- اجتماع مرتقب في الكويت لدعم التعاون المشترك بين البلدين في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية
- نقدّر ديبلوماسية الكويت القائمة على الحوار والوساطة على أساس من التوازن كحلّ ناجع للأزمات
- زيارة وزير الخارجية إلى روما ستزيد التعاون ومذكرات التفاهم ستنقل العلاقات لمستوى إستراتيجي
- راضون بتطور حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين وتحقيق زيادة قدرها 54% في 2022
- الكويت بلد مفعم بالحيوية والديناميكية وينمو ويتطور باستمرار
أجرى اللقاء: أسامة دياب
أكدت وكيلة وزارة الخارجية الإيطالية ماريا تريبودي عمق وقوة ومتانة العلاقات الإيطالية – الكويتية التي وصفتها بالممتازة والتاريخية، حيث بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل.
وكشفت تريبودي – في لقاء خصت به «الأنباء» – عن ان بلادها عملت على تسريع العمل بنظام «الكاسكيد» كخطوة أولى، وانها عازمة على إنهاء ملف إعفاء الكويتيين من الشينغن في أقرب وقت ممكن، لافتة إلى أن زيارة وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله إلى روما ستفتح مجالات أكبر للتعاون الثنائي ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها خلالها ستنقل العلاقات الثنائية إلى مستوى استراتيجي، مشيرة إلى تقدير بلادها لدور الديبلوماسية الكويتية المتوازنة والتي تؤمن بالحوار والوساطة في حل الأزمات، فإلى التفاصيل:
كيف تصفين العلاقات الكويتية – الإيطالية ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟
٭ العلاقات الإيطالية – الكويتية تتسم بالقوة والمتانة، فهي علاقات ممتازة وتاريخية مجملها حيث إنها تنبع من إرث طويل من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، فهي محصلة 60 عاما من العلاقات الديبلوماسية بين إيطاليا والكويت.
وأعتقد أنه مع وجود حكومة جديدة في إيطاليا، سيتم دعمها وتعزيزها بشكل أكبر والبناء على الوضع الحالي منها والانطلاق به إلى آفاق أرحب يعود بالنفع على الشعبين الصديقين. وفي ظل الرصيد الإيجابي لتاريخ العلاقات بين البلدين، هناك تفاؤل كبير بمستقبل هذه العلاقات في السنوات المقبلة.
حدثينا عن طبيعة زيارتك للكويت، ومن المسؤولون الذين التقيتهم، وأبرز المواضيع التي تمت مناقشتها خلال تلك اللقاءات؟
٭ في الجزء الأول من الزيارة، أجريت بعض اللقاءات المثمرة والإيجابية للغاية: بدأت بزيارة مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د.مانع السديراوي ثم تابعت الزيارة إلى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والتقيت بالمدير العام بالوكالة وليد البحر، وذلك لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية في القطاعين المالي والبحثي.
ثم التقيت نائب وزير الخارجية الشيخ جراح جابر الأحمد، الذي أجريت معه محادثات ودية للغاية بشأن علاقاتنا التاريخية، وأبرز القضايا والملفات على الساحتين الإقليمية والدولية. ولذلك، فإنني أعتبر الاجتماعات الثلاثة جميعها إيجابية للغاية في سياق علاقاتنا الممتازة.
هل هناك أي اتفاقيات أو مذكرات تفاهم تم التوقيع عليها خلال هذه الزيارة؟
٭ لا، لم يتم التوقيع على أي اتفاق خلال هذه الزيارة، لأننا محظوظون للغاية بما تم إنجازه بالفعل في شهر يوليو، خلال الزيارة الرسمية والبالغة الأهمية لوزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، إلى روما في زيارة رسمية إلى نظيره الوزير تاياني، حيث توجت بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم المهمة بين البلدين الصديقين متمثلة بمذكرة تفاهم بشأن إقامة حوار استراتيجي مشترك بين الكويت والجمهورية الإيطالية، والبرنامج التنفيذي للتعاون في المجال الثقافي بين حكومة الكويت وحكومة الجمهورية الإيطالية لأعوام 2023 – 2024 – 2025 ومذكرة تفاهم للتعاون الإنمائي بين الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والوكالة الإيطالية للتنمية والتي تعكس جميعها مدى عزم البلدين الصديقين على تطوير العلاقات الثنائية وتوطيدها في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة.
ولذلك سنسعى جاهدين إلى متابعة تنفيذ هذه الخطوات المهمة ووضعها على المسار السريع واحدة تلو الأخرى خلال الأشهر المقبلة.
دور الكويت
ما تقييمك للدور الذي تلعبه الكويت على المستويين الإقليمي والدولي في مجال حل النزاعات وإحلال السلام؟
٭ نعلم أن الكويت دولة ذات أهمية كبيرة في منطقة الخليج، ونقدر ديبلوماسيتها التي تؤمن بالحوار والوساطة على أساس من التوازن كحل ناجع للأزمات، بالإضافة إلى أن الكويت شريك تاريخي بالنسبة لنا، ونحن مقتنعون تماما بأن لها دورا يحظى باهتمام كبير ليس فقط من جانب إيطاليا ولكن أيضا من قبل الشركاء الآخرين في المنطقة.
