هاجمت أوكرانيا، أمس، قاعدة نوفوروسييسك البحرية الروسية في البحر الأسود، فيما أعلنت روسيا صدّ نحو 10 غارات جوية على شبه جزيرة القرم، حيث تكثّف كييف هجماتها منذ ثلاثة أسابيع.
وقال مصدر في الأجهزة الأمنية الأوكرانية لوكالة «فرانس برس»، إن طائرات مسيّرة استهدفت قاعدة نوفوروسييسك في جنوب غرب الأراضي الروسية. وأكد صحة مقطع فيديو يُظهر مسيّرة بحرية تقترب من بارجة بسرعة كبيرة، وتَوقف التصوير قبل وقت قصير من الضربة، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عملية للقوات المسلحة الأوكرانية باستخدام زورقين مسيّرين، مضيفة: «الزورقان المسيّران رُصدا ودُمرا بضربات سفن روسية»، وأعلنت في بيان آخر إسقاط 13 طائرة مسيرة فوق شبه جزيرة القرم، مشيرة إلى عدم وقوع ضحايا أو أضرار.
ويشكل ذلك أول هجوم من نوعه على مرفأ نوفوروسييسك النفطي الكبير ومصب خط أنابيب يمتد على نحو 1500 كيلومتر من حقول النفط في غرب كازاخستان والمناطق الروسية الواقعة شمال بحر قزوين، ويمر الجزء الأكبر من النفط الكازاخستاني الموجه للتصدير عبر خط الأنابيب هذا، وأكدت الشركة المشغلة لخط الأنابيب في بيان عدم تسجيل أي ضرر، وأن النفط لايزال يُنقل بشكل طبيعي بوساطة سفن راسية في المرفأ.
واستُهدف الأسطول الروسي للبحر الأسود الذي تقع قاعدته الرئيسة في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، مرات عدة منذ بدء الحرب في فبراير 2022، وقد تكثّفت الهجمات في الأسابيع الأخيرة، وأعلنت روسيا الثلاثاء الماضي أنها أحبطت هجوماً شن بوساطة ثلاث مسيّرات بحرية أوكرانية على سفن دورية في البحر الأسود على بعد 340 كيلومتراً حنوب غرب سيفاستوبول. ووقعت عملية مماثلة قبل أسبوع من ذلك.
إلى ذلك، توجه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إلى منطقة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لتفقد مركز قيادة، ولقاء مسؤولين عسكريين كبار، على ما أعلن الجيش الروسي في بيان، وعرض شويغو تقريراً للوضع الراهن على الجبهة، وقدم الشكر للضباط والجنود على التحركات الهجومية الناجحة في منطقة ليمان.
وفي سياق آخر، قالت روسيا أمس، إنها تريد أفعالاً، وليس وعوداً من الولايات المتحدة لتنفيذ الشروط التي وضعتها حتى تعود إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
ورفضت روسيا الشهر الماضي تمديد الاتفاق الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها على البحر الأسود، رغم الحرب الدائرة، وقالت إنه لم يتم بذل ما يكفي لإزالة العقبات أمام صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، وأبدت استعدادها للعودة إلى الاتفاق بمجرد حل هذه القضايا.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافيين: «إذا كانوا يريدون المساهمة في الوفاء بالجزء المستحق لروسيا في اتفاق الحبوب، يتعين على الأميركيين الوفاء به، وليس الوعد بأنهم سيفكرون في الأمر».
وأضاف «بمجرد الانتهاء من ذلك، سيتم تجديد الاتفاق على الفور». وجاءت تصريحات بيسكوف بعدما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين، أول من أمس، إنه «في حالة العودة إلى الاتفاق، ستواصل واشنطن بالطبع القيام بكل ما هو ضروري للتأكد من أن كل طرف يمكنه تصدير غذائه ومنتجاته الغذائية بحرية وأمان، بما يشمل روسيا».
وعلى صعيد آخر، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنها لم تعثر على أي ألغام أو متفجرات في موقع محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا، بعدما تمكنت من الوصول إلى أسطح مبانيها وقاعات التوربينات.