قدَّم 150 شاباً أكثر من 300 فكرة وحلا مستداما لإدارة النفايات الغذائية خلال فعاليات برنامج “هاكاثون الاستدامة”، الذي نظَّمه مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، بالشراكة مع “بيئة للتعليم” التابعة لمجموعة بيئة، والتي تهدف لتحفيز أعمال الاستدامة من خلال برامج التعليم والتدريب المهني والتوعية، وبدعم من “صندوق الاتصالات وتقنية المعلومات”، في الفترة من 19 إلى 21 مايو الجاري، حيث تم تنظيم الحدث في إطار احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة بعام الاستدامة 2023، قبيل استضافة الدولة لـ”مؤتمر الأطراف – قمة المناخ” (COP28) في وقت لاحق من العام الجاري.
وركز الحدث على استكشاف حلول الاستدامة في إدارة النفايات الغذائية التي اختارتها “بيئة للتعليم”، ودفع رواد الأعمال الشباب المشاركين لتطوير حلول إبداعية مبتكرة، في إطار الهدف العام الذي يسعى لتعزيز روح المسؤولية وتمكين العقول الشابة من المساهمة في عالم أكثر استدامة.
4 فائزين
وفازت أربع من الفرق العشر التي تأهلت للتصفيات النهائية في هذا البرنامج المكثّف، وتمكنت من مقابلة الخبراء والحصول على الإرشاد والتوجيه، وتطوير نماذج، وتقديم مشاريعها للقادة الصناعة.
“تقسيم” يفوز بالمركز الأول
وحصل “تقسيم” على المركز الأول خلال فعاليات “هاكاثون الاستدامة” بعد أن نال استحسان لجنة التحكيم لدوره المحوري في الحد من النفايات، فهو أكثر من مجرد تطبيق مبتكر لإدارة النفايات، حيث يهدف إلى إحداث تحول جذري في طريقة تعامل البشر مع النفايات وحماية البيئة، إذ حوّل نموذج برنامج “تقسيم” إدارة النفايات إلى تجربة تفاعلية مجدية، وفي الوقت ذاته، وفر المصادر التعليمية للمستخدمين الذين يمكنهم تتبع أدائهم وتقدمهم من خلال لوحة البيانات التي تم تصميمها بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ما يتيح لهم رصد ومتابعة وتوجيه جهودهم في إدارة النفايات.
“دايما” في المركز الثاني
وحصد “دايما” المركز الثاني، وهو برنامج زراعي رائد يقدم للمزارعين نظاماً مستداماً أتوماتيكياً؛ متطوراً، وهو “بيت أخضر بلاستيكي” مؤلف من طبقتين، حيث يتم تثبيت أجهزة استشعار ذكية تقوم بضبط درجة الحرارة والرطوبة ومستوى الضوء وتركيز ثاني أكسيد الكربون، وتقوم بإرسال تنبيهات إلى المزارع عند حدوث أي خلل أو مشكلة. يساهم هذا الحل الفريد في توفير المساحة والطاقة والمياه، وفي زيادة إنتاجية المحاصيل مقارنة بالزراعة التقليدية.
“إيكو-كرم” تحصد المركز الثالث
وجاءت “إيكو-كرم” في المركز الثالث، وهي منصة خدمات إلكترونية تركِّز على التخفيف من النفايات الغذائية في المناسبات الجماعية الكبرى، ومن خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والخوارزميات المبنية على بيانات الاستهلاك الفعلي، تستخدم المنصة “حاسبة النفايات الغذائية” لتحليل وتقدير كمية نفايات الطعام خلال الفعاليات الجماعية، ومن خلال تقديم توقعات دقيقة للطلب على الطعام والكميات المستهلكة منه، تساعد المنصة منظمي الفعاليات على طلب وإدارة الكميات المناسبة من الطعام بشكل فعّال، بهدف تقديم منهج مستدام لخدمات الطعام المقدَّمة لمجموعات كبيرة من الضيوف، والتخفيف من أثر النفايات الناتجة عن بقايا الطعام على البيئة.
“زيرو-آي تي” في المركز الرابع
وكان المركز الرابع من نصيب “زيرو-آي تي”، وهي منصة متخصِّصة بإدارة النفايات الغذائية، تساعد البقالات الصغيرة والمتوسطة على بيع المواد التي شارفت صلاحيتها على الانتهاء للمستهلكين بأسعار مخفّضة، مما يخفف من النفايات الغذائية الناتجة عن تخلص أصحاب البقالات من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية.
