بدأت المدارس الحكومية على مستوى الدولة، أمس، في استقبال أكثر من 290 ألف طالب وطالبة في مختلف المراحل التعليمية.
وارتكزت الاستعدادات لانطلاق العام الدراسي على ثلاثة محاور رئيسة شملت، الاستباقية والتدريب التخصصي والمبادرات المبتكرة، بهدف إثراء المجتمع المدرسي وتعزيز تنافسية القطاع التعليمي باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
واستقبلت المدارس الحكومية الطلبة في أجواء مثالية، وحرصت على تنظيم فعاليات ترحيبية لهم.
ووفقاً لمؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، فقد بدأت الاستعدادات للعام الدراسي في وقت مبكر، وتم تشكيل فرق داخلية لتنفيذ خطط شملت محاور العملية التعليمية كافة، بدءاً من تجهيز البنية التحتية وتحديث وصيانة الأبنية المدرسية، وصولاً إلى رفع جاهزية الكوادر التربوية.
كما تم الإعلان أخيراً عن افتتاح 14 مدرسة جديدة في مختلف إمارات الدولة خلال العام الدراسي الجديد، ضمن خطة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي الهادفة إلى مواكبة التوسع السكاني في الدولة وتلبية الطلب المتزايد على خدمات التعليم الحكومي.
وعلى صعيد التدريب التخصصي، استفاد نحو 23 ألفاً و492 كادراً تربوياً من أسبوع التدريب التخصصي الذي عقد خلال الفترة من 21 حتى 25 أغسطس الجاري، وتضمن في نسخته لهذا العام 165 ورشة تدريبية ومنتديات تعليمية غطت مختلف التخصصات والجوانب التربوية، إضافة إلى التدريب على أحدث التطبيقات التقنية بهدف توظيفها في تطوير الأساليب التعليمية، وبلغ عدد الساعات التدريبية خلال الأسبوع 656 ساعة.
وشملت فعاليات أسبوع التدريب فعالية «أفكار ملهمة» التي أتاحت الفرصة للمعلمين المتميزين مشاركة زملائهم تجاربهم ومقترحاتهم لتطوير العمل التربوي، وفق ثلاثة محاور رئيسة هي ممارسات التعليم والتعلم وإدارة سلوك الطلبة وتطوير مهارات المستقبل.
كما تم تنظيم فعالية بعنوان «حوار القيادات» بمشاركة شركاء خارجيين وخبراء من مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، ناقشت أهمية التحسين المستمر لأداء الطلبة والتحول الإيجابي في قيادة المدرسة نحو التميز.
وبات الابتكار يُشكل محوراً رئيساً في البنية التعليمية لدولة الإمارات، وتواصل «مدارس الأجيال» استقبال الطلبة مع العام الدراسي الجديد، حيث تستقبل 18 مدرسة أكثر من 13 ألف طالب وطالبة.
وتُعد «مدارس الأجيال» أحد النماذج الجديدة والمبتكرة للمدارس الحكومية، التي أعلنت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي انطلاقها العام الجاري، وتضيف هذه المدارس تجربة تعليمية فريدة من نوعها بالشراكة مع عدد من مشغلي ومزودي الخدمات التعليمية في القطاع الخاص من ذوي التخصص والخبرة في مجال الإدارة وتطبيق المناهج التعليمية وفق أفضل الممارسات العالمية.
ويرسخ نموذج «مدارس الأجيال»، منظومة القيم الإماراتية والانتماء والهوية الوطنية، ويعتمد مخرجات تّعلم أكثر تطوراً، تجمع بين المناهج الوطنية المعتمدة في اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الأخلاقية والاجتماعيات بإشراف مباشر من مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، وبين المناهج الدولية في المواد العلمية كالرياضيات والعلوم وغيرها، بما يعزز موقع الدولة ضمن المؤشرات العالمية.
وتركز «مدارس الأجيال» على الشراكة بين المؤسسة والمدرسة وولي أمر الطالب، والاعتماد على دور أولياء الأمور الأساسي في عملية نجاح الطالب وإثراء مهاراته ضمن النموذج الجديد، وذلك وفق التزام واضح لتحقيق أقصى استفادة للطالب من مخرجات العملية التعليمية.
وفي سياق المبادرات المبتكرة أيضاً، تعتزم المؤسسة تنفيذ أكثر من 450 نشاطاً من الأنشطة اللاصفية للطلبة خلال العام الدراسي، لما لها من أهمية كبيرة في تحسين مخرجات المنظومة التعليمية وتطوير مهارات الطلبة في العديد من المجالات الحيوية مثل الذكاء الاصطناعي.
من جانب آخر، شهدت المدارس نسب حضور متفاوتة بين الطلبة، ومنحت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي إدارات المدارس الصلاحية لتنظيم العودة التدريجية للمراحل الدراسية من خلال تحديد المرحلة الدراسية التي تباشر العودة وفق واقع المدرسة بما يدعم فعاليات العودة للمدارس، وذلك في مرحلة رياض الأطفال والحلقة الأولى.
وحددت المؤسسة انتظام الطلبة في الحلقتين الثانية والثالثة على مرحلتين لكل يوم.
وبدأت إدارات المدارس توزيع الكتب الدراسية على الطلبة، في أول يوم دراسي، حيث أكدت المؤسسة، قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد، طباعة نحو 10 ملايين نسخة كتاب لطلبة المدارس الحكومية والخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم.
وأفاد مديرو مدارس بأن تغيب بعض الطلبة عن الحضور في أول أيام العام الدراسي الجديد، يعود إلى سفرهم للخارج لقضاء إجازة الصيف أو لظروف خاصة بهم، مضيفين: «من المتوقع أن يكتمل العدد مع مطلع الأسبوع المقبل».
من جانبه، قال وزير التربية والتعليم، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، على منصة «إكس»: «مع بداية العام الدراسي الجديد، تمنياتي بالتوفيق والنجاح لأبنائنا الطلبة في جميع المدارس والجامعات، وأن تكون عودتهم لمقاعد الدراسة مقترنة بالعزم على التميز والتصميم على التفوق والحرص على تنمية مواهبهم وإمكاناتهم الذاتية والأكاديمية ليكونوا سواعد تسهم في ازدهار الوطن وتعزيز تنافسيته في المجالات كافة».
ويزيد عدد الطلبة على مستوى الدولة، على مليون طالب وطالبة، بينهم أكثر من 290 ألف طالب وطالبة في 523 مدرسة حكومية.
• 18 «مدرسة أجيال» تستقبل 13 ألف طالب وطالبة، مع انطلاقة العام الدراسي الجديد.