أعلنت روسيا، أمس، رفضها الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي جو بايدن لخطة موسكو لنشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء، قائلة إن واشنطن تنشر منذ عقود مثل تلك الأسلحة النووية في أوروبا.
وقالت سفارة روسيا لدى الولايات المتحدة في بيان: «من الحق السيادي لروسيا وروسيا البيضاء ضمان أمنهما بالوسائل التي نرى أنها ضرورية في ظل حرب مختلطة واسعة النطاق تشنها واشنطن علينا»، مضيفة: «الإجراءات التي نتخذها تتفق تماماً مع التزاماتنا القانونية الدولية».
وتابعت السفارة: «قبل إلقاء اللوم على الآخرين، يمكن لواشنطن أن تنظر إلى نفسها، تُبقي الولايات المتحدة منذ عقود على ترسانة كبيرة من أسلحتها النووية في أوروبا. وتشارك مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي في ترتيبات مشاركة الأسلحة النووية والتدريبات على سيناريوهات استخدام أسلحة نووية ضد بلدنا».
وكانت روسيا قد أعلنت، الخميس الماضي، أنها تمضي قدماً في أول عملية لنشر مثل هذه الأسلحة خارج حدودها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، وقال رئيس روسيا البيضاء، ألكسندر لوكاشينكو، إن نقل الأسلحة النووية بدأ بالفعل، وبعدها بيوم قال بايدن إنه استقبل بشعور «سلبي للغاية» التقارير التي تفيد بأن روسيا تمضي قدماً في خطة نشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء. ونددت وزارة الخارجية الأميركية بالخطة الروسية.
وتنشر الولايات المتحدة أسلحة نووية في أوروبا الغربية، منذ أن سمح الرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور بذلك إبان الحرب الباردة كوسيلة لمواجهة التهديد المحتمل من الاتحاد السوفييتي، ونُشرت أول أسلحة نووية أميركية في أوروبا عام 1954، وكان ذلك في بريطانيا.
إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن روسيا تخطط لمحاكاة حادث كبير في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، تسيطر عليها القوات التابعة لموسكو، في محاولة لإحباط هجوم مضاد أوكراني مخطط منذ فترة طويلة لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وتعد محطة زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وقد تعرضت المنطقة التي تقع بها مراراً للقصف الذي يلوم الطرفان بعضهما بعضاً عليه.
وقالت إدارة المخابرات بوزارة الدفاع الأوكرانية إن القوات الروسية ستقصف المنشأة قريباً، ثم تعلن عن تسرب إشعاعي، وهذا من شأنه أن يجبر السلطات الدولية على إجراء تحقيق، يتم خلاله وقف جميع الأعمال القتالية، موضحة أن روسيا عطلت عملية التناوب المزمعة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجودين في المحطة.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، إن القوات الروسية خفضت مؤقتاً من وتيرة هجماتها على مدينة باخموت المحاصرة في شرق أوكرانيا بهدف إعادة تنظيم صفوفها وتعزيز قدراتها، موضحة أن القوات الروسية تواصل الهجوم، لكن النشاط العام للعمليات تراجع.
من جانب آخر، قال حاكم منطقة بسكوف الروسية، ميخائيل فيديرنيكوف، إن انفجاراً في المنطقة الواقعة قرب الحدود مع روسيا البيضاء ألحق أضراراً بمبنى إداري تابع لخط أنابيب، فيما ذكرت وسائل إعلام روسية أن هجوماً بطائرتين مسيرتين استهدف خط أنابيب دروجبا النفطي بمنطقة تفير الروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها اعترضت، أمس، صاروخي كروز بعيدي المدى من طراز «ستورم شادو»، كانت بريطانيا قدمتهما لأوكرانيا، موضحة أنها اعترضت أيضاً صواريخ «هيمارس وهارم» أميركية الصنع ذات مدى أقصر، وأسقطت 19 طائرة مسيرة خلال الـ24 ساعة الماضية.