أفاد المواطن سالم بن سالمين البدواوي، من مدينة حتا، بأن عشقه لمدينته، وارتباطه العميق بأرضها الخصبة، وجبالها الساحرة، ووديانها الخلّابة؛ ألهماه تجربة فريدة، تمثلت في قرار اتخذه قبل تسعة أعوام تقريباً، وهو أن يقدم قطعة من جنة حتا للعالم، أطلق عليها اسم «مزرعة السعادة»، وحولها إلى مرفق متكامل، يقدم تحت سقفه خدمات فاخرة للمواطنين والمقيمين والسائحين في الإمارات.
وتجمع «مزرعة السعادة» بين جمال الطبيعة وأسباب الراحة التي ينشدها الزوار، من خلال إعداد برامج سياحية متنوعة، تتيح لهم استكشاف جمال المنطقة، والاستمتاع بتجربة لا تُنسى.
وتتضمن المزرعة تجهيزات حديثة، تعكس التزام البدواوي بتعزيز السياحة المستدامة، والوعي بالتراث الثقافي والطبيعي لمنطقة حتا.
وتفصيلاً، قال البدواوي: إن فكرة «مزرعة السعادة» برزت كموقع للإقامة الفندقية للعائلات، من خلال استفادته من مفهوم العائلة، والتجمع في مكان واحد؛ لتعزيز قيم التواصل والتلاحم الاجتماعي.
وأضاف أنها تعد واحدة من أولى المزارع، التي فتحت أبوابها للتأجير الفندقي.
كما نوه بالدعم الذي تلقاه من مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الصغيرة والمتوسطة، ودائرة السياحة في دبي، ما يمثل اعترافاً بالقيمة الثقافية والاقتصادية لهذا المشروع.
وحول سبب اختيار تسمية «مزرعة السعادة»، قال: إن «التفاؤل والرغبة الدائمة في رؤية الجانب الإيجابي في كل تجربة، حفزاه على جعل المزرعة سبيلاً لسعادة كل من يقيم فيها، لتكون وجهة مميزة، تمزج بين الإقامة بخدمات مريحة، والتواصل الاجتماعي القوي».
وأكد البدواوي أنه روّج للمزرعة كوجهة سياحية على مستوى العالم، عبر المشاركة في مواقع عالمية مثل «بوكينج» و«اير بي إن» و«حجوزاتي»، من خلال تسجيل المزرعة موقعاً سياحياً، ما يعد إنجازاً فريداً، خصوصاً أنها أول مزرعة إماراتية، تسجل في هذه المنصات العالمية، مشيراً إلى أن «نسبة كبيرة من السياح القادمين إلى مدينة حتا، يحجزون إقاماتهم مسبقاً من خلال هذه المواقع العالمية».
وأكد أن «الفضل في الإقبال على المزرعة، يعود إلى الجهود المستمرة في الترويج لها وجهةً فريدة وجاذبة؛ إذ يتمتع السياح بفرصة فريدة، لاكتشاف تاريخ وثقافة مدينة حتا، وجمال طبيعتها الجبلية، من خلال البرامج السياحية المتنوعة التي تلبي اهتمامات النزلاء».
وأفاد بأنه حرص على تمكين السياح من رؤية ماضي وحاضر مدينة حتا بشكل شامل، من خلال الموقع المتميز لـ«مزرعة السعادة»، الذي تظهر فيه أبرز معالم المدينة، بفضل قربها من بحيرة حتا ووادي هب وسد حتا، وهو ما يعد جانباً إضافياً، لجذب السياح.
وأكد البدواوي أنه يمتلك اهتماماً كبيراً بالبيئة؛ إذ خاطب وزارة التغير المناخي والبيئة، لتسجيل مزرعته في الخريطة البيئية، ما يعكس ثقافة تعزيز السياحة البيئية، والتوعية حول الاستدامة.
ويبرز التنوع البيئي في «مزرعة السعادة» عبر المساحات الخضراء، ووجود ثراء في أنواع الحيوانات والطيور الموجودة فيها، مثل الأرانب والطواويس والغزلان والدواجن. فضلاً عن الأنواع المختلفة من الأشجار، التي تأتي من بلدان متنوعة في شرق آسيا وجنوب إفريقيا.
وتستفيد المزرعة من تنوعها البيئي؛ حيث تعتمد على حصاد الأشجار في تحضير وتقديم كثير من وجبات الطعام للنزلاء، بما في ذلك استخدام الأعشاب المزروعة محلياً.
وتبرز جهود البدواوي لدعم الأسر المنتجة، وتشجيع التجارة المحلية عبر تخصيصه دولاباً خاصاً لعرض مشغولات الأسر المنتجة، وهو ما يعطي النزلاء الفرصة لاكتشاف وشراء منتجات تراثية محلية، مثل الملابس التقليدية والبخور والعطور.
ويعرض البدواوي هذه المنتجات من دون رسوم إضافية على الأسر، مؤكداً التزامه بدعم المجتمع المحلي، وتعزيز الثقافة والصناعات التقليدية التي يعدها جزءاً أساسياً من هوية مدينة حتا.
وشرح أنه يخصص للأسر المنتجة أكشاكاً لبيع منتجاتها، إضافة إلى تقديم خصوم للموظفين المواطنين والمقيمين عبر بطاقات «فزعة» و«إسعاد»؛ إيماناً منه بأهمية تعزيز التفاعل الإيجابي بين مكونات المجتمع المحلي.
وأشار البدواوي إلى أنه استضاف 23 طاهياً وطاهية مواطنين في المزرعة خلال المهرجانات المختلفة، أسهموا في دمج التراث والمهارات في تقديم تجارب فريدة للضيوف والزوار، إلى جانب أن المزرعة تستضيف بشكل دائم استراحات الشواب من دبي وكلباء والشارقة والفجيرة.
وذكر أن المراكز الطبية تستعين بـ«مزرعة السعادة» كمنتجع لعلاج المرضى النفسيين، واستغلال تأثير طبيعة حتا الهادئة في تحسين الصحة النفسية؛ إذ يسهم الاتصال بالطبيعة الجبلية والوديان في تحسن المزاج، وتعزيز الإقبال على الحياة.
ومن إسهامات البدواوي في مدينته، إطلاق 400 بطة بالتعاون مع بلدية دبي قبل ست سنوات تقريباً، فبفضل هذه المبادرة، تحولت السدود إلى بحيرة تُعرف باسم «بحيرة البط»، وأصبحت وجهة جاذبة للزوار من كل مكان. كما ذكر أن «مزرعة السعادة» فتحت أبوابها للإعلاميين خلال مهرجان «شتانا في حتا»؛ لتسهيل مهمة تغطية فعالياته المختلفة.