عزّزت أسواق الأسهم المحلية مكاسبها بنحو 14 مليار درهم خلال الجلسات الخمس الأولى من شهر رمضان، حيث ارتفع رأسمالها السوقي من 3.575 تريليونات درهم في نهاية الأسبوع الماضي، إلى 3.589 تريليونات درهم بنهاية جلسة يوم أمس. كما سجلت القيمة السوقية لسوق دبي المالي مكاسب خلال الفترة نفسها بنحو 2.66 مليار درهم، بعد أن ارتفعت من 721.53 مليار درهم، إلى 724.19 مليار درهم.
وخلال الجلسات الخمس الأولى من شهر رمضان، أيضاً صعد مؤشر سوق دبي بنسبة 0.22%، ما يعادل 9.4 نقاط، مقارنة بمستوى 4253.08 نقطة بنهاية إغلاق الجمعة الماضية.
وقال محللون في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك سبعة عوامل تؤهل أسواق المال المحلية للمحافظة على أدائها الإيجابي في تداولات شهر رمضان المبارك، في مقدمتها الأداء القوي للاقتصاد الوطني والنتائج المالية السنوية الجيدة في مجملها واتجاه بعض البنوك لتوزيعات هي الأعلى في تاريخها، إضافة للسعي من قبل المستثمرين الدوليين لاقتناص الفرص بالأسهم المدرجة وبالاكتتابات العامة الأولية، وهو ما تم رصده أخيراً في اكتتاب «باركن» الذي استقطب 259 مليار درهم بعد تجاوزه المستهدف بـ165 مرة. وأفادوا بأن من العوامل المؤثرة في أداء الأسواق المحلية، ارتفاع أسعار النفط وأداء الأسواق العالمية ومؤشرات التضخم الخاصة بالولايات المتحدة وتأثيرها على أسعار الفائدة.
وقال عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد «تشارترد للأوراق المالية والاستثمار»، وضاح الطه، إن «ربط وتيرة التداولات الضعيفة بشهر رمضان غير منطقي خصوصاً في السنوات الأخيرة، التي أثبتت أن هذا الشهر الفضيل يشهد إقبالاً قويا ًمن قبل المتعاملين».
وأكد أن من أبرز المؤثرات التي تخضع لها حركة الأسواق حالياً نتائج الأعمال والاكتتابات الأولية التي نشهد فيها زخماً قياسياً وأداء الاقتصاد الوطني وأسعار النفط وأداء مؤشرات أسواق الأسهم العالمية والتضخم الخاصة بالولايات المتحدة وتأثيرها على أسعار الفائدة.
بدوره، توقع المدير التنفيذي لشركة «سولت للاستشارات المالية»، طارق قاقيش، أن «يشهد شهر رمضان حركة نشطة لأسباب عدة في مقدمتها وجود اهتمام كبير من المستثمرين الدوليين بسوق الأسهم الإماراتية، وأسعار النفط المرتفعة التي تدعم الاقتصاد، والإنفاق الحكومي المرتفع، إضافة لسوق الاكتتاب العام النشطة، والنمو الاقتصادي الذي يتجاوز المعايير الدولية».
وأشار إلى أن التراجع المحدود في أحجام التداولات خلال الجلسات الأولى من شهر رمضان المبارك، لم يؤثر في أداء السوق ككل، حيث إنه ظل مستقراً في مساره الصاعد وقوته.
ولفت إلى أن أداء القطاعات يختلف ضمن أداء أسواق المال الإماراتية خلال شهر رمضان، حيث تواجه بعض القطاعات تأثيرات أكثر وضوحاً من غيرها وبشكل ملحوظ، إذ تشهد قطاعات البيع بالتجزئة والأغذية والمشروبات والضيافة تأثيراً إيجابياً، نظراً إلى زيادة الإنفاق الاستهلاكي، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع في أسعار أسهم الشركات العاملة ضمن هذه القطاعات.
من جانبه، أكد كبير محللي السوق لدى شركة «سنشري فاينانشال»، أرون ليزلي جون، أن «التوقعات لأسواق المال الإماراتية خلال شهر رمضان تظهر اتساقاً ملحوظاً في تحقيق عوائد جيدة على مدى السنوات الـ15 الماضية، حيث حقق سوق دبي المالي متوسط عائد قدره 5.13%، مع تسجيل عوائد إيجابية في 13 عاماً من أصل 15 عاماً. وبالمثل، حقق سوق أبوظبي للأوراق المالية عوائد إيجابية في 12 عاماً من أصل 15 عاماً، بمعدل متوسط 3.4%».
وأوضح أنه علاوة على ذلك، ومع ارتفاع مؤشر سوق دبي المالي بالفعل بنسبة 4.46% منذ بداية العام، فهناك زخم قوي يدخل شهر رمضان، والذي يدعمه طرح شركة «باركن» للاكتتاب العام.
وأكد أن الاكتتاب على أسهم شركة باركن يعكس ثقة المستثمرين بأسواق الإمارات، ومع إدراج شركة «باركن» المتوقع في 21 مارس الجاري، أي في خلال شهر رمضان، نتوقع المزيد من الزخم في مؤشر سوق دبي المالي، حيث يستمر المستثمرون في تعزيز الثقة بالشركات المدرجة في الإمارات.
وأوضح أن البيانات الحديثة تشير إلى أن طرح شركة باركن للاكتتاب سيسهم في تحفيز تنويع الاستثمارات والتوسع الاقتصادي، ما يعزّز كذلك التصنيفات الائتمانية للأسواق المالية في الإمارات.
من جانبه، أكد المحلل المالي، محمد عطا، أن «الإقبال القياسي على طرح شركة باركن والمؤشرات الاقتصادية الإيجابية، يؤكدان النظرة المستقبلية الواعدة للأسواق المالية الإماراتية خلال شهر رمضان والشهور التي تليه».