تعد دولة الإمارات ضمن أبرز الوجهات العالمية للسياحة الفاخرة، مستفيدة من تطور بنيتها التحتية، ومنظومة الخدمات العالية المستوى التي توفرها، إضافة إلى أماكن الإقامة الفاخرة التي تلبي احتياجات الزوار الباحثين عن تجارب سياحية فريدة وراقية.
وحققت الإمارات قفزات نوعية في هذا القطاع، وبحسب تقرير «غراند فيو ريسيرش» للأبحاث والدراسات حول سوق السفر الفاخر في دولة الإمارات وتوقعاته (2023-2030)، وصلت إيرادات سوق السفر الفاخر في الإمارات خلال عام 2023 إلى 18.6 مليار دولار (68 مليار درهم)، وسط توقعات بأن تتجاوز 35 مليار دولار (128.5 مليار درهم) بحلول عام 2030. ويتوقع التقرير أن يبلغ معدل النمو السنوي المركّب لسوق السفر الفاخر في الإمارات 9.5% من عام 2024 إلى عام 2030.
ويتجاوز النمو السنوي المركب في الإمارات حتى عام 2030، نسبة النمو العالمي البالغة 7.9%، إذ يتوقع أن ينمو حجم هذه السوق من نحو 1.38 تريليون دولار في 2023 إلى 2.3 تريليون دولار في 2030.
وترى مجموعة «ترينيتي» التي تقدم خدمات تأسيس الشركات في الإمارات، أن السياحة الفاخرة تدور حول التجارب الراقية، وهو ما يتوافر في الإمارات بشكل كبير، فهي تمتلك كثيراً من الفنادق ومراكز التسوق الفاخرة، التي تجذب نسبة كبيرة من السياح من دول متعددة.
ووفق «آرثر دي ليتل» العالمية للاستشارات، لم تكتف الإمارات ببناء أفخم الفنادق، بل نجحت أيضاً في الجمع بين الضيافة والتجارب الثقافية والترفيهية.
وأشار بحث أجرته مجموعة الاستشارات العقارية ومستشار العقارات «كافنديش ماكسويل»، إلى افتتاح أكثر من 2700 غرفة فندقية جديدة بدبي في النصف الأول من العام الجاري، 75% منها من فئة الغرف الفاخرة. ومن المقرر طرح 10100 غرفة أخرى في السوق بحلول نهاية عام 2025.
وترى المجموعة أن قطاع الضيافة في دبي حقق ازدهاراً كبيراً، وكان الاقتصاد القوي للمدينة، وأن الاستثمار المتزايد في البنية التحتية، والتركيز على السياحة القائمة على التجربة، من العوامل الرئيسة وراء هذا النجاح.
وأوضحت «كافنديش ماكسويل»، أن قطاع الضيافة الذي يمثّل حجر زاوية في تنويع الاقتصاد، يمتلك مزيداً من الإمكانات التي يمكن إطلاق العنان لها، من خلال قدرة دبي على التكيف مع الاتجاهات المتطورة، والحفاظ على سمعتها وقدرتها التي لا مثيل لها على التنوع والابتكار، والاستفادة من الفرص الناشئة.
من جهتها، ترى وكالة «إيليت» للسفر الفاخر، أن دبي تعتبر وجهة سياحية فخمة للعديد من الأسباب، منها أنها تنطوي على معالم وصفتها بأنها من خارج هذا العالم، وتتمتع بتجارب ملهمة في المدينة والصحراء، إضافة إلى توافر خدمات عالية المستوى، وأماكن إقامة فاخرة للغاية.
وكانت الإمارات استأثرت بالحصول على العديد من جوائز السفر العالمية في الشرق الأوسط 2024، جسّد العديد منها قيمتها ومكانتها في عالم السياحة الفاخرة، إذ حصلت أبوظبي على وسام الوجهة الرائدة لسفر الأعمال في الشرق الأوسط، ودبي على لقب الوجهة الرائدة في الشرق الأوسط، وتصدرت العديد من فنادق الإمارات في مجال الضيافة والمنتجعات الفاخرة، كما حصلت طيران الإمارات على جائزة شركة الطيران الرائدة في الشرق الأوسط (الدرجة الأولى).
وأسهم قطاع السياحة في اقتصاد الدولة عام 2023 بنسبة 11.7% من الناتج المحلي الإجمالي، بما يصل إلى 220 مليار درهم، في حين يتوقع أن ترتفع إسهاماته بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي، بما يعادل 236 مليار درهم خلال العام الجاري، وذلك بحسب مجلس السفر والسياحة العالمي.
قطاع السفر والسياحة
يتوقع مجلس السفر والسياحة العالمي، أن يسهم قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بنحو 275.2 مليار درهم بحلول عام 2034، بفضل ما توفره الدولة من بنية تحتية قوية في السياحة والمطارات، وتنوع الوجهات السياحية والثقافية، فضلاً عما تقدمه للسياح من شواطئ وجبال، ووجهات ترفيهية وثقافية، الأمر الذي يتيح لهم العديد من الخيارات في مكان واحد.