير إلى أن عملية التعليب تجعل الألياف قابلة للذوبان بشكل أفضل في الخضراوات كالفاصولياء، وبالتالي توفر قيمة مضافة للأغذية.
وتشير بعض الدراسات إلى أن منتجات الخضراوات المجمّدة أو المعلّبة، قد تكون في بعض الأحيان مغذية أكثر من الخضراوات الطازجة، وذلك لفقدان بعض الخضراوات والفاكهة التي تباع في الأسواق، بعض الفيتامينات ومضادات الأكسدة الضرورية، عند حفظها لأيام عدة في المخازن أو في الثلاجات، فيما تشتري شركات التعليب تلك المنتجات مباشرة من المزارع، وتقوم بتعبئتها على الفور، ما يجنّبها خسارة الفيتامينات التي تحتويها، بسبب عامل الوقت.
وتوضح تلك الدراسات أن منتجات الجزر المجمّد أو المعلّب تحتوي على كمية أكبر من مادة «بيتا كروتان»، مقارنة بالجزر الذي نشتريه من الأسواق.