أفاد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بأن الحج فريضة لها مقاصد وغايات وثمار يستفيد منها الحاج في كل محطة من محطات الرحلة المباركة، لتكون له نبراساً ومنهجاً قويماً يسلكه في مسيرة حياته، موضّحاً أن أهم مقاصد الحج يتجلّى في تحقيق أسمى معاني الترقّي في الطاعة والعبادة الخالصة لله، وكذلك تعظيم شعائر الله وحرماته، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، إضافة إلى الاقتداء بالأنبياء، عليهم السلام، واستلهام أعظم القيم الإيمانية المنبثقة من وحدة رسالتهم، واستشعار نعمة الوطن، والتأكيد على سلوك المواطن الذي يعكس هويته الوطنية، وقيمه الأخلاقية من التراحم والتعاون والمعرفة الدينية الصحيحة في أداء المناسك.
وأشار المجلس، في كتيّب إرشادي خصّصه لحجاج دولة الإمارات تحت عنوان «يستفتونك في الحج.. محطات إفتائية»، إلى أن أهم مقاصد وثمار الحج يتضمّن أيضاً المداومة على شكر الله تعالى والثناء عليه، والإقرار بنعمه وعظيم فضله والتمسك بهدايته، وتزكية النفس وتطهيرها وتهذيبها بمكارم الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة، وملازمة الدعاء والابتهال لله، عزّ وجلّ، لنيل مرضاته والفوز بجنته، وكذلك التأكيد على أن الأحكام الشرعية مبنية على قيم السماحة والتيسير ورفع الحرج عن المكلفين، وأخيراً ترسيخ مفاهيم المشتركات الإنسانية التي تدعو إلى التعارف والتعاون والتسامح والإيثار والوحدة والمساواة دون تمييز بين عرق أو لون أو لغة.
ولخّص رحلة الحج المباركة في 10 محطات رئيسة إلزامية، بجانب محطة أخيرة اختيارية لمن تيسّر له الوصول إليها، الأولى «الاستعداد للحج»، من خلال التهيؤ لأداء الفريضة بالاستعداد المادي والمعنوي، والثانية «الإحرام»، حيث يحرم الحاج إمّا «منفرداً» فيقول: لبيك اللهم حجاً، أو متمتّعاً، فيقول: لبيك اللهم عمرة، أو قارناً، فيقول: لبيك اللهم عمرة وحجاً، لافتاً إلى أن الإحرام يشتمل على ثلاث خطوات هي «التلبية عند الإحرام، تجرّد الرجل من المحيط والمخيط، والمرأة تلبس ما شاءت إلا النقاب والقفازين، والامتناع عن محظورات الإحرام».
ووفقاً للكتيّب، تتعلّق ثالث محطّات الحج بـ«الدخول إلى مكة والمسجد الحرام»، إذ ينبغي على الحاج قطع التلبية والإكثار من الدعاء، فيما تتمثل المحطة الرابعة في «الطواف والسعي»، حيث يتوجّه المحرم إلى الطواف ثم السعي، مع اشتراط الطهارة في الطواف، منوهاً بأن هناك المحرم القارن أو المفرد يطوفان طواف القدوم ويصليان ركعتين، ثم يسعيان للحج مع الإبقاء على إحرامهما ليعودا إلى التلبية، بينما المحرم المتمتّع (المعتمر) يطوف طواف العمرة، ويصلي ركعتين، ثم يسعى للعمرة، وبعدها يتحلّل المحرم الرجل بالحلق أو التقصير، فيما تتحلّل المرأة بالتقصير.
وتأتي المحطّة الخامسة «يوم التروية»، حيث يحرم الحاج من مكة ويذهب إلى منى ويبيت فيها، ويصلّي الفروض في وقتها ويقصر الصلاة الرباعية، ثم يخرج إلى عرفة بعد طلوع شمس يوم التاسع ولا حرج في الخروج قبل ذلك، ليصل إلى المحطة السادسة وهي «يوم عرفة» في التاسع من ذي الحجة، حيث يصلّي الحاج الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم ويتفرّغ للدعاء والذكر، ثم يخرج بعد غروب الشمس ولو بقليل، بسكينة ووقار إلى مزدلفة، فيما تكون المحطة السابعة هي «مزدلفة»، حيث يصلّي الحاج المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ويلتقط حصى جمرة العقبة، ويستحب للحاج أن يبيت بمزدلفة ويصلي الفجر ويجوز الخروج بعد منتصف الليل.
