أكد طبيبان مختصان، أهمية الفحص المبكر لأورام سرطان القولون والمستقيم، خصوصاً بالنسبة للأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي أو استعداد وراثي للإصابة بسرطان القولون، فضلاً عن أولئك الذين يعانون حالات مثل التهاب القولون التقرحي، فيما يظل الاكتشاف المبكر من خلال برامج الفحص المكثف – إلى جانب التدابير الوقائية مثل الجراحة الأولية للأفراد المعرضين لمخاطر عالية – حاسماً في تحسين النتائج وإنقاذ الأرواح.
وحذّرا من أن أورام القولون والمستقيم لاتزال أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً، وتعد سبباً رئيساً للوفيات الناجمة عن السرطان، لكن من الممكن الوقاية من تلك الأورام، حيث يتم علاج ما يصل إلى 90% من الحالات بنجاح إذا اكتُشفت مبكراً.
وأشارا إلى أنه في الغالب لا تظهر أعراض المرض في وقت مبكر، لذا فإن فحوص الكشف مهمة للغاية، إذ يمكن أن تساعد في اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة، أو حتى قبل نشوئه.
ويعد مارس شهر التوعية بسرطان القولون والمستقيم الذي يُحتَفَل به في جميع أنحاء العالم، للتوعية بأهمية فحص سرطان القولون والمستقيم، وكذلك دعم مرضى سرطان القولون والمستقيم والمتعافين منه وعائلاتهم.
وأوضح استشاري الأورام ورئيس جمعية الإمارات للأورام، البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، أن سرطان القولون والمستقيم يعد مرضاً شائعاً بين كبار السن الذين تجاوزوا سن الـ60. ومع ذلك، أظهرت دراسة أجراها منذ سنوات عدة، أن هناك 20% من الأشخاص الذين يعانون المرض في الإمارات تحت سن الـ40، وهذا يشير إلى ضرورة إجراء مزيد من البحوث في هذا الصدد.
وأضاف الشامسي أن سرطان القولون عادة ما يتم تشخيصه في مراحل متقدمة، وغالباً ما يكون من النوع الشرس، مُرجعاً سبب سوء التشخيص في العديد من الحالات إلى عدم توقع الأطباء وجود سرطان في سن مبكرة كهذه.
وأشار إلى أن تحليل البيانات المتاحة من سجل الأمراض الوطني في الإمارات، يشير إلى أن أكثر من 41% من حالات سرطان القولون في البلاد تظهر في أشخاص تقل أعمارهم عن الـ50، وأكثر من 22% من الحالات تظهر في أشخاص تقل أعمارهم عن الأربعين، فيما توصي جمعية السرطان الأميركية بإجراء فحص مبكر لسرطان القولون ابتداء من سن الـ45. وعلى الرغم من عدم وجود توصيات دولية بالفحص المبكر قبل سن الـ45، فإن التوصية في الإمارات تشير إلى أنه يجب البدء في الفحص عند بلوغ الـ40.
ولفت إلى أن سرطان القولون والمستقيم يعد شائعاً بين كبار السن، لكن دراسة أجريت أخيراً في الإمارات أظهرت أن 20% من الأشخاص المصابين به تحت سن 40 عاماً، وبالتالي فإن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحوث لفهم هذا الأمر بشكل أفضل، فيما يمكن أن يكون سرطان القولون منتشراً عندما يتم تشخيصه عادة في مراحل متقدمة، وقد يكون من النوع الشرس. ويعود سوء التشخيص في العديد من الحالات إلى عدم توقع الأطباء والممارسين الصحيين وجود سرطان في سن مبكرة.
من جهته، أوضح استشاري طب الأورام في مدينة برجيل الطبية في أبوظبي، الدكتور حسن جعفر، أن سرطان القولون يعد ثاني أكثر أنواع الأورام انتشاراً، ويحل في المرتبة الثالثة عالمياً بعد سرطاني الثدي والرئة.
وذكر جعفر أنه من المثير للاهتمام أنه يحتل المرتبة الأولى بين الذكور، بينما يأتي بين الإناث بعد سرطان الثدي، باعتباره ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً.
وأشار إلى أن نحو 25 إلى 30% من التشخيصات تحدث في مرحلة متقدمة. وإضافة إلى تنظير القولون لاتزال طرق الفحص البديلة مثل تحليل البراز واختبارات الدم أقل حساسية، غير أنها قادرة على اكتشاف نحو 80 أو 85% من الحالات السرطانية، ما يؤدي إلى مزيد من التأكد من خلال تنظير القولون للحالات الإيجابية. وأكد أن التقدم في طرق العلاج أدى إلى تعزيز نتائج سرطان القولون والمستقيم بشكل كبير.
ولفت الدكتور حسن جعفر إلى ظهور خطوط علاج متعددة في حالات المرض المتقدمة (المرحلة الرابعة)، بما في ذلك العلاج الكيميائي والعلاجات المستهدفة، مع التركيز على علامات الورم المحددة، أو تثبيط الأوعية الدموية الجديدة التي تزيد فاعلية العلاج الكيميائي، فيما أظهر العلاج المناعي – الذي يعد واعداً – فاعلية لدى المرضى الذين يعانون عدم استقرار عالٍ في «MSI» أو عدم التطابق في «MMR»، كما أسهمت التدخلات الجراحية مثل استئصال الكبد في حالة النقائل المحدودة في السيطرة على المرض على المدى الطويل، واحتمالية الشفاء الكبيرة لبعض المرضى.
وشدد على أهمية الفحص، خصوصاً بالنسبة للأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي أو استعداد وراثي للإصابة بسرطان القولون، فضلاً عن أولئك الذين يعانون حالات مثل التهاب القولون التقرحي، فيما يظل الاكتشاف المبكر من خلال برامج الفحص المكثف – إلى جانب التدابير الوقائية مثل الجراحة الأولية للأفراد المعرضين لمخاطر عالية – حاسماً في تحسين النتائج وإنقاذ الأرواح.