- سفيرة تركيا: الزلازل كانت غير مسبوقة «بقوة تدمير تبلغ 500 قنبلة ذرية»
- افتتحنا واحدة من أكثر خطط إعادة البناء طموحاً وشمولية في عالم التنمية الحضارية
أسامة دياب
فيما استذكرت وزيرة الشؤون ووزيرة الدولة لشؤون المرأة والطفولة م.مي البغلي، الأرواح الطاهرة لضحايا الزلزال المدمر الذي تعرضت له الجمهورية التركية، والذي أسفر عن دمار واسع وتداعيات كبيرة، أعادت إلى الأذهان، استنفار الكويت قيادة وحكومة وشعبا لتفزع منذ اللحظات الأولى وبتوجيهات سامية من القيادة السياسية وتنفيذا لتعليمات مجلس الوزراء لمساعدة إخواننا في تركيا وتقديم المساعدات العاجلة في استجابة عهدتها دائما كويت الإنسانية.
وأضافت م.البغلي في كلمة ألقتها خلال غبقة أقامتها السفارة التركية أول من أمس في فندق جراند حياة، أن وزارة الشؤون التي نسقت منذ بداية الأزمة مع مختلف جهات ومؤسسات الدولة، اضطلعت بدورها في إطلاق الحملة الوطنية «الكويت بجانب تركيا»، تجسيدا لعمق الروابط والعلاقات بين الشعبين الصديقين وأبرزت الدور الإنساني للكويت التي نفذت جسرا جويا لنقل المساعدات إلى الجانب التركي، كما أشرفت الوزارة على حملات التبرع التي نظمتها الجمعيات الخيرية على مدار شهرين.
ووجهت البغلي الشكر لكل من ساهم من أفرد وجهات في تحقيق الاستجابة الإنسانية لإغاثة إخواننا في تركيا التي تحظى بمكانة خاصة لدى الشعب الكويتي.
وجددت م.البغلي تضامن الكويت التام والمتواصل ومواساتها للشعبين التركي والسوري إثر هذا الزلزال المدمر، مضيفة: رسالتنا بأن الكويت تقف بقيادتها وحكومتها وشعبها إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في كل الأوقات ولا تتأخر أبدا في تقديم المساعدة اللازمة فهي ارض الإنسانية التي جبلت على الخير والمحبة.
بدورها، هنأت السفيرة التركية طوبى نور سونمز الحضور بشهر رمضان الذي يطلق عليه في تركيا اسم «سلطان الأحد عشر شهرا»، موضحة أن بلادها تحتفل به هذا العام وسط جو من الحزن إلى حد ما، حيث تحاول التعافي من كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا في 6 فبراير الماضي، فقد ضرب زلزالان قويان، تفصل بينهما 9 ساعات فقط، جنوب شرق تركيا مما تسبب في دمار هائل في 11 مدينة يعيش فيها أكثر من 13 مليون شخص.
وأضافت: إن الزلزالين تأثرت بهما مساحة تبلغ نحو 70.000 كيلومتر مربع (ما يعادل أكثر من 4 أضعاف مساحة الكويت). كانت هذه الهزات غير مسبوقة من حيث الحجم والنطاق (بقوة تدمير تبلغ 500 قنبلة ذرية). وأعلن العديد من العلماء أنها كارثة القرن. وفقدنا أكثر من 50 ألف مواطن وأصيب عدد أكبر بكثير وتضرر ما يصل إلى 230 ألف مبنى.
وتابعت: رغم هذه الخلفية العاطفية، نحاول الاستمتاع بروحانيات رمضان، لكن لايزال الآلاف من مواطنينا يعيشون في الخيام والحاويات. ومع ذلك، لم نفقد الأمل والثقة في أنفسنا أبدا، حيث إن تصميمنا على النهوض من تحت الرماد أقوى من أي وقت مضى.
وزادت: نحن كتركيا لدينا القوة والقدرة والإرادة وبالطبع مع الأصدقاء لإعادة بناء مدننا وتضميد جراحنا تماما مثلما حشدنا معا لإنقاذ الأرواح والتواصل مع الناجين فور وقوع الزلزال، فإن تضامننا أمر بالغ الأهمية اليوم في إعادة تأهيل هؤلاء الضحايا وخلق سبل عيش قوية لمستقبلهم.
