شهدت القمة العالمية «لقادة ورموز الأديان» التي انعقدت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة، حفظه الله، في أبوظبي أمس، توقيع «النداء العالمي لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ»، حيث وقع 28 من القادة والرموز يمثلون 18 ديانة وطائفة ومذهباً دينياً حول العالم «نداء قادة ورموز الأديان من أجل المناخ»، ووجه المشاركون في القمة العالمية رسالة للقادة المشاركين في COP28 لإنقاذ العالم من خطر تغير المناخ. وأكدوا أن العالم يحتاج إلى قادة الأديان للتوعية بأخطار المناخ، وإلهام القادة بما يجب أن يتوصل إليه COP28 من نتائج.
وقالوا: «علينا اتخاذ إجراءات حاسمة تسهم في التأثير على صنّاع القرار العالمي لتعزيز العدالة المناخية، مشيرين إلى أن المواجهة الفاعلة لأزمة المناخ تتطلب مشاركة وتعاون الجميع».
وأضافوا أن نداء القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ يمثل إعلاناً للوحدة والتماسك والمسؤولية، وأكدوا أن النداء العالمي لقادة الأديان يؤكد وحدة الرموز الدينية في إبلاغ رسالتهم إلى العالم ليتحمل مسؤولياته في مواجهة التغير المناخي.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، إن استضافة دولة الإمارات لـCOP28، تتسق مع الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الراعي الكريم لهذه القمة، حيث تسعى الإمارات بكل جد ومثابرة لتكون النموذج العالمي نحو مستقبل مستدام، مشيداً بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، ووزارة التسامح والتعايش ورئاسة مؤتمر الأطراف الـ28، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لإرسال نداء من دولة الإمارات إلى العالم، من أجل مناصرة الأمل والسلام والعناية بالأرض وسكانها.
حضر القمة الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، الدكتور سلطان الجابر، ووكيل الأزهر ممثلاً عن فضيلة شيخ الأزهر، الدكتور محمد الضويني، وأمين سر دولة الفاتيكان، ممثلاً عن البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، الكاردينال بيترو بارولين، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي شارك بكلمة مسجلة عبر تقنية الفيديو، والأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبدالسلام، ومدير عام وزارة التسامح والتعايش، عفراء الصابري، إلى جانب عدد من قادة ورموز الأديان والأكاديميين والسكان الأصليين وخبراء البيئة حول العالم.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إن التزام قادة الأديان الواضح بحماية كوكب الأرض يلهمنا جميعاً ويجعلنا نشعر بالأمل والثقة، مشيراً إلى أن COP28 سيجمع العالم من أجل تحقيق هدف مشترك وهو الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من مستوياتها ما قبل الثورة الصناعية، والإسهام في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
وأكد أن جميعنا نتشارك الواجب المقدس بحماية كوكب الأرض وما عليه من بشر وكائنات حية. ووجه خطابه إلى الحضور من القادة الدينيين، قائلاً: «أنتم قادة الأديان بكل قارات العالم ونأمل أن يكون لمبادراتكم وحواراتكم دور بارز لمواجهة تحديات المناخ وحماية كوكبنا».
وقال إن «استضافة دولة الإمارات لـCOP28، تتسق مع الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الراعي الكريم لهذه القمة، حيث تسعى دولة الإمارات بكل جد ومثابرة لتكون النموذج العالمي نحو مستقبل مستدام». ووجه الشيخ نهيان بن مبارك باسمه والمشاركين كافة بالقمة أسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لرعايته لهذه القمة، وجهوده المقدرة من أجل تعزيز الجهود العالمية للحد من الآثار السلبية للتغير المناخي وحماية الكوكب.
وشهد الشيخ نهيان بن مبارك، مراسم التوقيع على «النداء العالمي لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ»، التي أقيمت في الجلسة المسائية لفعاليات اليوم الأول من القمة، حيث قام أبرز القادة والرموز الدينيين المشاركين بزراعة «شجرة الغاف» التي تمثل رمزاً لمكافحة التصحر وتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء، وهي أيضاً مرتبطة بالموروث الشعبي والبيئي والحضاري لدولة الإمارات.
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، دعم رئاسة COP28 للدعوة التي وجهها قادة ورموز الأديان العالميون للتكاتف وتوحيد الجهود وتفعيل المشاركة في العمل المناخي، حرصاً على بناء مستقبل أفضل للبشرية، مشيداً بقادة الأديان والمعتقدات الحاضرين الذين يجمعون الأديان حول رسالة واحدة للبشرية بأكملها، ويسهمون في إعلاء أصوات وآراء العديد من المجتمعات الهشة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمة عبر تقنية الفيديو، إن اجتماع قادة الأديان هنا يتزامن مع لحظة مهمة وحاسمة وهي انطلاق فعاليات مؤتمر الأطراف COP28، الذي يشهد أول تقييم عالمي منذ اتفاق باريس.