أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي “استراتيجية دبي الرقمية” والتي تؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة التحوّل الرقمي تترجم فيها رؤية القيادة الرشيدة بجعل دبي نموذجاً عالمياً للتحول الرقمي، وذلك خلال زيارة سموّه إلى مقر هيئة دبي الرقمية.
وتأتي الزيارة في إطار حرص سمو ولي عهد دبي على متابعة كافة مسارات العمل بما يضمن الوصول لأعلى مستويات جودة الحياة في دبي، والاطلاع على استعدادات الفرق المختلفة للمرحلة المقبلة بما يشمل المشاريع الجديدة التي تعمل دبي الرقمية على تطويرها بالتعاون مع الجهات الحكومية.
وقد أكد سموه أنه برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خاضت دبي ثلاث مراحل نوعية مهمة في رحلتها الرقمية بدءاً من أول حكومة إلكترونية في المنطقة عام 2001، ثم الحكومة الذكية عام 2013، وبعدها التحوّل الرقمي الحكومي الذي توّج بإنهاء التعاملات الورقية بالكامل بنهاية العام 2021، لتكون تلك المراحل بمثابة التمهيد للاستراتيجية الرقمية الجديدة للإمارة التي ترسّخ مكانتها بوصفها المدينة الرقمية الأولى عالمياً، مشدداً سموه على أن المرحلة القادمة هي مرحلة تكثيف الجهود وتعزيز التعاون وترسيخ الفكر الاستباقي والابتكار لتحقيق الأهداف الكبرى.
وتقوم استراتيجية دبي الرقمية التي أطلقها سموه على رؤية تتمثل في رقمنة الحياة في دبي، والعمل على منظومة رقمية موثوقة وقوية تعزز الاقتصاد الرقمي وتمكّن المجتمع الرقمي. وتتكون الاستراتيجية من سبعة محاور هي: المدينة الرقمية، والاقتصاد الرقمي، والبيانات والإحصاء، والمواهب الرقمية، والبنية التحتية الرقمية، والأمن السيبراني، والتنافسية الرقمية.
وتهدف الاستراتيجية إلى مضاعفة مخرجات الاقتصاد الرقمي، وزيادة جودة الحياة بنسبة 90% وتحقيق المراكز الأولى في مؤشرات الأمم المتحدة للحكومة الرقمية، وإنجاز خمسين تجربة مدينة رقمية تتسم بالسلاسة والترابط والاستباقية والتنبؤية والأثر المرتفع، كما تهدف الاستراتيجية إلى تأهيل أكثر من /50,000/ من الكوادر الحكومية بمؤهلات رقمية متقدمة.
منظومة متكاملة
ولفت سمو ولي عهد دبي، خلال الزيارة التي رافقه فيها سعادة حمد عبيد المنصوري، مدير عام هيئة دبي الرقمية وعدد من مديري الدوائر الحكومية في دبي، إلى أهمية إنجاز تلك المستهدفات ضمن الأطر الزمنية المحددة، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية من التحول الرقمي تتطلب مضاعفة العمل وفق منظومة متكاملة يشترك فيها الجميع لتحقيق نقلة نوعية تستفيد من التطورات التكنولوجية الهائلة التي بدأت تحدث تغييرات جذرية في أنماط العمل والإنتاج.
ووجه سموّه بالاستفادة من التقنيات الحديثة على تنوعها قائلاً: “تقنيات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي توفر فرصاً هائلة لتقديم خدمات نوعية واستباقيّة مبنيّة على معرفة المتعامل والفهم الدقيق لاحتياجاته… وعلينا استكشاف آفاق هذه التقنيات بما يعزز الكفاءة والفاعلية التشغيلية ويزيد الإنتاجية.”
