ترجمة: مكي معمري
كانت صوفيا أوليفيرا تبلغ 12 عاماً عندما أدت حرائق الغابات الكارثية في وسط البرتغال إلى مقتل أكثر من 100 شخص في عام 2017. وفي ذلك تقول أوليفيرا: «شعرت بأنه يتعين علينا الآن أن نفعل شيئاً، أو لن نتمكن من رفع أصواتنا أبداً»، حيث بدا أن بلادها واقعة في قبضة تغير المناخ المميت الذي يسببه الإنسان.
ومن المقرر الآن أن تقف الطالبة الجامعية وخمسة شبان وأطفال برتغاليين آخرين تراوح أعمارهم بين 11 و24 عاماً، قريباً، أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، حيث يتهمون 32 حكومة أوروبية بانتهاك حقوقهم الإنسانية، بسبب ما يقولون إنه أمر غير مقبول، والفشل في معالجة تغير المناخ بشكل مناسب. إنها أول قضية تتعلق بتغير المناخ يتم رفعها أمام المحكمة، ويمكن أن تجبر على اتخاذ إجراءات لخفض الانبعاثات بشكل كبير وبناء بنية تحتية أنظف.
إن الفوز بالنسبة لهم في ستراسبورغ، سيكون مثالاً قوياً للشباب الذين يسلكون طريقاً قانونياً لإجبار حكوماتهم على تبني إعادة معايرة جذرية لتدابيرها المناخية. وأحكام المحكمة ملزمة قانوناً للدول الأعضاء، وعدم الامتثال لها يجعل السلطات عرضة لغرامات باهظة تقرّرها المحكمة.
وينظر النشطاء بشكل متزايد إلى المحاكم كوسيلة لتجاوز السياسة ومحاسبة الحكومات. وفي قضية رفعها نشطاء بيئيون شباب الشهر الماضي، حكم قاض في ولاية مونتانا الأميركية بأن وكالات الدولة تنتهك الدستور، في بيئة نظيفة وصحية، من خلال السماح بتطوير الوقود الأحفوري.
وعندما قررت مجموعة النشطاء البرتغاليين عام 2017، أنها ستتخذ إجراءات قانونية، وضعت صوفيا تقويماً لأسنانها، وكانت أطول من شقيقها الأصغر أندريه، وكانت تبدأ الصف السابع في المدرسة. وقد اختلفت الأمور منذ فترة طويلة، وأصبح أندريه البالغ الآن 15 عاماً، أطول منها ببضعة سنتيمترات. وأشار أندريه في مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس» إلى أن السنوات الست الماضية تمثل نحو نصف حياته.
إن ما جعل النشطاء يراجعون أكوام المستندات القانونية التي جمعتها المجموعة غير الربحية التي تدعمهم، ومن خلال عمليات الإغلاق أثناء «جائحة كوفيد-19»، هو ما يسمونه الدليل المُلحّ من حولهم على أن أزمة المناخ تزداد سوءاً.
• ينظر النشطاء بشكل متزايد إلى المحاكم كوسيلة لتجاوز السياسة ومحاسبة الحكومات.