أجرى فريق طبي جراحة روبوتية ناجحة لامرأة في الـ30 من عمرها، عانت مرض بطانة الرحم المهاجرة المزمن من الدرجة الرابعة، تسبب في تعرضها لآلام مبرحة على مدار 20 عاماً، وفقدان جزء من أمعائها، وتضرر بعض الأعضاء المجاورة للرحم، إضافة إلى عدم قدرتها على الحمل.
وتفصيلاً، أكدت المريضة سارة، أن معاناتها بدأت قبل نحو 20 عاماً منذ أن تم تشخيص حالتها خطأ في بلدها، حيث عانت آلاماً شديدة في البطن، وبعد أن تزوجت قبل سبع سنوات، واجهت مشكلة عدم القدرة على الحمل، إضافة إلى انقطاعها عن العمل وجميع الأنشطة الرياضية، بسبب تكرار الآلام الشديدة.
وأضافت: «بعد سنوات من التشخيص الخطأ حضرت إلى الدولة، حيث تم تشخيص حالتي في مدينة برجيل الطبية واكتشاف إصابتي بمرض بطانة الرحم المهاجرة في المرحلة الرابعة المتقدمة»، مشيرة إلى أن حلم الأمومة وبدء حياة جديدة خالية من المتاعب قد تجدد لديها عقب نجاح الجراحة.
من جانبه، أوضح مدير وكبير أطباء عيادة ايفمندو الشرق الأوسط في برجيل الطبية، المخصصة لإدارة حالات وجراحات أمراض بطانة الرحم الشديدة والمعقدة، البروفيسور هوريس رومان، أن مرض بطانة الرحم المهاجرة يؤثر في نحو 10% من النساء والفتيات في سن الإنجاب على مستوى العالم، حيث يسبب ألماً شديداً، ويجعل الحمل أكثر صعوبة وقد يؤدي إلى العقم، وتتعدى التأثيرات في بعض الحالات المزمنة لتصل إلى فقدان أحد الأعضاء المجاورة للرحم كالمثانة أو الأمعاء أو الكلى، لافتاً إلى أن الدورة الشهرية تُعدُّ أحد أهم أعراض هذا المرض وتعتقد معظم النساء أن هذه الآلام هي عرض طبيعي لهذا سُمي بالمرض الصامت.
ووصف رومان، حالة المريضة سارة بالخطرة بسبب تأثيرات المرض على أعضاء متعددة ومجاورة للرحم، حيث أثر الالتهاب الشديد لبطانة الرحم في المستقيم والقولون، ما تسبب في انسداد جزئي لهما، كما أصاب المبيضين وقناتي فالوب والسرة، وأدى إلى حدوث مشكلة صحية في الحوض، مشيراً إلى أن الفريق الطبي استخدم أحدث التقنيات، بما في ذلك روبوت دافنشي ومنظار ICG، لإجراء جراحي دقيق لمعالجة التهاب بطانة الرحم الحاد الذي تعانيه المريضة.
وقال البروفيسور رومان: «تم استئصال الأنسجة الرحمية المتمددة للقولون والمستقيم، وقد استغرقت الجراحة أربع ساعات ونصف الساعة، تم خلالها استئصال الأنسجة الملاصقة بالقولون والمستقيم عبر نهج جراحي قليل التوغل، إلى جانب استئصال جزء من الأمعاء ومواقع متعددة مرتبطة بالمرض، مع مراعاة الإجراء الجراحي الدقيق بالمنظار للقولون والمستقيم لتجنب حدوث مضاعفات»، مشيراً إلى أن الجراحة كانت واسعة ومتعددة النطاق، إلا أن نتائجها ستمكن المريضة من الحياة بشكل طبيعي، كما أن احتمالية الحمل زادت بنسبة أكبر.