وتبدأ ثامنة محطّات رحلة الحجيج صباح الـ10 من ذي الحجة والمعروفة بـ«يوم النحر»، الذي يبدأ وقت الرمي بعد طلوع الفجر، ويجوز قبله بعد منتصف الليل، ثم المحطّة التاسعة «التحلّل الأصغر» الذي يحصل بفعل الحاج اثنين من ثلاث، تشمل «رمي جمرة العقبة 7 حصيات، الحلق أو التقصير، طواف الإفاضة والسعي للمتمتع، وطواف الإفاضة فقط للمفرد والقارن إذا كانا قد سعيا بعد طواف القدوم، وإلّا فعليهما السعي بعد الإفاضة»، فإذا أتى الحاج بالأعمال الثلاثة فقد حصل له التحلل الأكبر، وبعد ذلك يقوم بـ«نحر الهدي» الذي يحصل بالتوكيل عليه، فيما تتمثّل آخر المحطات الإلزامية في «طواف الوداع»، إذ يستحب للحاج بعد إتمام أعمال الحج وإرادته السفر من مكة أن يتوجه إلى البيت ويطوف طواف الوداع، ويصلي ركعتي الطواف، وبهذه المحطة يختتم الحاج مناسكه، حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً.
وبحسب الكتيّب، فإن المحطة الاختيارية للحج هي زيارة المدينة المنورة، إذ يستحب زيارة المدينة المنورة لمن تيسّر له ذلك.
«الصحة» ترافق الحجاج في مطارات الدولة
تواكب وزارة الصحة ووقاية المجتمع قوافل الحج في مطارات الدولة، ضمن الحملة التوعوية التي أطلقتها تحت شعار «حج صحي آمن»، بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ومركز أبوظبي للصحة العامة وهيئة الصحة في دبي ومؤسسة دبي الصحية، بما يجسد اهتمام الوزارة وشركائها بزوار بيت الله الحرام وحمايتهم من أي أعراض صحية، وتحقيقاً لاستراتيجيتها الرامية إلى وقاية المجتمع من الأمراض السارية. وأكدت الوزارة أن سلامة وصحة الحجاج أولوية قصوى، نحو رحلة مملوءة بالأمان والطمأنينة، ما يعزز شعور الحجاج بالدعم والرعاية في جميع المراحل. ودعت الحجاج إلى الالتزام بالإرشادات الصحية والتواصل مع الفرق الطبية في حال وجود أي استفسارات أو مشكلات صحية.
وقال الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة الدكتور حسين عبدالرحمن الرند، إن إطلاق الحملة التوعوية في موسم الحج من أهم البرامج في أجندة الوزارة، في إطار جهودها لحماية صحة الحجاج والمجتمع من الأمراض، وليحظى حجاج الدولة بالعناية والرعاية والخدمات المتميزة، حرصاً على جودة صحتهم ووقايتهم من الأمراض.
وأكد الجاهزية العالية للوزارة بالتنسيق مع الجهات الصحية، استعداداً لموسم الحج هذا العام بحملة اتصالية موحدة، لضمان صحة وسلامة الحجاج، خاصة فئات كبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة، والسيدات الحوامل، حيث ستولي الجهات المعنية عناية فائقة لتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم خلال رحلة الحج. ويشمل عمل فريق الوزارة التأكد من تلقي الحجاج التطعيمات اللازمة لوقايتهم من عدوى الأمراض، وإجراء فحوص طبية مثل الضغط والسكري، وخاصة للمصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن والسيدات الحوامل، إضافة إلى توزيع كتيب إرشادات صحية للحجاج، ونشر مقاطع فيديو توعوية على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تزويد الحجاج بالمعلومات اللازمة للحفاظ على صحتهم وسلامتهم أثناء أداء المناسك.