تعتبر إيطاليا شريكا تجاريا أوروبيا مهما للكويت. إلى أي مدى أنتم مهتمون بتطوير هذه الشراكة التجارية والمضي بها قدما؟
٭ الكويت شريك استراتيجي مهم للغاية بالنسبة لإيطاليا، كما أنها شريك تجاري تاريخي، والبلدان لديهما رغبة مشتركة في تعزيز حجم التبادل التجاري وزيادة معدلاته. وبصفة عامة نحن راضون بتطور حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين والذي حقق زيادة قدرها 54% في عام 2022 وسنواصل العمل معا لرفع هذا المعدل في السنوات المقبلة.
الاستثمارات الكويتية
ما حجم الاستثمارات الكويتية في إيطاليا وما أبرز الخطوات التي اتخذتها الحكومة الإيطالية لتشجيع الاستثمارات الكويتية والخليجية في بلدكم؟
٭ الكويت لديها استثمارات مهمة في إيطاليا ونعمل معا على تنويعها واستشراف مجالات جديدة لها مثل الطاقة المتجددة والقطاع المالي والابتكار.
وإذا سألتني لماذا يأتي رجل الأعمال الكويتي للاستثمار في إيطاليا، سأقول لك لأننا شريك تاريخي وموثوق، ولأننا بلد في نمو مستمر، وكل الإحصاءات العالمية الأخيرة تثبت ذلك، وفي الواقع، نحن حكومة قوية وشابة ومستقرة للغاية، ولديها كل الظروف اللازمة للنمو بشكل جيد. ويمكنني أيضا أن أقول إننا من بين دول الاتحاد الأوروبي التي تتمتع بنمو استثنائي مقارنة بالشركاء الآخرين. ويبدو لي أن هذه الأمور تسير في اتجاه التشجيع القوي لأي مستثمر وليس الكويتي فقط.
نظام كاسكيد
إلى أي مدى يعتبر نظام كاسكيد خطوة للأمام فيما يتعلق بالإعفاء الكامل للمواطنين الكويتيين من تأشيرة الشينغن؟
٭ بالفعل، نظام التأشيرة الجديد كاسكيد خطوة مهمة على طريق الإعفاء الكامل للكويتيين من تأشيرة الشينغن، وأود أن أشير إلى أننا عملنا على تسريع العمل بالكاسكيد كخطوة أولى، ونحن عازمون بشدة على إنهاء ملف إعفاء الكويتيين من تأشيرة الشينغن في أقرب وقت ممكن. ونعلم أنه من مصلحة إيطاليا أيضا حل هذه المسألة والتي بنظرنا استمرت لفترة طويلة جدا.
كيف تصفون التعاون العسكري بين البلدين؟ وإلى أي مدى تهتمون بتعزيز قدرات الجيش الكويتي سواء على مستوى التدريب أو التسليح؟
٭ يعد ملف التعاون العسكري والدفاعي من أهم الملفات التي تمت مناقشتها مع الكويت. ونحن مهتمون بتعزيز ودعم التعاون العسكري الثنائي كثيرا، بالإضافة إلى أمور أخرى، مع برنامج اليوروفايتر تعاوننا يسير بخطى ثابتة.
فخلال الأسابيع القليلة المقبلة سيكون هناك اجتماع مرتقب في الكويت لدعم هذا التعاون المشترك في مجال الصناعات الدفاعية وكذلك التعاون العسكري، وأعتقد أن كل الظروف اللازمة مواتية لتعزيز تعاوننا الذي يتقدم بنجاح بالفعل.
معرض إكسبو 2030
حدثينا عن ترشح إيطاليا لاستضافة معرض إكسبو 2030؟
٭ من المؤكد أننا نسعى لاستضافة معرض إكسبو 2030 من خلال حملة منظمة نقوم بها بمنتهى الحزم وبأقصى قدر من الاقتناع والإقناع، ولقد كان هذا أحد المواضيع التي تمت مناقشتها مع نظيري نائب وزير الخارجية الشيخ جراح جابر الأحمد.
ونحن نعلم مدى حساسية المنطقة، لكننا نقدم مشروع إكسبو وهو مشروع مبتكر ونحن على يقين تام أن الكثيرين سيقدرونه في هذه المنطقة، لأنه في نهاية المطاف، الرباط الذي يجمعنا هو الهدف من وضع الناس والأراضي والنظام البيئي المستدام في محور التركيز. واسمحوا لي أيضا بأن أقول إن روما هي حقا معرض استثنائي، أعتقد أن العالم كله يقدره.
خلال زيارتك الأولى، ما هو انطباعك عن الكويت؟
٭ في زيارتي الأولى، وآمل ألا تكون الأخيرة، الكويت بلد مفعم بالحيوية والديناميكية، وهي مدينة تنمو وتتطور باستمرار، وهو ما من شأنه أن يرضينا بوضوح، لأن الكويت، كما قلت من قبل، هي جهة فاعلة ذات أهمية كبيرة في المنطقة، ولذلك، فأنا سعيدة للغاية لأنني وجدت الكويت كما تخيلتها دائما، بلد به أشخاص يعملون بجد ويحاولون العمل بأفضل ما يمكن، والتعبير عن مهاراتهم بالصورة التي تظهر إمكانات بلدهم وقدراتها.