أقام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالتعاون مع المركز السعودي للثقافة والتراث، مخيماً جديداً في قطاع غزة لإيواء أكثر من 250 أسرة فلسطينية تضررت بسبب الظروف الإنسانية الصعبة والأحوال الجوية المتدهورة. يأتي هذا المخيم ضمن إطار الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني، ويستهدف توفير مأوى آمن للعائلات التي فقدت منازلها أو تضررت خيامها، خاصةً بعد المنخفض الجوي الأخير الذي ضرب القطاع.
مخيم جديد لإغاثة المتضررين في غزة
يهدف المخيم الجديد إلى استيعاب العائلات النازحة التي تضررت خيامها بشكل كامل نتيجة المنخفض الجوي الأخير، والذي تسبب في تدمير مئات الخيام وغرق مخيمات بأكملها، مما فاقم من معاناة السكان وعمق الأزمة الإنسانية في مناطق مختلفة من قطاع غزة. تولى المركز السعودي للثقافة والتراث مهمة تنفيذ المشروع وتوفير كافة مستلزمات الإيواء الضرورية للأسر المتضررة، بالتعاون الوثيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
توفير مأوى آمن وحماية من الظروف الجوية
أعرب العديد من المستفيدين عن امتنانهم العميق للمملكة العربية السعودية على الدعم الإنساني المقدم، مؤكدين أن المخيم يمثل لهم ملاذاً آمناً وحماية من قسوة الأحوال الجوية. يأتي هذا الدعم في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، والتي تفاقمت بسبب استمرار الأزمة وتدهور الأوضاع المعيشية. وتشير التقارير إلى أن المخيم يوفر بيئة مناسبة لإيواء الأسر وتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل المأكل والمشرب والمأوى.
وتعد هذه المبادرة امتداداً لجهود المملكة العربية السعودية المستمرة في تقديم المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. تسعى المملكة إلى التخفيف من معاناة الفلسطينيين ودعمهم في مواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة، وتقديم العون اللازم للأسر المتضررة.
وفي سياق متصل، افتتح المركز السعودي للثقافة والتراث في نوفمبر الماضي مخيماً آخر في منطقة القرارة شمال محافظة خان يونس، بهدف إيواء العائلات الفلسطينية التي فقدت معيلها. يأتي هذا المخيم كجزء من سلسلة من المبادرات التي يطلقها المركز لدعم الفئات الأكثر ضعفاً في قطاع غزة.
الأزمة الإنسانية في غزة وتأثير وقف إطلاق النار
يأتي إنشاء هذا المخيم في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، والذي أنهى عمليات عسكرية أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت هذه العمليات عن استشهاد 70 ألفاً و669 شخصاً وإصابة 171 ألفاً و165 آخرين. بالإضافة إلى ذلك، تسبب القتال في تدمير ما يقرب من 90% من المباني والمنازل في القطاع، مما أدى إلى نزوح جماعي للسكان وتفاقم الأزمة الإنسانية.
إعادة الإعمار هي التحدي الأكبر الذي يواجه قطاع غزة في الوقت الحالي، حيث يحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة وتوفير السكن اللائق للمواطنين. المساعدات الإنسانية تلعب دوراً حاسماً في تخفيف معاناة السكان وتلبية احتياجاتهم الأساسية، بينما الوضع الاقتصادي في القطاع يظل هشاً ويتطلب جهوداً مكثفة لتحسينه.
من المتوقع أن يستمر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك من خلال تنفيذ المزيد من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى التخفيف من معاناتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية. وستركز الجهود المستقبلية على توفير المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية، بالإضافة إلى دعم مشاريع إعادة الإعمار والتنمية المستدامة. ومع ذلك، فإن استمرار الأزمة السياسية وعدم الاستقرار الإقليمي قد يعيق جهود الإغاثة والتنمية في القطاع.
