- المساعدات الكويتية كانت من الأولى وصولاً للمحتاجين وسنستمر في هذا المسعى والجسر الجوي لإغاثة غزة لن يتوقف
- لافروف: رفض قاطع للقصف العشوائي للأحياء المدنية في غزة وللحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى صحراء سيناء
بعد انتهاء المباحثات الثنائية بين وزير الخارجية ونظيره الروسي تم عقد مؤتمر صحافي مشترك أعرب خلاله الشيخ سالم العبدالله عن الشكر لسيرغي لافروف على دعوته لزيارة موسكو، مبينا أن المباحثات كانت «مثمرة وبناءة» وتناولت سبل تطوير العلاقات «القوية والتاريخية» بين البلدين.
وأوضح وزير الخارجية أن الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات مع (الاتحاد السوفييتي) وذلك في العام 1963 إذ يحتفل البلدان هذا العام بمرور 60 عاما على إقامة العلاقات الديبلوماسية التي «نفخر بها وبمستواها» مشيرا إلى الاتفاق المشترك على تطويرها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب. وقال الشيخ سالم العبدالله إنه أطلع وزير الخارجية الروسي على «محادثاتنا مع العراق بشأن أهمية إنهاء ترسيم حدودنا البحرية لما بعد العلامة 162 وكان هناك تطابق في وجهات النظر بأهمية إنهاء ترسيم هذه الحدود وكيفية تحقيق ذلك».
وأفاد بأن المباحثات تناولت الأوضاع الإقليمية وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة، منوها إلى تطابق وجهات النظر بأهمية وقفها فورا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأضاف أن ما نشاهده في قطاع غزة «يدمي القلوب» مع بلوغ عدد الضحايا نحو تسعة آلاف منهم حوالي أربعة آلاف طفل أي بمعدل ألف طفل أسبوعيا، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل على وقف هذه الحرب ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته والعمل على إيقافها وإدخال المساعدات.
ولفت إلى أن الكويت من أوائل الدول التي سارعت إلى إنشاء جسر جوي لإرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة، مبينا أن «الطائرات الكويتية أقلعت منذ اليوم الأول… واليوم أقلعت الطائرة الحادية عشرة إلى مطار العريش لإيصال المساعدات التي بلغت نحو 400 طن تضمنت أدوية وأمورا أخرى». وذكر وزير الخارجية أن المساعدات الكويتية دخلت إلى قطاع غزة وكانت من أولى المساعدات وصولا للمحتاجين وسنستمر في هذا المسعى، وكذلك الجسر الجوي والمساعدات لن يتوقفا.
وأشار إلى بحث الحرب في أوكرانيا والتعبير عن موقف الكويت الداعي إلى وقفها في أسرع وقت ممكن واللجوء إلى الحوار والحلول السلمية.
كما أشار إلى بحث الأوضاع في سورية، إذ «أكدنا موقف الكويت الواضح وأملنا وسعينا لمساعدة الشعب السوري في إيجاد الأمن والسلم الذي يستحقه».
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المباحثات تركزت على مناقشة التطورات الإقليمية، مؤكدا الرفض القاطع للقصف العشوائي للأحياء المدنية في قطاع غزة و«احتجاز الرهائن» وغير ذلك من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني. وأكد لافروف ضرورة «اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية للحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا وتقديم المساعدة للسكان المدنيين». ودعا إلى الإسراع في خلق الظروف المواتية لاستئناف المباحثات الشاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين و«بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار يجب العمل من أجل استئناف المفاوضات بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية». ورفض وزير الخارجية الروسي «بشكل قاطع» الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى صحراء سيناء فـ «الفكرة تتنافى تماما مع مصالح الفلسطينيين ومصر، وتتناقض مع مساعي السلام في المنطقة».
وأضاف أن المباحثات تناولت أيضا الوضع في سورية في ضوء عودتها إلى جامعة الدول العربية، مؤكدا ضرورة «تدعيم هذه الخطوة الإيجابية بأفعال محددة من أجل تحسين الوضع على الأرض» لافتا إلى التأكيد المشترك على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة في سورية على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة القاضية بضرورة الحفاظ على سيادة سورية وسلامة أراضيها.
وأشاد بموقف الكويت «المتزن» حيال الأزمـــة الأوكرانية، لافتا إلى أن بلاده «لا ترى حتى الآن أي بادرة من أوكرانيا للتوصل إلى إقامة سلام عادل وحقيقي».
وذكر لافروف أن الجانبين ناقشا سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إذ «أكدنا على الدور الذي تلعبه في هذا المجال اللجنة المشتركة المعنية».
وأفاد بأن المباحثات تناولت كذلك زيادة النشاط السياحي بين الكويت وروسيا، لافتا إلى أن تضاعف عدد السياح الكويتيين القادمين إلى موسكو خلال العام الحالي جاء بفضل افتتاح خط جوي بين موسكو والكويت في فبراير الماضي علاوة على تسهيل حصول المواطنين الكويتيين على تأشيرة سياحية إلى روسيا.