وأشارت إلى انه بعد الزلازل مباشرة، وتحت قيادة الرئيس أردوغان، افتتحنا واحدة من أكثر خطط إعادة البناء طموحا وشمولية التي شهدها عالم التنمية الحضارية على الإطلاق، ففي غضون عام أو نحو ذلك، تم الإعلان عن التزامنا بإعادة بناء 11 مدينة، بالإضافة إلى مئات القرى فعليا من العدم، مع البنية التحتية اللازمة للتعليم والصحة والنفايات والأسواق وأرصفة الشوارع وحماية التراث الثقافي.
وقالت: أعلم أن هذا الهدف يبدو غير واقعي إلى حد ما، ولكن التجارب والثقة تؤكد أنه عندما يعد رئيسنا بشيء ما فإنه يحققه.
وذكرت أن أكثر من 100 دولة هرعت لتقديم المساعدة، وسيكون دعم الدول الصديقة مهماً أيضا في مرحلة إعادة الإعمار، والتي ستتطلب الكثير من الموارد والجهود، مضيفة أعتقد أن الكويت تستحق الذكر بشكل خاص، فابتداء من صباح يوم 6 فبراير، لم تتوان الكويت عن الاستجابة لنداءاتنا الإنسانية. وعلى الفور أعطت القيادة الكويتية التعليمات للجهات الحكومية بعدم ادخار أي جهد في إرسال المساعدات ومتابعة الحملة الإغاثية.
وأوضحت انه في نفس يوم الكارثة، وبتوجيهات أميرية سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، تم إنشاء «جسر جوي» إنساني أو «جسر الأخوة» – كما نسميه – بين الكويت وتركيا لتسهيل نقل المساعدات العاجلة وفرق الاستجابة الطبية إلى المناطق المتضررة. وبالفعل في اليوم التالي، وصل فريق البحث والإنقاذ وفريق الطوارئ الطبي إلى تركيا.
ولفتت إلى أنه حتى الآن أقلعت 20 طائرة شحن عسكرية عبر «الجسر الجوي». وأرسلت جمعية الهلال الأحمر الكويتي وعدد من المؤسسات الخيرية مئات الأطنان من مستلزمات ما بعد الكارثة.
وفي 9 فبراير الماضي، تعهد مجلس الوزراء الكويتي بتقديم 15 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الزلزال في تركيا.
بالإضافة إلى ذلك، وفي حملة مباشرة لجمع التبرعات بعنوان «الكويت بجانبك»، تبرع المواطنون والشركات والمقيمون في الكويت بما يقرب من 70 مليون دولار لتركيا وسورية، حيث سيتم استخدام هذه المساهمات من خلال وكالات الأمم المتحدة. كما تم ضخ أطنان من مواد المساعدات العينية في «حملة الإغاثة من الزلزال» التي نظمتها سفارتنا، ما يدل على كرم مواطنينا وأصدقائنا في الكويت.
وأشارت إلى أن سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد من أوائل القادة الذين اتصلوا بالرئيس رجب طيب أردوغان عبر الهاتف، ونقل تمنياته له بالتعافي العاجل من كارثة الزلزال.
وكان كل من وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله ووزيرة الشؤون م.مي البغلي على اتصال مباشر معي منذ اليوم الأول، مقدمين دعمهما ومساعدتهما.
كما كانت الجمعيات الخيرية الكويتية في الطليعة من حيث الاستجابة لما بعد الكارثة، بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية التركية.
إننا نؤمن تماما بأن الأوقات الصعبة تجعل روابط الصداقة أقوى ولن ننسى أبدا جهود الكويت وتضامنها في تخفيف آلامنا.
وشكرت جميع المؤسسات الخيرية والشركات والأفراد الذين وضعوا الموارد والجهود للمساعدة في تخفيف الأحزان.
وتطرقت إلى ما يربط بين الأتراك والكويتيين من روابط تاريخية وثقافية واجتماعية متعددة، ويتمتع بلدانا بعلاقات تاريخية تعود إلى مئات السنين، وبتوجيه من الرئيس رجب طيب أردوغان وصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وصلت علاقاتنا إلى مستوى «نموذجي» وتستمر في النمو بشكل أقوى.
وأضافت: وسنحتفل العام المقبل بالذكرى الستين لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بين بلدينا، ونحن لا نزال ملتزمين بمواصلة تعزيز وتعميق وتنويع علاقاتنا الثنائية.