أجرى فريق القلب بمستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال في الشارقة، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، عملية قلب معقدة لطفلة تبلغ من العمر ثمانية أشهر، تمثلت في استبدال الصمام الأبهري بصمام بشري، وذلك بالتعاون مع برنامج الأطباء الزائرين، في إنجاز جديد لمنشآت المؤسسة في مجال جراحة قلب الأطفال.
وقالت مديرة مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال في الشارقة، الدكتورة صفية الخاجة، في بيان صحافي أمس، إن هذا الإنجاز يعكس التزام المؤسسة بتوفير أعلى مستويات الرعاية الصحية للمتعاملين، وحرصها على تعزيز تبادل الخبرات من خلال بناء علاقات تعاون دولية مع مستشفى نيويورك بالولايات المتحدة، عبر برنامج الأطباء الزائرين الذي أسهم بشكل محوري في تحقيق هذا النجاح، معربةً عن شكرها وتقديرها لجهود الطاقم الطبي في تقديم رعاية طبية عالمية المستوى.
من جانبه، أشار رئيس قسم قلب الأطفال في المستشفى، الدكتور أحمد الكمالي، إلى جهود فريق جراحة القلب في نجاح العملية الدقيقة باستبدال الصمام الأبهري بالكامل، مشيراً إلى أن الطفلة غادرت المستشفى بعد أسبوع من إجراء العملية وهي بحالة صحية ممتازة، موضحاً أن الجهود المشتركة والخبرات المتنوّعة أسهمتا في إنقاذ حياة الطفلة، وضمان استقرار حالتها الصحية.
وأوضح استشاري جراحة قلب الأطفال في المستشفى، الدكتور حمزة النادي، أن الطفلة وُلدت بعيب خلقي مركب في القلب، يتمثل في ضيق كل من الصمامين الأورطى والرئوي، وهي من الحالات النادرة والصعبة، نظراً إلى محدودية الخيارات العلاجية المتاحة، مشيراً إلى أنه تم إجراء عملية قسطرة في الأسبوعين الأولين من ولادة الطفلة لتوسيع الصمام الرئوي، وقد تكللت العملية بالنجاح، إلا أنه تبيّن لاحقاً أن العيب الخلقي ممتد إلى الصمام الأورطى، الذي لم يستجب للقسطرة، ومن هنا جاء قرار استبدال الصمام بالكامل.
ويفتح هذا الإنجاز الباب لمزيد من الابتكارات الطبية والتطوّرات في مجال جراحات القلب المعقدة عند الأطفال، ويعكس الدور الريادي الذي تلعبه مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية في تطوير منشآتها الصحية والتزامها بتحقيق أعلى معايير الرعاية الصحية، تماشياً مع رؤية «نحن الإمارات 2031» و«مئوية الإمارات 2071»، وذلك من خلال تعزيز التعاون مع الخبرات الدولية، لتوفير فرص تبادل المعرفة والخبرات مع نخبة الأطباء العالميين.