أعلنت جمعية كشافة الإمارات، ممثلة في مفوضية كشاف دبي، عن إطلاق مخيم المرموم الكشفي البيئي الذي سيعقد في دبي خلال الفترة من 13 إلى 19 ديسمبر 2024، ويأتي هذا الحدث تحت شعار “الكشافة قادة الغد وصناع المستقبل”، ويهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية وتنمية المهارات القيادية لدى الشباب، بالإضافة إلى رفع الوعي بأهمية حماية البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويشهد المخيم لأول مرة مشاركة عربية ودولية حيث يشارك 500 كشافا و100 قائدا من 17 دول إضافة الي كشافة الدولة، ويعد هذا المخيم منصة هامة للتفاعل بين الكشافة من دول مختلفة وثقافات متنوعة، مما يسهم في تعزيز التفاهم والتعاون بين الشباب.
ومن جهته قال رئيس مجلس إدارة جمعية كشافة الامارات، الدكتور سالم عبدالرحمن الدرمكي، إن حماية ورعاية المحميات الطبيعية من الأنشطة الجادة التي تعنى بها الحركة الكشفية من خلال برامج الكشفية وأهداف التنمية المستدامة، ونظرا لما تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة من اهتمام خاص من قبل حكومتها الرشيدة بمجال العناية بالمحميات الطبيعية ورعايتها، ولها تجارب رائدة في هذا المجال، وخاصة التجربة الرائدة التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بتحديد 10% من مساحة إمارة دبي كمحمية طبيعية للنباتات والحيوانات والطيور المحلية والمهاجرة تحت مسمى “محمية المرموم الصحراوية” لتكون بذلك أكبر وجهة بيئية سياحية، وهي أول محمية صحراوية في الدولة غير مسورة ومفتوحة للجمهور، وأوصى سموه بأن تكون الأنشطة الكشفية من أبرز الأنشطة التي تمارس لغرض تحقيق تلك المحمية لأهدافها، لما تحمله في طياتها من تعزيز ثقافة التطوع والمسؤولية المجتمعية في المحافظة على البيئة ومقدرات الأمة.
وأضاف “الدرمكي” أن كشافة الإمارات كان لها دور بارز في هذه المحمية من خلال مشروع “كشافة المرموم” وهو ثمرة تعاون بين هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي وجمعية كشافة الإمارات، ويهدف إلى تنمية قدرات ومهارات الأجيال الشابة بدنياً وثقافياً، وإذكاء روح الأصالة والارتباط بالأرض، والتواصل الإيجابي مع البيئة الطبيعية من خلال حزمة متنوعة من الأنشطة المختلفة التي تم تصميمها لتعزيز مفاهيم حماية البيئة والحياة البرية والصحراوية الغنية التي تتميز بها المحمية، وإتاحة الفرصة للكشافة لعيش تجربة التعلم بالممارسة، وغرس القيم الإيجابية، واستكشاف الذات، وخوض التحديات، وتطوير القدرة على حل المشكلات، والتي أسفرت عن تنظيم أربع مخيمات كشفية حظيت بمشاركات محلية وعربية وخليجية من عام 2017 وحتى العام 2022.
من جانبه، أشار عضو مجلس إدارة جمعية كشافة الامارات- نائب رئيس مجلس إدارة مفوضية كشافة دبي، الدكتور عبد الله المشرخ، إلى أن الأنشطة المقررة تهدف إلى تعزيز مهارات الكشافة بشكل شامل، موضحا أن المخيم يوفر للمشاركين فرصة للتعلم العملي عبر ورش عمل تركز على حماية البيئة وتطوير القيادة الذاتية. وأضاف أن المخيم يتيح للمشاركين التفاعل مع أقرانهم من دول مختلفة، مما يعزز مفهوم التفاهم الثقافي. وأوضح ان هذه التجربة ستترك أثرًا كبيرًا على المشاركين، حيث يتعلمون كيف يواجهون التحديات بروح الفريق والعمل المشترك.
من جانبه، أكد الأمين العام لجمعية كشافة الإمارات قائد عام المخيم، خليل رحمة، أن المخيم سيكون لأول مرة بطابع عربي ودولي بعدما نجحت كشافة الامارات في استضافة المخيم الكشفي العربي الـ33 في ديسمبر العام الماضي في محمية المرموم الصحراوية تحت شعار “الكشفية نهج الاستدامة”، بمشاركة ما يزيد عن 1500 كشاف وقائد مثلوا 19 دولة عربية، وكان الحدث الكشفي الشبابي الأكبر على المستوى العربي ويقام منذ أكثر من 69 عام، وجاءت استضافته لأول مرة في تاريخ المخيمات الكشفية العربية.
ولفت إلى أن نجاحه شجع الجمعية على جعل مخيم المرموم لهذا العام بطابع دولي وتم انشاءه وفق أعلى معايير الجودة والبيئة المستدامة، لافتا إلى حرص الجمعية على تجهيز المخيم بمرافق صديقة للبيئة تعتمد على الطاقة الشمسية، كما تم تصميم البرامج لتشمل أنشطة تفاعلية تُلهم المشاركين لتبني أساليب حياة مستدامة.
وأضاف أن المخيم يقدم نموذجا متقدما للسياحة البيئية والتعليم التفاعلي، ويجمع بين التعليم والترفيه، حيث يتمكن الكشافة من اكتساب مهارات حياتية متنوعة، مثل العمل الجماعي وحماية البيئة، موضحا رحمة أن المخيم يهدف إلى إشراك الشباب في حماية البيئة من خلال أنشطة عملية وورش عمل مبتكرة، ويتطلع لأن يكون هذا المخيم مثالًا يُحتذى به في كيفية دمج التعليم البيئي مع الأنشطة الكشفية لتخريج جيل واعٍ ومبدع.