استعرض الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، يرافقه معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي على هامش القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية جدارية الأديان التي تتضمن سلسلة تاريخية عن دور العبادة لغير المسلمين في الإمارة والبالغ عددها 23 دار عبادة مرخصة.
وتأتي مشاركة دائرة تنمية المجتمع بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش ومجلس حكماء المسلمين في هذا الحدث فرصة لإبراز جهود العاصمة أبوظبي كوجهة عالمية للتسامح والتنوع الديني بين مختلف شرائحها وتأكيداً على دور ومبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي مثلت إعلانًا مشتركًا يحث على السلام والعيش المشترك بين جميع البشر، واعترافًا بأننا جميعًا أفراد أسرة إنسانية واحدة.
وتتضمن الجدارية تاريخ دور العبادة لغير المسلمين المرخصة في إمارة أبوظبي، والتي قامت دائرة تنمية المجتمع بترخيصها وفق القوانين والنظم المعمول بها.
وبهذا الصدد قال رئيس دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي الدكتور مغير خميس الخييلي، : نحتفل بالتزامن مع اليوم الدولي للأخوة الإنسانية مع أبرز القيادات الدينية في العالم ويمثل هذا التجمع بمثابة احتفاء دولي بالدور الريادي للإمارة في تحقيق الإخاء الإنساني، وفرصة مهمة لتعزيز ثقافة التسامح والتعايش الإنساني لدى كافة أفراد المجتمع ويدعو إلى التعقل والحكمة في التعامل بين كافة البشر، لنغرس ثقافة السلم والحوار والتعايش المشترك باختلاف الثقافات والأطياف.
وأضاف الخييلي تم تأسيس الدائرة، لتكون كياناً حكومياً يسهم في ضمان التزام دور العبادة لغير المسلمين بالشروط والإجراءات والسياسيات الواجب اتباعها، وذلك بالتعاون والتنسيق مع كافة الشركاء من الجهات الحكومية، وهو ما سيمكنها من مزاولة أنشطتها التي حددتها لها اللوائح والقوانين، بكل يسر وسلاسة، وبما يحفظ حقوق رعايا كافة الديانات والطوائف، واليوم أصبحت أبوظبي نموذجاً رائداً وحضارياً، في نشر مفاهيم التسامح والتلاحم المجتمعي، حيث إن الدولة تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف الديانات والأعراق والثقافات، في حين يحظى الجميع فيها برعاية واهتمام قيادة وشعب الإمارات، مشكلين ركناً رئيساً في المشهد التنموي الشامل والمستدام الذي تشهده دولتنا في كافة المجالات، باعتبارهم جزءً لا يتجزأ من النسيج المجتمعي للدولة.
مؤكداً، أن قيادتنا الرشيدة كان لها الدور الريادي في نشر قيم السلام والتعايش، لخدمة الإنسانية جمعاء، لافتاً إلى أن دولة الإمارات تحظى بسجّل مشرّف في نشر مفاهيم التسامح والتعايش الإنساني على مستوى المنطقة والعالم، حتى غدت دولتنا اليوم بمثابة عاصمة عالمية للتسامح، وبرزت إمارة أبوظبي كمركز إنساني حضاري تتفاعل فيه ثقافات كثيرة وديانات متعددة، وقد أدرك المجتمع أن التزام الإمارات بهويتها الوطنية لا يتعارض أبداً مع احترام الديانات والثقافات الوافدة، وبات من الواجب التعرف إلى تلك الثقافات وما تقدمه من تواصل وتكامل مع المجتمع المحلي والدولي.
من جانبه صرح الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبدالسلام، نسعد بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع في استعراض تاريخ دور العبادة لغير المسلمين في أبوظبي وتمثل هذه القمة فرصة لإبراز الجهود مختلف الشركاء في ترسيخ قيم المحبة والتلاحم والتسامح والتعايش بين مختلف شرائح المجتمع، بما يؤكد مكانة دولة الإمارات المتميزة، كمركز عالمي للتسامح والتلاحم والعيش المشترك.
وأضاف تمثل الجدارية تاريخ التنوع الديني في إمارة أبوظبي، والذي يثبت للعالم أجمع حرص دولة الإمارات، قيادة وشعباً على ترسيخ مبادئ الأخوة والترابط والتعاضد، التي غرسها الوالد المؤسس زايد الخير، طيب الله ثراه، في قلوبنا وأفكارنا جميعاً، ومنذ تأسيسها وقيام الاتحاد، عملت دولة الإمارات على إرساء مفاهيم التلاحم والتعايش المجتمعي، كما حرصت على احترام وتعزيز التعددية الثقافية، حيث باتت اليوم موطناً آمناً لجميع المقيمين على أرضها.
وبهذه المناسبة يدعو مجلس حكماء المسلمين جميعَ شعوب العالم للاحتفاء باليوم الدولي للأخوة الإنسانية من خلال التطبيق العملي للقيم الإنسانية السامية التي نصَّت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية، ومن أبرزها قيم الخير والعدل والمحبة والسلام والتعايش المشترك.