شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس، فعاليات ملتقى صعوبات التعلم الذي ينظّمه مركز الشارقة لصعوبات التعلم، بالشراكة مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وأكاديمية الشارقة للتعليم، تحت شعار «نتميز باختلافنا».
وناقش الملتقى في نسخته الثالثة، سبل العمل على تبني أفضل الاستراتيجيات والممارسات العالمية المعتمدة في دعم وتمكين فئة ذوي صعوبات التعلم، وإطلاق المبادرات والبرامج الهادفة إلى تنمية الوعي المجتمعي المؤسسي بهذا المجال، وتوفير الأنظمة الحديثة والوسائل المبتكرة لدعم ذوي صعوبات التعلم وأسرهم.
وثمنت مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم، الدكتورة هنادي السويدي، دعم صاحب السمو حاكم الشارقة، ورعايته واهتمامه بقضايا الأشخاص ذوي صعوبات التعلم، ومبادرة سموه الكريمة إلى إنشاء مركز مختص لذلك، ودعمه المتواصل الذي شكل الركيزة الأساسية في تمكين المركز من تحقيق مستهدفاته الرامية إلى مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص ذوي صعوبات التعلم.
وسردت قصتها مع ابنها الذي عانى صعوبات في التعلم خلال فترة دراسته، والتحديات التي واجهته في المدرسة، والأساليب التي اتبعتها كولية أمر لطفل يعاني صعوبات في الكتابة وفرط الحركة، مشيرة إلى أنه أكمل دراسته حتى تخرج لاحقاً في الكلية العسكرية برتبة ضابط، الأمر الذي جعلها تعيش حياة ذوي صعوبة التعلم وأُسرهم.
وأوضحت هنادي السويدي أن تنظيم هذا الملتقى يعكس حرص المركز على بذل أقصى الجهود لدعم هذه الفئة، عبر العمل على تعزيز تبني أفضل الاستراتيجيات والممارسات العالمية المعتمدة في دعم وتمكين فئة ذوي صعوبات التعلم، وإطلاق المبادرات والبرامج الهادفة إلى تنمية الوعي المجتمعي المؤسسي بهذا المجال، وتوفير الأنظمة الحديثة والوسائل المبتكرة لدعم ذوي صعوبات التعلم وأسرهم.
وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور مادة فيلمية عن مركز الشارقة لصعوبات التعلم، وأبرز الإنجازات التي حققها، إلى جانب استعراض البرامج والأنشطة المبتكرة التي يقدمها، وإحصاءات للخدمات والتدريب للمهتمين والمختصين بالأشخاص ذوي صعوبات التعلم، ومساندة المؤسسات التعليمية، وتدريب الكوادر العاملة في مجال التعليم، والتوعية بصعوبات التعلم، وتمكين المتميزين من الأشخاص ذوي صعوبات التعلم من الوصول إلى أقصى درجات النجاح. فيما قدم طالبان منتسبان للمركز عرضاً لتجربتهما مع مركز الشارقة لصعوبات التعلم، إضافة إلى دور البرامج والفعاليات التي يقدمها في الإسهام بتطوير مهاراتهم وقدراتهم المعرفية.
وألقت مؤسس ورئيسة مجلس إدارة الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم، الدكتورة آمال أحمد الساير، كلمة أضاءت من خلالها على تجربة خاضتها مع ابنها «حمد»، الذي عانى تشتت الانتباه، وفرط الحركة، وصعوبة في الكتابة، وتعرض للرفض والطرد من مدارس عدة، لعدم توفر مختصين يتبنون تلك الحالة، حتى إشهار الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم في عام 2007. وأوضحت أن هناك تجانساً كبيراً بين الجمعية الكويتية ومركز الشارقة لصعوبات التعلم في العمل والتخصصات، وتشجيع ولي الأمر على تخطي الوصمة المجتمعية، والاقتراب من تلك المراكز لطلب المساعدة والمحافظة على الأبناء وتمكينهم، مؤكدةً إيمانها بأهمية الاختلاف وفوائده أكثر من التشابه، متناولةً أبرز الأرقام والإحصاءات العالمية التي تسجل وجود ما بين 10 إلى 20% من حالات لصعوبة التعلم في كل تجمع دراسي، معظمهم لم يحظوا بفرصة التشخيص والعلاج. وأكدت أن الجمعية تنتهج أسلوب العمل المؤسسي، حيث وضعت خططاً خمسية، تتم متابعتها والعمل على تطورها وتقييمها بشكل دوري، أسوة بمركز الشارقة لصعوبات التعلم، إضافة إلى التركيز على المحاور الأربع الرئيسة، وهي التوعية والدعم والتدريب والتطوير للمنظمة والميدان التعليمي، مشيرةً إلى استمرار بعض التحديات، وأبرزها نقص الكوادر المؤهلة للتعامل مع حالات صعوبات التعلم، الأمر الذي يؤدي إلى رفض الطلبة في المدارس، ودخولهم في دوامة الفشل الدراسي والرفض المجتمعي، وصولاً إلى الانحراف والتسرب من المدارس، والإدمان بجميع أنواعه، وتفكك الأسرة بسبب الإرهاق النفسي.
وناشدت آمال الساير الحكومات والمنظمات بضرورة تبني توصيات المؤتمرات الخاصة بصعوبات التعلم، وإيصالها لأصحاب القرار لخدمة المتأثرين، إضافة إلى فتح التخصصات والبرامج الأكاديمية في الجامعات المختلفة لتقديم جيل من المعلمين القادرين على تقديم الدعم التربوي والتعامل مع تلك الحالات، متمنيةً تطبيق تجربة الشارقة في تنظيم برامج ودورات تدريبية للمعلمين، مشيدةً بما شاهدته من دعم كبير من صاحب السمو حاكم الشارقة، وتبنيه ملف تطوير صعوبات التعلم. وكرّم صاحب السمو حاكم الشارقة الشركاء والداعمين لملتقى صعوبات التعلم الثالث، ملتقطاً الصور التذكارية مع أعضاء ومنتسبي مركز الشارقة لصعوبات التعلم.
• الملتقى يسعى إلى مناصرة واحتواء الأشخاص ذوي صعوبات التعلم.