إنجازات نوعية
وتُعد استراتيجية دبي الرقمية التي أطلقها سمو ولي عهد دبي مرحلةً متقدمة في قائمة الإنجازات التي شهدتها مسيرة التحول الرقمي في دبي، إذ بلغت نسبة رقمنة الخدمات الحكومية 99.5%، فيما حققت حكومة دبي هدف الحكومة اللاورقية بنسبة 100%، وبلغت نسبة تبني المعاملات الرقمية 87% من إجمالي معاملات الخدمات الحكومية، وتم تطوير ما يزيد على 120 تطبيق حكومي للهواتف الذكية، وبلغ مستوى امتثال الجهات الحكومية لمؤشرات الأمن الإلكتروني أكثر من 80%، فيما حققت الجهات الحكومية نسبة 100% في الامتثال لقانون بيانات دبي.
المدينة الرقمية
إلى ذلك، وخلال الزيارة إلى مقر هيئة دبي الرقمية، أطلق سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة “تجارب المدينة الرقمية”، الهادفة إلى تطوير مدينة متكاملة ومتصلة ومتسقة في تجاربها الرقمية التي تقدمها للمواطنين والمقيمين والزوار ورواد الأعمال، من خلال ربط الخدمات الرقمية المجزأة في دبي، لتُصبح منظومة متكاملة تتمتع بالخصوصية وتُركز على المتعاملين وتوفر الخيارات أمامهم.
وسيحصل المتعامل من المواطنين أو المقيمين وكذلك الزوار والشركات في دبي عبر القنوات الرقمية الموحدة على تجربة سهلة وسلسة، توفر عليه الوقت والجهد، وهو النهج الذي يُشكل ركيزة أساسية في منظومة تقديم الخدمات الرقمية، ويرقى بجودة الحياة الرقمية لأعلى مستوياتها.
Dubai.ae
كما أطلق سموّه الموقع الرسمي لدبي Dubai.ae، في نسخته الجديدة، ويعد المنصة الرقمية الرسمية الموحدة والموثوقة التي توفر للمتعاملين في دبي والعالم الكثير من المعلومات والخدمات الرقمية في دبي بكل سهولة من أي مكان وفي كل وقت، وتشمل المعلومات والخدمات الرقمية المتاحة من خلاله كافة قطاعات دبي كالصحة والتعليم وفعاليات المدينة والسياحة والعمل والاستثمار والإقامة وشؤون العائلة والمواصلات والاتصالات، والعقارات وغيرها الكثير من القطاعات. وتتضمن البوابة ركناً خاصاً بالمشاركة الرقمية في دبي، تأكيداً على حرص حكومة دبي على إيجاد كافة البدائل التي تسهم في تعزيز تواصلها المباشر مع جميع أفراد المجتمع، وإشراكهم في عملية التطوير عبر مشاركة الأفكار وتقديم المقترحات لتعزيز جودة الحياة في المدينة.
مبادرات ومشاريع
وخلال الزيارة، اطّلع سمو ولي عهد دبي على مجموعة من المبادرات الرقمية شملت: “مؤشر معاملات دبي”، و”المساعد الرقمي”، و”اللوحة القيادية لدبي”، ومشروع “المها”، ومؤشرات السعادة وجودة الحياة في دبي، حيث أثنى سموه على جهود الفرق العاملة في مجال التحوّل الرقمي سواء في هيئة دبي الرقمية وباقي الجهات، معرباً عن ثقته في كفاءة فريق حكومة دبي وهمته العالية.
وقال سموه: “لقد كانت كفاءات دبي على الدوام من أهم عناصر تميّزها… وكما نجحنا في كل المحطات السابقة اعتماداً على كوادرنا المتفوقة، نثق اليوم أننا سنحقق النقلة النوعية المنشودة نحو قمم جديدة في مسيرة التطوير”، مضيفاً سموه : “لكي نصل إلى ما نتطلع إليه يتعيّن علينا زيادة التعاون والتنسيق بين مختلف جهات حكومة دبي.. ففي عصر التحولات التقنية الكبرى نحتاج إلى أقصى قدر من التكامل والتعاون بين القطاعات.. كذلك نحتاج للإصغاء للمتعامل ومواكبة احتياجاته وتوقعاته التي تتغير بتطوّر التقنيات”.
