كشفت مدير عام هيئة الفجيرة للبيئة، أصيلة المعلا، لـ«الإمارات اليوم»، عن تلقي فريق التنوّع البيولوجي، المكوّن من باحثين بيئيين وخبراء، 48 بلاغاً لأفاعٍ سامة ظهرت في حدائق منازل ومركبات مواطنين في إمارة الفجيرة ومنطقة دبا الفجيرة منذ بداية العام الجاري.
وذكرت المعلا أن الفريق المختص قام بالانتقال إلى الأماكن المحددة، فور تلقي البلاغات، والتعامل معها بكل حرفية من قبل الباحثين، وإنجازها في وقت قياسي، بالتعاون مع الجهات المختصة، مؤكدةً أن إدارتها تسعى إلى تحقيق أعلى مستويات الأداء في تنفيذ مهامها وأداء واجباتها، في سياق التعامل مع الحيوانات المفترسة والخطرة، ومشددة على الالتزام بالأصول المهنية والعملية والإجرائية، إذ يتم إيواء الحيوان البري في الحجر الصحي أو مختبرات محمية وادي الوريعة، وليقوم الباحثون بوضع شريحة (كود) ومراقبتها بعد أن تعاد إلى بيئتها الأصلية بعيداً عن المناطق السكنية، أو إبقائها بغرض دراستها، أو التنسيق والتواصل مع وزارة التغير المناخي والبيئة التي بدورها تقوم بالتنسيق مع حدائق الحيوانات في الدولة، وتسليمها لهم.
من جهة أخرى، قال مدير محمية وادي الوريعة، الدكتور علي حسن الحمودي، «إن الخبراء والباحثين المختصين في علم البيئة وغيرها من التخصصات التابعين لمحمية وادي الوريعة يعملون على مراقبة الأنواع البرية المختلفة في المحمية، وتعزيز الوعي البيئي في المجتمع المحلي، وحماية التنوع البيولوجي في الإمارة، ويعملون جميعهم تحت مظلة هيئة الفجيرة للبيئة، التي تدعم حماية التنوع البيولوجي بالقوانين والتشريعات للحفاظ عليها». وأشار إلى أن آخر بلاغ تلقته المحمية كان خلال الأسبوع الماضي، أثناء هطول الأمطار الغزيرة في الإمارة، تمثل في دخول أفعى سامة إلى محرك مركبة أحد المواطنين أثناء تنزهه بالقرب من أحد الأودية، وفور تلقي البلاغ اتجه الفريق المختص وقام بإنجاز المهمة دون تعرض الأشخاص لأي ضرر، لافتاً إلى أن نسبة البلاغات الخاصة بدخول الأفاعي من نوعي القرناء، التي تعيش في أعالي الجبال، والأفعى المنشارية العمانية التي توجد في المناطق القريبة من الأودية، قد ارتفعت بشكل ملحوظ، وغالباً ما يكون البلاغ عن دخولها إلى المنازل والمركبات.
وشرح الحمودي السبب وراء ارتفاع بلاغات الأفاعي السامة، وقال إن أعداد الأشخاص الذين يقومون برحلات التخييم ورياضة التسلق الجبلي قد ارتفعت خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن بعضهم لا يلتزم تعليمات الوقاية أثناء التخييم، ويقوم بترك بقايا الطعام في المناطق الجبلية والبرية، وهو سلوك يسهم في عدم التوازن البيئي، من خلال تغذية طائر البوم والقنفذ على بقايا الطعام المتروك دون افتراس الأفاعي السامة، وتحقيق التوازن الطبيعي. وأوضح أنه «وفقاً للأبحاث العلمية التي تقوم بها المحمية، فإن بعض الأنواع من الطيور مثل طيور البوم، وبعض أنواع القنافذ البرية، قد تكون جزءاً من سلسلة غذائية تتضمن استهلاكها أفاعي سامة، ويظهر هذا التنوع في السلوك الغذائي كاستجابة للظروف البيئية المحيطة بها، حيث تعتبر هذه الحيوانات جزءاً من نظام البقاء في الطبيعة». وأضاف الحمودي أن طائر البوم والقنفذ اللذين يفترسان الأفاعي السامة، أصبحا يتغذيان على بقايا الطعام الذي يترك بعد الشواء كاللحوم وغيرها، مؤثرين بهذا السلوك في الهرم الغذائي للحيوانات البرية، الأمر الذي يتسبب في قلة افتراس الأفاعي والحيوانات الضارة وزيادة أعدادها بدلاً من توازنها في المنطقة، مشيراً إلى أن القوانين التي وضعت للمغامرين والشركات السياحية الخاصة بالنشاطات الجبلية والبرية في الإمارة من قبل مركز الفجيرة للمغامرات، والتي تحافظ على البيئة البرية، سواء من حيوانات أو الغطاء النباتي، ستسهم في القضاء على السلوك السلبي الذي يؤثر بشكل مباشر في التوازن البيئي. وشدد على ضرورة التخييم في المناطق المخصصة، وذلك لتوافر الخدمات التي تعمل على الحفاظ على التوازن البيئي، المتمثلة في حاويات النفايات المخصصة لبقايا الشواء والطعام وغيرها من الخدمات، مع التزام القوانين البيئية الصادرة من هيئة الفجيرة للبيئة، ومتابعة الإرشادات التي تصب في مصلحتهم، وتحافظ على سلامتهم و سلامة البيئة الجبلية والبرية من أي فعل سلبي يؤثر فيها. ونوه بأن البلاغات التي وردت إلى الفريق تنوعت من الإبلاغ عن سناجب وأفاعٍ وجرذان وحيوانات مختلفة.
. أصيلة المعلا: إيواء الحيوانات البرية الخطرة في الحجر الصحي لحين إعادتها إلى بيئتها الأصلية بعيداً عن المناطق السكنية.