- طاهر لـ «الأنباء»: على الفرد تهيئة نفسه عقلياً ونفسياً بأن هدف الإجازة تجديد النشاط
- الجناع لـ «الأنباء»: هناك تحدٍ أمام الطلبة بالعودة للدراسة بعد العطلة وهنا يأتي دور الأهل
أجرت التحقيق: آلاء خليفة
ينتظر الجميع العطلة الصيفية بفارغ الصبر للسفر الى دول مختلفة لقضاء العطلة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والخلابة في الخارج، كما يسافر المغتربون لرؤية اسرهم وأصدقائهم وأقاربهم.
ولكن ولأن لكل بداية نهاية تنتهي العطلة فيعود الموظف لدوامه والطالب لمدرسته او جامعته ولكن يواجه الكثير منهم «اكتئاب ما بعد العطلة» او اكتئاب ما بعد السفر والذي يسمى بـ «PTD» وهو نوع من المزاج الذي يعود به الأشخاص الى منازلهم بعد رحلة او إجازة طويلة يشعرون فيها بالضجر وعدم القدرة على التكيف مع بيئة مختلفة عن راحته او على ما كان عليه ويصيب الموظفين والطلبة وغيرهم، «الأنباء» طرحت الموضوع على اشخاص عائدين من السفر، ومتخصصين في علم النفس والاجتماع والتربية لمعرفة أسباب تلك الظاهرة والحلول لتجاوزها، وإليكم التفاصيل:
بداية، ذكرت أستاذة علم النفس بجامعة الكويت د.نعيمة طاهر لـ «الأنباء» ان بعض الافراد يصابون باكتئاب ما بعد السفر نظرا لأن كل شخص قبل السفر يهيئ نفسه نفسيا وعقليا بأنه سيستمتع بالإجازة وسيزور أماكن جديدة ويشاهد مناظر خلابة ويتناول اكلات غير المعتاد عليها.
والبعض يكتئب بعد العودة كونه يفكر في العمل والالتزام بالمواعيد والاستيقاظ مبكرا والازدحام المروري، موضحة ان جميع تلك العوامل تخلق حالة من الاكتئاب لدى بعض الأشخاص. وذكرت طاهر ان الحلول تكمن في ان يهيئ الفرد نفسه عقليا ونفسيا بأن الاجازة فترة يستمتع بها ليجدد النشاط ويرتاح من ضغوطات العمل والحياة حتى يعود نشطا جسديا وفكريا ويستطيع أن يقدم الأفضل بعدما أخذ راحة خلال الإجازة.
من جانبها، أوضحت أستاذة علم الاجتماع بجامعة الكويت د.سهام القبندي لـ «الأنباء» ان اكتئاب ما بعد الاجازة والسفر يسمى «بمتلازمة ما بعد الاجازة»، موضحة أن الامر غير مرتبط فقط بالعطلة الصيفية فحتى في اجازات الأعياد على سبيل المثال التي تمتد لمدة 5 او 6 أيام كذلك يشعر الفرد بمشاعر حزن لعودته للروتين مرة أخرى
وذكرت القبندي ان عقل الانسان يحب التنظيم وبالتالي لدى عودته للعمل والروتين اليومي يبدأ العقل بالتأقلم مع الروتين، ومن هنا تبدأ حالة الاكتئاب تخف قليلا لحين ان تنتهي تماما ويعود كل شخص لروتين حياته اليومي.
ونصحت القبندي لتجاوز حالة اكتئاب ما بعد السفر والاجازة بعمل تجديدات نوعا ما في اثاث المنزل او الديكورات او شراء شراشف جديدة لغرفة النوم بما يحدث تغييرا في نفسية الشخص لدى عودته ويجعله يجدد نشاطه وحيويته، فضلا عن تناول الطعام المعتاد عليه والذي قد يفتقده الشخص اثناء السفر ومنه على سبيل المثال بالنسبة للمواطنين الكويتيين «المجبوس».
وختاما، أوضحت القبندي ان تلك الحالة من الاكتئاب تعتبر حالة مؤقتة وتزول بمرور الأيام والعودة للحياة اليومية.
وبدورها، قالت موجهة الخدمة الاجتماعية في وزارة التربية موزة الجناع لـ«الأنباء»: هناك تحد كبير امام الطلبة في العودة من اجازة الصيف الطويلة، وهنا يأتي دور الوالدين في مواجهة ما ينتج من ازمة اكتئاب ما بعد الإجازة، وذلك من خلال التعاطف معهم. وأضافت: عندما نمارس التعاطف مع أبنائنا، فإننا نظهر احتراما لمشاعرهم وواقعهم، كما ان التعاطف يعني ان تساعد ابناءك على تعلم كيفيه تخيل وجهات نظر ومشاعر الاشخاص الآخرين، وهذه مهارة حياتية أساسية للحفاظ علي العلاقات الجيده، التي هي حجر الاساس للسعادة والنجاح.
وتوجهت «الأنباء» بالسؤال لأشخاص عائدين من السفر والاجازات عما يسمى باكتئاب ما بعد السفر، وكانت البداية مع شريفة محمد التي قالت: من وجهة نظري لتجنب الوقوع في هذا الشعور لا بد ان يمنح الشخص نفسه يوما للاستراحة من بعد الاجازة لتهيئة نفسه للعمل وتحضير نفسه جسديا ونفسيا للعود الى روتين العمل وايقاع الحياة السابق.
ومن وجهة نظر عبدالله الظفيري ان على الانسان بعد ان يعود من السفر ان يتجنب الكآبة والمزاج السيئ من خلال سرعة التكيف بعد العودة وذلك من خلال وضع اهداف جديدة يسعى لتحقيقها وان يتجنب الحديث عن ذكريات الاجازة والسفر ويجعل السفر ذكرى جميلة فقط.
من ناحيته، قال م.أحمد حسين ان معظم العائدين من السفر والاجازة يشعرون بحالة من الاكتئاب وعدم التأقلم سريعا على العودة للحياة الروتينية.
ولكن هذه الحالة لا تستمر طويلا وبمجرد مرور الاسبوع الأول بعد العطلة والانخراط في العمل والمسؤوليات اليومية يبدأ الانسان يتعود مرة اخرى.
من ناحيتها، ذكرت رانية عبدالعزيز انها بعد العودة من السفر شعرت بالحنين للأماكن التي زارتها والأشياء التي قامت بها هناك، وفي الوقت نفسه شعرت بالارتباك أو التوتر بسبب التكيف مع الروتين المعتاد ومتطلبات الحياة اليومية.
وأضافت: أعلم أنها مشاعر طبيعية ومؤقتة ومع مرور الوقت سأتأقلم تدريجيا مع الوضع الجديد بحيث أقوم بترتيب الأمور المنزلية مثل التنظيف وترتيب الاغراض، وإعادة تنظيم الجدول اليومي ولا ننسى ممارسة الهوايات المفضلة.
من جانبها، قالت شروق شاكر ان البعض بعد العطلة يشعر بحالة من الضجر والملل، ولكن مع مرور الوقت والذهاب الى العمل او ذهاب الطلبة الى مدارسهم وجامعاتهم يبدأ كل شخص بالتعود والعودة لحياته اليومية الروتينية وممارسة الرياضة والهوايات المفضلة.