بوصلة العمل
وقد أعرب سعادة حمد عبيد المنصوري، مدير عام هيئة دبي الرقمية عن بالغ الشكر والامتنان إلى سمو ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي واعتزاز جميع العاملين في الهيئة بهذه الزيارة الكريمة، مؤكداً أن توجيهات سموه تمثل بوصلة لعمل الهيئة خلال المرحلة المقبلة.
وقال سعادته: “لاشك أن عبارات التشجيع والتحفيز والتوجيهات السديدة التي نسمعها دائماً من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم تمثل بالنسبة لنا دافعاً قوياً لمضاعفة الإنجازات في المرحلة المقبلة، وسنواصل العمل وفق أرقى المعايير والممارسات لتكون دبي دائماً في المقدمة، وأن تظل النموذج الرائد في مجال التحوّل الرقمي والمُدُن الذكية”.
وأضاف: “ستعمل دبي الرقمية مع جميع شركائها من الجهات الحكومية والخاصة، كفريق واحد من أجل تنفيذ الاستراتيجية على النحو الأمثل وسنسابق الزمن لمواكبة سرعة المتغيرات التقنية، نحو قصة نجاح جديدة نسهم من خلالها في رسم مستقبل واعد مبني على حياة رقمية شاملة”.
“مؤشر معاملات دبي”
تهدف مبادرة “مؤشر معاملات دبي” إلى قياس أداء المعاملات الحكومية بشكل لحظي، إذ تمكِّن الجهات المختصة من متابعة أداء كل خدمات الجهات الحكومية من خلال قنواتها المتعددة بشكل آني، إلى جانب تمكين الجهات الحكومية من المتابعة اللحظية لأداء خدماتها، والمتعامل من الاطلاع على الخدمات التي تقدم له أو متابعة حالة طلباته من خلال تطبيق “دبي الآن”.
“المساعد الرقمي”
تسعى مبادرة “المساعد الرقمي” المبتكرة، إلى تحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطويرها، عبر إدراجها ضمن تطبيق “الموظف الذكي” بما يمكّن موظفي حكومة دبي من الحصول على مجموعة من الخدمات النوعية والسريعة.
“اللوحة القيادية لدبي”
أنجزت مؤسسة بيانات دبي “اللوحة القيادية لدبي” مستخدمة قوة البيانات في ابتكار لوحة خاصة لصُنّاع القرار تمكنهم من الاطلاع على مؤشرات المدينة بشكل لحظي ومحدّث وموثوق. وتشمل هذه اللوحة مؤشرات المدينة الحيوية مثل مؤشر السكان، ومؤشر منصة 04، ومؤشر السعادة، والرخص التجارية، والسياح، وحجم التجارة الخارجية، وحجم التداولات العقارية، ومؤشر دبي للأمن الإلكتروني وغيرها من المؤشرات التي تسهّل عملية اتخاذ القرار السديدة بالشكل الأمثل.
مشروع “المها”
طور مركز دبي للأمن الإلكتروني في دبي الرقمية، مشروع “المها” كنظام استباقي للحد من تأثير أس هجمات إلكترونية محتملة على الخدمات الحكومية ورفع مستوى الأمان، وهو نظام متقدم لتأمين الخدمات الحكومية المتاحة على شبكة الإنترنت ورصد نقاط الضعف فيها لتأكيد علاجها.
مؤشرات السعادة وجودة الحياة
طوّرت هيئة دبي الرقمية “مؤشرات السعادة وجودة الحياة في دبي” بالتعاون مع مؤسسة تنظيم الصناعة الأمنية، لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لقراءة تعابير الوجه في المنشآت الحكومية أو غيرها وبالتالي يعطي مؤشراً عاماً عن سعادة الجمهور في مكان ووقت محددين. كما تقيس هذه المؤشرات جودة البيئة معتمدة على إضافة حساسات داخل المنشآت أو خارجها بغرض إظهار مؤشرات حيوية مهمة مثل درجة الحرارة، ومستوى الرطوبة، وجودة الهواء، ومستوى الضوضاء، ومستوى ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى تركيز المركبات العضوية القابلة للتطاير (TVOC).