وقدّم مركز (شراع) دعماً شاملاً للفائزين في البرنامج، من خلال انتسابهم لبرامج متخصصة في الإرشاد والتوجيه للتحقّق من صحة الأفكار المطروحة وقابليتها للتنفيذ، إلى جانب إتاحة انضمامهم إلى برامج حاضنات الأعمال الصيفية، ومبادرات بناء المجتمع، التي تساعد الفائزين على تصميم وتطبيق حلولهم المبتكرة وإطلاق مشاريعهم الناجحة.
نجلاء المدفع: الشباب يمتلكون القدرة
وفي هذا السياق، قالت نجلاء المدفع، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع): “شكَّل (هاكاثون الاستدامة) شهادة على التوجهات المبتكرة التي قدَّمها الشباب الموهوبون، موفراً لهم قاعدة راسخة لمناقشة الاستدامة، القضية المتجذِّرة في ثقافتنا، وبشكل خاص في هذا العام، الذي نستعد فيه لاستضافة “مؤتمر الأطراف” (COP28) وقيادة جهود العالم للتغلب على التحديات العالمية. حيث ندرك في (شراع) أن الشباب يمتلكون القدرة على تقديم الحلول المبتكرة وإحداث التغيير الإيجابي المنشود، ومن خلال إشراك العقول الشابة وتمكينها من التفاعل مع المبادرات ذات الأثر مثل (هاكاثون الاستدامة) بالتعاون مع شركائنا (صندوق الاتصالات وتقنية المعلومات)، و(بيئة للتعليم) التابعة لـ(مجموعة بيئة)، نضمن تعزيز مكانة هذا الجيل من الشباب كمساهمين بارزين في أجندة دولتنا للاستدامة”.
عمر المحمود: نؤكِّد دعمنا للجهود الوطنية
من جانبه، قال عمر المحمود، الرئيس التنفيذي لصندوق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: “يسعدنا أن يكون الصندوق وهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في مقدمة الداعمين لكل المشاريع التي تقوم على الابتكار، ولا سيما في مجال الاستدامة، الذي توليه قيادتنا الرشيدة أهمية استثنائية، حيث إن عام 2023 هو “عام الاستدامة”، ويأتي “هاكاثون الاستدامة” الذي أقامه مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، بالشراكة مع (بيئة للتعليم) ضمن جهود وطنية شاملة تهدف للمساهمة في بناء مستقبل يواكب التطورات المتسارعة في عالم التقنية، وينسجم أيضاً مع الدور الاستراتيجي للهيئة في قيادة التحول الرقمي على المستوى الحكومي والوطني، ونحن نثمِّن جهود (شراع) في هذا السياق، ونؤكد استمرارنا في دعم كل الجهود الوطنية الداعمة لجيل الشباب المبتكِر والمبدع لخدمة الأهداف العليا لدولتنا الحبيبة”.
هند الحويدي: من الملهم رؤية تعاون رواد الأعمال الشباب
بدورها، قالت هند الحويدي، المدير التنفيذي لشركة “بيئة للتعليم”: “من الملهم رؤية تعاون رواد الأعمال الشباب لبلورة أفكارهم وتعزيز معارفهم وتقديم حلول قادرة على إحداث التغيير الإيجابي في العالم، لا سيما في مجال الاستدامة، ونحن فخورون بشراكتنا الطويلة مع (شراع) الذي يقدِّم جهوداً لافتة لتعزيز ريادة الأعمال والاستدامة، ويدعم فعاليات رائدة مثل (هاكاثون الاستدامة) من شأنها تمكين الشباب، بالإضافة إلى المساهمة في تشكيل الاقتصاد الحديث القائم على التدوير والاستدامة والابتكار”.
ويأتي تعاون “مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)” مع شركائه في تنظيم هذه البرامج المبتكرة، للتأكيد على التزام المركز بدعم الاستدامة وتشجيع رواد الأعمال من الشباب الإماراتي على المشاركة في ابتكار أفكار إبداعية جديدة تستثمر الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا للمشاريع الريادية المستقبلية.